أكد خبير الأمن السيبراني، والمدير التنفيذي لفيرتشوبورت لحلول أمن المعلومات، المهندس سمير عمر، على تزايد اعتماد الدول على الخدمات الرقمية المتكاملة، من خلال الاستناد على أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية إخضاع جميع الخدمات التقنية لمفاهيم وتطبيقات “المرونة السيبرانية”.
وتعني “المرونة السيبرانية”، الاستعداد الوقائي لمواجهة أي تعطل الأعمال والتعافي السريع من آثار الهجمات التخريبية المحتملة، عبر التحليل الاستباقي لنقاط الضعف في جميع مستويات البيئة الرقمية الداخلية، وهو ما يُسهم في الحد من حجم الأضرار المادية والمعنوية للمؤسسات في مختلف القطاعات.
يتقاطع ذلك مع انعقاد الدورة الثامنة لمؤتمر “فيرتشوبورت” لحلول أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا افتراضيًا خلال الفترة من 5 إلى 6 أكتوبر المقبل تحت عنوان “التطور من المقاومة السيبرانية إلى المرونة السيبرانية في عصر المدن الذكية والاقتصاد الرقمي و انترنت الأشياء”، ويشارك فيه أكثر من 26 خبيرًا دوليًا وإقليميًا متخصصًا، ويستهدف 15 قطاعًا محوريًا، وهي “الدفاع، والخدمات المالية والبنكية والتأمين، وتقنية المعلومات، والطاقة والصناعة، والصحة و التجزئة، والتعليم، والبناء والتشييد، والقطاعات الخدمية الحكومية، بالإضافة إلى المطارات والجامعات، وغيرها”، ويهدف إلى دعم مبادرات رؤية السعودية 2030 للتحول الرقمي، والتخفيف من آثار استهداف منشآتها الحيوية، ويمكن التسجيل فيه من خلال الرابط التالي : https://www.menaisc.com/register/
وأكد المهندس سمير عمر، بأن النسخة الافتراضية من المؤتمر المقبل، ستركز بشكل أساسي على تعزيز قيادة “الأمن السيبراني”، وزيادة الوعي الاستراتيجي المؤسساتي به، من خلال جذب أبرز الخبراء العالميين لمشاركة توقعاتهم التخصصية في هذا المحور، مع عملاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتشجيع المتخصصين على مواصلة العمل معًا لإدارة التحديات والمخاطر التي تهدد “العالم الرقمي”، ودعم مفاصل “الاقتصاد الرقمي”.
*القطاعات الناضجة*
وعند سؤال المهندس عمر، عن أفضل القطاعات السعودية تتميز بتطبيق “المرونة السيبرانية” في تسيير أعمالها، أشار إلى “البنوك، والخدمات التمويلية، والنفط والغاز، والمرافق والاتصالات، بالإضافة القطاعات العسكرية”، مرجعًا ذلك إلى تنظيمها الناضج واستثمارها الكبير الذي تم خلال السنوات الماضية.
وعن مدى احتمالية تعافي القطاعات بالنسب المئوية من آثار الهجمات التخريبية في حال تطبيق “المرونة السيبرانية”، قال :” لا توجد أي بيانات تحليلية مرتبط بنسب مئوية للتعافي، لكن ما هو معروف أن المنظمات التي لديها إستراتيجية مرونة رقمية تم تطويرها واختبارها بشكل فعّال، كانت قدرتها على استئناف أعمالها أو عملياتها أسرع مقارنة بالمؤسسات التي لم تطبق ذلك، وهنا الفرق واضح تمامًا”.
وحول جاهزية “البيئة الرقمية” السعودية لتطبيق استراتيجيات “المرونة السيبرانية”، أوضح المدير التنفيذي لمؤتمر “فيرتشوبورت” لحلول أمن المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن معظم القطاعات والمؤسسات الكبيرة مثل “الاتصالات والبنوك والرعاية الصحية”، تتمتع بمرونة كبيرة وناضجة لاستمرارية أعمالها.
وأضاف بأن “الهيئة الوطنية للأمن السيبراني (NCA) نشرت الضوابط الأساسية للأمن السيبراني الأساسية (ECC) بما في ذلك جوانب المرونة السيبرانية ودورها في إدارة استمرارية الأعمال (BCM)، كما ساعدت اللوائح الصادرة عن مؤسسة النقد العربي السعودي، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في زيادة نضج وجاهزية المؤسسات السعودية في هذا المجال الحيوي.
وبين المهندس عمر، بأن السعودية تتبنى معايير وأطر عمل راسخة منذ ما يقرب من العقدين بما في ذلك ISO 27001 و ISO 22301 والتي تلبي الحاجة إلى إدارة استمرارية الأعمال والمرونة السيبرانية، متوقعًا زيادة الطلب على متخصصي المرونة السيبرانية؛ خاصة مع تصاعد التحولات الرقمية في جميع مستويات الأعمال.