وقعت حكومتا الأردن والسعودية، اليوم الاحد، مذكرة تفاهم تؤطر التعاون المشترك في مجال الربط الكهربائي بربط شبكتي البلدين.
ووقع المذكرة عن الحكومة الأردنية وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي وعن الحكومة السعودية وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأكدت الوزيرة زواتي في تصريح صحفي عقب التوقيع أهمية المذكرة التي تتوافق أهدافها مع الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة للأعوام 2020-2030، بأن يكون الأردن مركزاً إقليمياً لتبادل الطاقة بكافة اشكالها خاصة وان المذكرة تشكل انطلاقة لمشاريع الربط الكهربائي العربي الشامل ، حيث سيكمل الربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول المشرق العربي، مع باقي الدول العربية في شمال إفريقيا وسيعزز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء.
وأشادت بالتعاون القائم بين الأردن والمملكة العربية السعودية في مجال الطاقة، ودوره في إطلاق مشاريع تحقق التكامل الطاقي العربي ويستفاد منها في تعزيز شبكة الاتصالات بين الدول العربية، خاصة في عهد الثورة الصناعية الرابعة وتوجه العالم نحو التكنولوجيا الرقمية.
وقالت، ان الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية الذي يأتي تنفيذا لتوجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين، يصب في تفعيل مشروع الربط الكهربائي العربي، ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة مؤكدة أهمية الربط في تعزيز استقرارية الشبكة الكهربائية في البلدين وتبادل الطاقة الكهربائية بينهما نظرا لتفاوت أوقات ذروة الاحمال في الاردن والسعودية، الأمر الذي سيؤدي إلى التشغيل الاقتصادي الأمثل لمحطات التوليد فيهما.
وأكدت الوزيرة زواتي أهمية الربط في المشاركة في احتياطي قدرات توليد الكهرباء بين البلدين لاستخدامه خلال أوقات الطوارئ والأعطال في الشبكات .
من جانبه قال وزير الطاقة السعودي، إن المذكرة تأتي انطلاقاً من الإرادة السامية لقيادتي كلا البلدين الشقيقين، التي تهدف إلى تعزيز الروابط الأخوية المتينة التي تجمعهما، وترسيخ العلاقات العريقة والمتميزة بينهما، ورغبة في الدفع بها نحو آفاق أوسع، وحرصاً على استثمار الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة لتعزيز التعاون القائم بينهما، في جميع المجالات؛ ومنها مجالات الطاقة الكهربائية.
وأكد حرص قيادتي البلدين الشقيقين على توطيد أسس الشراكة الاستراتيجية في جميع المجالات، بما يعزز العلاقات بين البلدين، ويُحقق تطلعات الشعبين الشقيقين. مُشيراً إلى أنه لهذا الهدف جاءت الرغبة من الطرفين في إنشاء مشروع ربط كهربائي بين شبكتيهما، مصحوباً بإنشاء خط ألياف ضوئية يربط بين شبكات اتصالات البلدين.
وبيّن سموه أن هذه المذكرة، وخُطط الربط الكهربائي في المملكة عموماً، تنسجم مع برامجها التنفيذية المنبثقة من رؤية المملكة 2030، التي تُركز على استثمار الموقع الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية لجعلها مركزاَ إقليمياً لربط شبكات الطاقة الكهربائية وتبادلها حيث تُعد شبكة الكهرباء السعودية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي.
وأوضح سموه أن المملكة العربية السعودية اتجهت نحو الربط الكهربائي مع دول الجوار لتحقيق العديد من الفوائد، تشمل تعزيز موثوقية الشبكة الكهربائية، وتوفير الدعم والاحتياطي اللازم للشبكات المترابطة في أوقات ذروة الاستهلاك أو الطوارئ الكهربائية، واستثمار فرصة تبادل فائض قدرات التوليد الكهربائية، وذلك من خلال الاستفادة من التنوع والتباين الذي يطرأ على الطلب اليومي والموسمي على الكهرباء. بالإضافة إلى تعزيز دخول مشاريع الطاقة المتجددة في الشبكات الكهربائية للدول المترابطة، الأمر الذي سيسهم في تحقيق مزيج الطاقة الأمثل لإنتاج الكهرباء، وفي تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
وتهدف مذكرة التفاهم الى المشاركة في احتياطي قدرات توليد الكهرباء بين البلدين لاستعماله خلال أوقات الطوارئ والأعطال في شبكة أي من البلدين، مما يقلل فترات انقطاع الكهرباء وتبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين نظراً إلى تفاوت أوقات ذروة الأحمال فيهما، مما سيؤدي إلى التشغيل الاقتصادي الأمثل لمحطات التوليد لكلا البلدين.
كما تهدف المذكرة الى تعزيز موثوقية واستقرار كل من الشبكتين لدى البلدين وامكان استيراد الطاقة الكهربائية وتصديرها بين البلدين والدول العربية الأخرى عن طريق خط الربط الكهربائي خلال أوقات اختلاف الطلب الموسمية على الكهرباء وإتاحة المجال امام استخدام خط الألياف الضوئية في تعزيز شبكات الاتصالات ونقل المعلومات بين البلدين والدول العربية والدول المجاورة لها، مما سيزيد في المردود الاقتصادي للمشروع.
ويعول الجانبان على المذكرة لتحقيق الربط الكهربائي بين البلدين باستكمال الربط الكهربائي العربي، حيث إن البلدين مشتركان في مجموعتي الربط الخليجي والربط الثماني على التوالي، ومن ثم سيكون هذا المشروع بعد تنفيذه أحد محاور الربط في مشروع الربط الكهربائي العربي الشامل، الذي سيكمل الربط بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع دول المشرق العربي وباقي الدول العربية في شمال أفريقيا، وسيعزز السوق الإقليمية لتجارة الكهرباء ومشاركة الطرفين فيها.
وتنيط المذكرة بشركتي الكهرباء الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية والشركة السعودية للكهرباء في المملكة العربية السعودية اعداد اتفاقيات مشروع الربط الكهربائي اللازمة لتنفيذ مذكرة التفاهم.