لليوم السادس على التوالي ومع تجدد الاشتباكات، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية، السبت، أن قصفاً صاروخياً مكثفاً نفذته القوات الأذربيجانية على كاراباخ أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية في المنطقة.
وبحسب المعلومات، تجددت الاشتباكات في تلك المنطقة وخلفت عشرات القتلى، وسط مخاوف كبيرة بشأن الاستقرار في منطقة جنوب القوقاز، وهي ممر لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز للأسواق العالمية.
كما اتهمت أرمينيا، الجمعة، القوات الأذربيجانية بقصف المدينة الرئيسية في الإقليم.
وبينما أعلنت يريفان أنها على استعداد للعمل مع وسطاء للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، ردت أذربيجان بأنه على أرمينيا أولا سحب جنودها.
“تركيا تجاوزت الخط الأحمر”
من جهته، دعا وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الجمعة، الأطراف المتنازعة إلى البقاء بعيدا عن النزاع في الإقليم، معربا عن أمله في أن تكون التقارير عن وجود مرتزقة في أذربيجان معلومات لا أساس لها من الصحة.
وقال بومبيو للصحافيين على متن الطائرة التي كانت تقله إلى الولايات المتحدة بعد مغادرته كرواتيا، المحطة الأخيرة من جولة مصغرة له في أوروبا “يجب أن تسألوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لماذا قد يتخذ قرارا كهذا”.
كما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، والتي تدعم أذربيجان، من نشر مقاتلين من سوريا في المنطقة.
وقال ماكرون إنه بحسب تقارير الاستخبارات توجه مئات من المقاتلين ينتمون لمجموعات موالية لأنقرة في سوريا، إلى تركيا ومنها إلى أذربيجان معتبرا أنه “تم تجاوز خط أحمر”.
28 جثة هامدة
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان كان قد أعلن الجمعة، مقتل 28 مسلحا سورياً موالين لها على الأقل، يقاتلون مع القوات الأذربيجانية في ناغورنو كاراباخ، منذ بدء المواجهات مع القوات الأرمينية.
وينتمي القتلى وفق المعلومات، إلى فصائل موالية لأنقرة، تنتشر في مناطق نفوذها، خصوصاً في شمال محافظة حلب، ويتحدر غالبيتهم من المكون التركماني، وهم من بين أكثر من 850 مقاتلا سوريا نقلتهم تركيا إلى المنطقة المتنازع عليها منذ الأسبوع الماضي.
بدورها، تمكّنت وكالة فرانس برس من التحقق من أنه تم إبلاغ عائلات 3 منهم على الأقل بمقتلهم، بينهم قائد مجموعة غادرت بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي الشهر الماضي.
فيما تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي في شمال سوريا الجمعة صور أربعة مقاتلين قالوا إنهم قضوا في المعارك.
إلى ذلك، تتكثف الدعوات الدولية للبلدين الجارين لوقف إطلاق النار والبدء في محادثات، في وقت تتصاعد المخاوف من احتمال تحول المواجهات إلى حرب متعددة الجبهات تستدرج إليها القوتان الإقليميتان تركيا وروسيا.