تُعد سوسة النخيل الحمراء التي نشأت في جنوب شرق آسيا وانتشرت بسرعة في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، أكثر الآفات خطراً وتدميراً لأشجار النخيل في العالم, وهي نوع من الخنافش والتي تعدّ من أخطر أحد الآفات التي تهاجم شجر النخيل في العديد من دول الخليج، وبشكل خاص المملكة العربية السعودية، والإمارات، والهند، وباكستان ,ومن الصعب الكشف عنها في وقت مبكر لأنها تتغذى على الأنسجة النامية للأشجار من الداخل.
حيث تتسبب هذه الآفة بالعديد من المشاكل الاقتصادية للمزارعين وقلة الإنتاج، لكن هناك عدة طرق للتخلص من هذه المشكلة ,إلى جانب الضرر الذي تلحقه سوسة النخيل الحمراء بأنواع أخرى من أشجار النخيل، فإن هذه الآفة العابرة للحدود تهدد نخيل التمر، الذي قال غرازيانو إن “له تراث طويل في إعاشة البشر ودعم سبل المعيشة في المناطق الجافة والحارة” ويعتبر “مصدر دخل أساسي وأمن غذائي للمجتمعات الريفية ومساهم كبير في الاقتصادات الوطنية لدول المنطقة”.
وينطبق هذا بشكل خاص على المنطقة العربية، التي تنتج 77 بالمائة من التمور في العالم وتصدّر حوالي 70 بالمائة من مجموع الصادرات العالمية من هذه المادة الغذائية.
من جهتها بذلت وزارة البيئة والمياه والزراعة كافة الامكانيات لمكافحة هذه الآفة التي تهدد الأمن الغذائي بالمملكة وحرصت الوزارة على توعية المزارعين ووضع آلية لنقل الفسائل من منطقة إلى أخرى من خلال الكشف المبكر عن موطن الإصابة والحد من انتشارها,وقد ساهمت هذه الإجراءات والجهود المتواصلة في الحد من انتشار السوسة الحمراء بالمملكة العربية السعودية من خلال عدة طرق من أهمها :
الحجر الزراعي, نقل فسائل النحيل من المنطقة المصابة إلى مناطق جديدة غير مصابة, يعدّ من أهم الطرق المستعملة في منع انتشار سوسة النخيل الحمراء، وعمل الحجر الزراعي الخارجي والداخلي يعتبر من الطرق التي تستعمل في مكافحة هذه الآفة ,تنظيف قمة النخلة بشكل مستمر ووقاية, إبط السعف من التعرض للمواد العضوية المتحللة، وقص السعف التي تبعد أقل من 120 سنتيمتراً من قاعدة النخلة، مراعاة جرح النخلة، والتخلص من بقايا النخل، ومراعاة استعمال المبيدات الفطرية الملائمة لعلاج فطريات التعفن التي تصيب البراعم، والأوراق, حيث إنّها تجعل النخلة عرضة للإصابة بالسوس الأحمر, المكافحة الميكانيكية يكون بالقضاء على بقايا النخيل، والنخيل الميت، والمصاب بالسوس الأحمر عن طريق قطعه إلى قطع صغيرة، وحرقها حتى يتم قتل السوس, استخدام المصائد الفرمونية تستعمل هذه الطريقة من أجل جذب سوسة النخيل الحمراء، وتكمن فوائد المصائد الفيرمونية في تحديد وقت ظهور الآفة بكميات كبيرة خلال سنة في مزارع النخيل، وتحديد موعد انخفاض كثافة الآفة الحشرية، وتحديد خطة لبداية مكافحة سوسة النخيل الحمراء,المصيدة السعودية من أفضل الطرق المستعملة في القضاء على الحشرات بكميات كبيرة في المنطقة استعمال (الفرمون التجمعي) مع قص جذع النخل، أو قص من قصب السكر المنقوع بمبيد المناسب في المصيدة السعودية والتي هي عبارة عن وعاء يسع خمسة يترات مزودة بأربع فتحات جانبية مع بلوغ الوعاء بحافة طول تبلغ 2.5 سنتيمتراً، وعرض سنتيمتر مع تعليقه باستعمال غطاء, المكافحة الكيماوية يتم تطبيق هذه الطريقة عن طريق التخلص من المنطقة المصابة، وتنظيفها من أي مرحلة من تطور هذه الآفة عن طريق رشها بالمبيدات المناسبة مع مزجها بخليط الطين لحمايتها ,مع تجنب إحداث أي جروح في النخيل لأنّها تعتبر أفضل الأماكن التي تضع فيها إناث سوسة النخيل الحمراء بيوضها، لهذا يجب غمرها باستعمال المبيدات الكيميائية التي تعد أحد الطرق التي تمنع دخول الآفات إلى النخل.
من جانبه، قال الخبير الفني في مشروع مكافحة السوسة الحمراء الدكتور زكريا مسلم، إن هناك فرصة كبيرة للشركات والمؤسسات الزراعية والجمعيات في المساهمة الفاعلة، وأن تكون شريكًا استراتيجيًّا مع الوزارة لتنفيذ أعمال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، داعيًا الشركات والمؤسسات الراغبة للاستثمار في هذا المجال إلى حضور دورات التأهيل التي ستعقد خلال أيام في مناطق الرياض والقصيم والمدينة المنورة والشرقية والجوف.
من جهته ثمّن عبدالحميد بن زيد الحليبي شيخ سوق التمور بالأحساء, الدور الكبير الذي تبذله القيادة ممثلة بوزارة البيئة والمياه والزراعة لدعم المزارعين في مواجهة أكبر آفة مرت في تاريخ المملكة على النخيل والحد من انتشارها ,مشيراً إلى أن التوعية تساهم في القضاء على هذه الآفة بإذن الله وقال أن إشراك المزارع في رأيه وتجاربه كفيلة بحول الله للقضاء على سوسة النخيل الحمراء منبهاً إلى أهمية تطبيق التجارب في هذا الحقل وخاصة باستخدام الوز الفرنسي والذي أثبت نجاحه في القضاء على حشرة السوسة الحمراء .