يشكل التدريب أحد العوامل الأساسية في نجاح الفرد أو المؤسسة فهو الطريقة الأمثل لتطوير الأداء في أي جهة عمل ليعود على الموظف بالفائدة العملية ومن ثم على الشركة وقبل ذلك على المجتمع.
والمملكة العربية السعودية أحد أبرز الدول المهتمة في هذا المجال ،ما جعل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز تولي اهتماما ملحوظا بهذا الجانب لبناء وتطوير الإنسان والمجتمع الذي يمثل واحدا من أبرز أهداف رؤية المملكة 2030 .
إلا أنه وكما يقال لكل مهنة عقباتها ولكل عمل ظروفه وتحدياته ومقترحات لتطويره.
عدد من الخبراء والمختصين تناولوا هذا الملف من زوايا مختلفة واتفقوا على أهمية التدريب ومخرجاته على العمل الحكومي والخاص.
حيث تؤكد الدكتورة نجوى شاهين المستشارة التربوية والمدير العام لمركز الإتقان للتدريب أن المملكة التي تترأس حاليا دول العشرين تشهد نهضة تنموية شاملة في ظل رؤية 2030، وتم تأسيس وزارة الموارد البشرية لمواكبة التركيز على تحسين النمو المهني والجدارات وتقييم أداء العاملين وتحسين مخرجات التعليم ،ما يجعل الاستثمار في مجال التدريب من المجالات الجاذبة.
ويؤكد عضو لجنة مراكز ومعاهد التدريب الأهلية بغرفة الرياض في الدورة الماضية عبدالله البابطين أن صناعة المدرب مورد استثماري بدون مواد أولية مستدلا بديل كارنيجي وإبراهيم فقيه الذين صنعوا فرصا وظيفية لمئات الأشخاص.
ويصف صالح البطحي الرئيس التنفيذي لمعهد سلامة مجال التدريب بالحيوي والمتجدد لتلبية متطلبات السوق ومختلف المجالات شرط أن يواكب الجديد والمفيد ويلبي الاحتياجات ، واعتبر التدريب الغير نظامي أحد العوائق التي تواجه نجاح التدريب.
وتؤكد المختصة نوف القحطاني أن قطاع التدريب يواجه تحديات قوية في ظل انتشار الجهات المقدمة له ،وكثرة الرسوم المفروضة على المنشآت وشروط التصاريح.
أما المدير التنفيذي لمعهد ميثاق عبدالله الغامدي فيشير إلى الدور المهم الذي يلعبه التدريب في تطوير الأفراد والمؤسسات.
ويتابع: تلعب الكفاءة المهنية للمدرب دور أساسي ،وقد سعت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني إلى ضبط ذلك بـ(رخصة المدرب) للحد من المتطفلين على التدريب.
ويعتقد المستثمر في مجال التدريب شعيب القرني أن الاستثمار في التدريب الأهلي من الفرص الواعدة والمحفوفة في نفس الوقت بالمخاطر ،مبينا أن الفجوة بين الأفراد وبين المراكز وعامل الربط هو الحاجة للترقية أو للوظيفة وليست الحاجة لتطوير القدرات.
ويرى المتخصص في نظم الجودة والتخطيط الاستراتيجي و قياس الأداء المهندس عبدالرحمن العزاز بأن قطاع التدريب الآن في مرحلة انتقالية للتوفيق بين التدريب الكلاسيكي المعتمد على الحضور والحديث المعتمد على التدريب عن بعد.