تخطت شعبية الطفل “بيم” حدود الهند جاذبة أسراً من حول العالم ، ويتحلّى شخصية الطفل “بيم” الكرتونية بكلّ مزايا الهندي الصغير ، من رداء الساري الذي ترتديه والدته إلى حبّه للحلويات الهندية الشهيرة المعروفه باللدّو.
وخاض مسلسل “مايتي ليتل بيم” الذي أطلق في العام 2019 موسمه الثالث ، وهو المسلسل الأكثر شعبية في أوساط الصغار على “نتفليكس” مع أكثر من 27 مليون أسرة تشاهده ، وقد شهد هذا الرضيع الشديد الفضول والقويّ مخاضاً عسيراً من حيدر آباد في جنوب الهند وصولاً إلى هوليوود ، واستغرق الأمر سنوات عدّة كي يقنع مؤلّفه التلفزيونات الغربية ببطله الهندي الخارق ، ويقول طردت من كلّ وكالة طرقت بابها ، فلم يهتم المسؤولون الذين طالعهم بمشروع بيم الصغير ، لفكرة إنتاج عمل من بطولة طفل في التاسعة من العمر يعيش في قرية ويتمتّع بقدرات خارقة ، ظناّ منهم أن هذه الشخصية التي لا ترتدي قميصاّ قد لا تروق لأطفال الغرب.
وتستعين الاستوديوهات الأمريكية بانتظام بصناعة الرسوم المتحركة الهندية للاستحصال على محتويات منخفضة التكلفة بالإنكليزية ، غير أن هذا القطاع لم يتمايز يوماّ بإنتاجاته الأصلية ، وأتت “نتفليكس” لتقلب المعادلة ، فالمجموعة الأميركية تطمح لخوض سوق الترفيه الهندية الواعدة وهي راهنت على نسخة مشتقّة من الرسوم المتحركة مع هذا البطل الطفل بيم ، ولم تكن المسألة تقضي بتاتاً بإضفاء لمسات غربية على المسلسل ، فبيم يحمل علامة على جبينه ما يُعرف في الهند بـ “بيندي” وهو يطبّق الحيل مع والدته ، ويعيش في قرية كلّ سكانها يرتدون اللباس التقليدي.
ويشكّل هذا المسلسل انفتاحاً على عالم متعدّد الثقافات للأهالي الراغبين في الابتعاد عن البرامج التقليدية ، وكانت نتفليكس على ثقة من أن هذا المسلسل سيلقى صدى عند المشاهدين من خارج الهند ، إذ لا حدود لفضول الأطفال ، لكنها لم تكن تتوقّع هذا النجاح الهائل للبطل الصغير ، حيث ان دعابات الطفل بيم تضحك الصغار.