رنية مدينة الآثار والتراث والعراقة والأصالة طبيعة خلابة وجو عليل وكرم ومجد .
وتنتشر آثارها و معالمها القديمة في قراها وقد اكتسبت شهرة في الشعر الجاهلي والحديث ومنها قرى أثرية مثل قرية “المغرى” في طرف الحرة والأملح والغافة والعفيرية والجرثمية والحجف .
كما تزخر قرية “الضرم” التابعة لمحافظة رنية بحي أثري قديم وبيوت مبنية من الطين، وتتمثل في مبان مربعة ومستطيلة، تحيط بها جدران كنوع من الحماية، وتطل على مزارع النخيل الشامخة، وكانت هذه البيوت مساكن لأهلها منذ سنين وانتقلوا منها إلى مبان حديثة.
ويسمى حي الظهيرة بالضرم الذي يعتبر من الأحياء المليئة بالكنوز الأثرية والمتصلة بالتاريخ والموروث الجميل، وهذه البيوت والقلاع الطينية التي كان يسكنها الآباء والأجداد خير شاهد على العصر، وكان يدور داخل اسوارها وأزقتها حكايات من الماضي الجميل بها مركز إمارة و مشيخة ومنها أنطلقت مواطن الكرم الأصيلة التي أصبح الكثير يزورها ويأنس بها، و سكانها قبيلة المجامعة.
ومن جبالها الشامخة العالية جبل صهر الذي يطل على حي الظهيرة بقرية الضرم بمحافظة رنية يقول الشاعر والأديب الاستاذ سعد البخيت واصفاً صهر و شموخه الأصيل:
يا شامخاً من بطن رنية واعتلى
هلا بنجد كان مثلك اطولا
شهدت لك الأحداث حين تداولت
وأراك صلداً مارضيت تبدلا
يا سائلاً سل الزمان وما حوى
هلا نسيت لصهر أن تتمثلا
جاء في كتاب بلادنا آثار وتراث للأستاذ عبدالله الحضبي :من جبال رنية المصلوخ، والورك، والكور، والرزيزا، وسلي، وتدوم، وكلان ، ومن قراها الأملح والضرم والعماير والغافة وغيرها وقال : توجد في جبال رنية كتابات حميرية قديمة وكهوف أثرية وآبار مطوية بالحجارة ، وحفريات مرسومة وبيوت طينية محكمة البناء في الضرم والحجف والأملح.
وذكر المؤرخ فهيد السبيعي في كتابة محافظة رنية ؛ قرى رنية ومراكزها وقال من القرى الضرم وبها الظهيرة وبها قصور وآثار باقية.
وهذا الموروث الجميل يتصف ساكنيه بمكارم الأخلاق والشهامة والوفاء ، و إكرام الضيف و حسن الجوار .
بإلاضافة إلى أن حي الظهيرة من الأحياء المملوء بالتاريخ والأصالة كما أن جبل صهر يختزن العديد من الكنوز الأثرية الضاربة في أعماق التاريخ، وكل معالم هذه القرى وطبيعتها توحي بالجمال والطبيعة والجو العليل .
يقول الشاعر عبدالحميد الدلال واصفاً ذكرياته عن هذه القرى وقد عاش بها سنوات عديدة:
نسائم تنفي السقم وهي عليلة
إذا لامست جفن المؤرق يهجع