منذ أيام تحصد السيول في السودان عشرات الأرواح والخسائر المادية، وسط ارتفاع غير مسبوق لمنسوب النيل منذ سنوات طويلة، يكاد لا يذكر السودانيون آخر مرة شهدوا فيها أمراً مماثلاً.
هذا ما أكده رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، لافتا في تغريدة على حسابه، الأحد، إلى أن “مناسيب النيل وروافده هذا العام وبحسب وزارة الري والموارد المائية غير مسبوقة منذ 1912.” وتابع لافتاً إلى أن فيضان هذا العام أدى لخسائر مفجعة وموجعة في الأرواح والممتلكات.
يذكر أن منسوب مياه الفيضانات في السودان وصل خلال الأيام الماضية لمستويات ارتفاع قياسية تسببت في مقتل العشرات وتدمير آلاف المنازل، كما زحفت على بعض الأحياء في العاصمة الخرطوم.
وجاء الفيضان رغم بدء إثيوبيا في ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق في يوليو.
وعادة ما يشهد السودان الفيضان في الصيف، لكن هذا العام تسببت مستويات المياه غير المسبوقة في إغراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، بينما يخشى السكان في أنحاء الخرطوم على منازلهم بسبب المياه الآخذة في الارتفاع.
ووصلت مياه الفيضانات لطرق رئيسية في الخرطوم للمرة الأولى في الوقت الحديث الذي تعيه الذاكرة.
86 قتيلاً وتدمير أكثر من 32 ألف منزل
يذكر أن الدفاع المدني كان أعلن، الأربعاء الماضي، أن السيول والفيضانات الموسمية دمّرت أكثر من ثلاثين ألف منزل، وقتلت 86 شخصا منذ تموز/يوليو. وقال في بيان إن عدد القتلى في الفيضانات ارتفع إلى 86، وأصيب 44 شخصا بجروح ودمرت 32059 منزلا و143 مرفقا عاما.
كما أوضح أن أكثر الولايات تأثرا هي شمال دارفور وجنوب كردفان والبحر الأحمر وكسلا والجزيرة والخرطوم.
وتسببت الأمطار الغزيرة عام 2019 بأضرار لـ400 ألف شخص، وفق متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وجاء في أحدث تقرير صادر عن المكتب في السودان في 19 آب/أغسطس، أن 263645 شخصا تضرروا من الفيضانات هذا العام.
وأعلنت وزارة الري والموارد المائية أن “مناسيب نهر النيل في معظم الأحباس وصلت مستويات قياسية غير مسبوقة”.
كما قال وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، أن فيضان النهر بلغ مستوى “أعلى من عامي 1946 و1988 عندما سجلت محطات الرصد وقتها أعلى مناسيب منذ بدء رصد النهر في عام 1902”.