يمثل الجبل في حياة السعوديين رمزية خاصة فهو المقدس وهو المحبوب وهو معاني الشموخ والعلو .
فمن ” الصفا والمروة ” إلى ” جبل النور ” بما تمثله من رمزية مقدسة مروراً ” بجبل أحد ” الذي قال عنه الرسول عليه السلام ( يحبنا ونحبه ) وصولاً إلى ” جبل طويق ” الذي وصف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان همة السعوديين بهذا الجبل ، وانتهاء ” بجبل شدا ” الذي يمثل لأهالي السهل التهامي بمنطقة الباحة رمزاً للمهابة ويمثل ارتقاؤه لأبناء المخواة الكثير من المعاني بين الفخر والمتعة وروح التحدي .
فِعْل الصعود للقمم برمزيته التي تعبر عن معنى الحب والتوق وتعكس روح التحدي والإصرار وتمثل رمزية التحدي ليس حكراً على الكبار بل يتسلل إلى قلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم .
ففي يوم الوطن المجيد 90 وفي محاكاة عملية لشعار ” همّة حتى القمة ” أصرّت الطفلة لارين الغامدي أحد براعم روضة ماهر بتعليم المخواة على أن تحتفل بالوطن وقادته الأوفياء على طريقتها الخاصة ، حين ارتقت قمم جبل شدا ، متوشحة العلم السعودي الخفاق لتعلن من فوق واحدة من أعلى قممه حبها للوطن الكبير الذي يحتض علو الجبال وعمق السهول وشساعة الصحراء ، معبرة باسم الطفولة في تعليم المخواة عن مدى الحب العميق للوطن ، وتهدي من علو شاهق قادة الوطن في يوم الوطن المجيد مشاعر الولاء والانتماء التي تحملها قلوب الطفولة الغضة .
لوّحت لارين بعلم الوطن من فوق القمة لتسجل لحظة تاريخية فارقة من تاريخ المشاعر الوطنية المتدفق من كل الأرجاء ، معبّرة باسم الطفولة الغصة وباسم كل أطفال الوطن وأجيال المستقبل وبراعم المجد القادم عن عظيم الحب للوطن وقادته .
وسائل التواصل تداولت صورة الطفلة لارين وهي ترفع العلم واتلحفت به فوق قمة الجبل الشهير ممسكة براية التوحيد ( علم الوطن ) بقوة وثبات صامدة في وجه الرياح التي تضرب المكان ويتعالى صريرها في أرجائه .
وتناولوا الصورة بالكثير من الإعجاب والتعليقات المعبّرة عبر مجاميع الواتس أب والمنصات الاجتماعية ، مؤكدين أن أبناء هذا الوطن يتبارون في اجتراح طرق التعبير عن حبهم الخالد لثرى هذه الأرض ، وفي كل مناسبة للوطن يثبتون أنهم يستطيعون تطويع الجغرافيا وتحويلها منصات حب تعلن عن الانتماء لثرى الأرض .
يُشار إلى أنه في مناسبة وطنية سابقة قام كشافو تعليم المخواة بنصب علم الوطن فوق أعلى قمة في جبل شدا لترفرف عالية .
مدير تعليم المخواة الدكتور علي الجالوق ثمّن هذه المبادرة الجميلة من الطفلة لارين وأسرتها ، مؤكداً أن مثل هذه الهمة التي لا تعترف بالعمر ولا بمشقة صعود الجبال هي التي تصنع الأوطان العظيمة .
ولفت إلى أنها لحظات مترعة بالجمال ترسم خارطة الحب في الوجدان وتنقشه في نفوس الأجيال المتعاقبة وتجذّر في نفوس الجميع معاني حب الوطن وقادته الأوفياء .
وجدد ( الجالوق ) الشكر لكل ما رسمه أبناء الوطن في مدارس تعليم المخواة عبر مختلف الوسائط وما نثروه عبر حسابات المدارس من مشاعر صادقة تعكس الحس الوطني الرفيع .