في خضم اشتباكات هي الأعنف بين أرمينيا وأذربيجان بسبب إقليم ناغورنو كاراباخ منذ 2016، أدت إلى سقوط أكثر من 130 شخصاً حتى الآن، أعلن رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، الخميس، أن بلاده أسقطت أربع طائرات مسيرة في إقليمين قرب العاصمة يريفان، بينما رأى شاهد من رويترز في المدينة جسماً متوهجاً في السماء وسط معارك مع أذربيجان.
وقال باشينيان على مواقع التواصل الاجتماعي، إن أربع طائرات مسيرة ظهرت بالأجواء الأرمينية في إقليمي كوتايك وجغاركونيك، ودمرتها قوات الدفاع الجوي الأرمينية، مع احتدام الصراع مع أذربيجان لليوم الخامس.
في السياق، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن نشر مرتزقة في إقليم ناغورنو كاراباخ يعد تطوراً “جديداً خطيراً”.
كما جددت روسيا والغرب الدعوات إلى وقف القتال المتواصل منذ أيام بين أرمينيا وأذربيجان.
دعوات للعودة إلى المفاوضات
وفي دعوة مشتركة، حض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترمب وماكرون، الطرفين على العودة إلى المفاوضات الهادفة إلى تسوية هذا النزاع القديم.
كما أعلن ماكرون في موقف منفصل، أن مرتزقة سوريين نقلوا عبر تركيا للانضمام إلى القتال في كاراباخ، واصفاً الأمر بأنه تطور “خطير للغاية، يغير الوضع”.
إلى ذلك، رفض رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فكرة عقد محادثات.
ودعا بوتين وماكرون وترمب في بيانهم، الخميس، إلى “وقف فوري للأعمال العدائية”، وحضوا الطرفين على التزام المحادثات.
كما قال الزعماء الثلاثة: “ندعو أيضاً قادة أرمينيا وأذربيجان إلى أن يلتزموا، بلا تأخير، استئناف المفاوضات الجوهرية”.
إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في خطاب ألقاه أمام البرلمان التركي قبل بيان الدول الثلاث، أنه يعارض تدخلها. وقال: “بما أن الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا أهملت هذه المشكلة لقرابة 30 عاماً، فمن غير المقبول أن تبحث الآن عن وقف لإطلاق النار”.
ويخشى إذا ما اندلعت حرب مباشرة بين أذربيجان وأرمينيا أن تُستدرج إلى النزاع روسيا وتركيا اللتان تدعم كل منهما طرفاً في النزاع.
إلى ذلك تنضوي يريفان في تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة موسكو، واتهمت تركيا بإرسال مرتزقة من شمال سوريا لدعم القوات الأذربيجانية بالنزاع الدائر في كاراباخ.
يشار إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ضمن مجموعة مينسك التي شكلتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمعنية بإيجاد حل للنزاع منذ التسعينات.
30 ألف شخص
يذكر أن البلدين الخصمين في القوقاز دخلا في نزاع مرير بشأن منطقة كاراباخ منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عندما انفصلت المقاطعة ذات الغالبية الأرمينية عن أذربيجان.
وأثار إعلان استقلال كاراباخ عن أذربيجان حرباً في أوائل التسعينات أودت بحياة 30 ألف شخص، لكن لم تعترف أي جهة بعد، ولا حتى أرمينيا، باستقلال الإقليم.
كما أعلنت أرمينيا وكاراباخ الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية العامة، الأحد، فيما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية وحظر تجول في المدن الكبرى.
والمحادثات الهادفة إلى تسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994.