قلاع وحصون فريدة من طراز هندسي أخّاذ و قصور شامخة تزهو بتشييد عمراني مترابط مُشيدة بخامات البيئة أعدادها تفوق المائة بيت ، وتتنوع إرتفاعاتها حيث يصل بعضها إلى ستة أدوار من الطين بشكل معماري جميل وتُسقف بأخشاب السدر والشوحط ثم تسقف بالطين بشكل متماسك يمنع تسرب الماء لسنين عديدة .
هذا هو حي ظهران الجنوب القديم (قرية الحوزة) كما هو مسماها الآخر ، وهي تقع في وسط محافظة ظهران الجنوب وتبعد عن الحدود السعودية مع دولة اليمن ما يقارب ال 20 كم تقريباً ، وتتميز بموقعها على ضفاف وادي العرين أعرق أودية المنطقة ويحيط بها سور على كامل القرية له ثلاثة أبواب كل ركن من أركان هذه القرية يوجد به موقع حراسة يسمى “بالخارجة أو القصبة” يحرسون القرية من أي اعتداء قد يواجههم في سابق العصور ، كما يجاور هذا الحي سوق ظهران الجنوب “سوق الخميس” وهو أشهر من نارٍ على علم في بلاد وادعة وما جاورها والذي يتميز بتنوع المحاصيل المحلية والمستوردة أيضاً من أهالي اليمن وغيرهم ممن يبحثون عن حاجاتهم المعيشية في هذا السوق بقصد التجارة والمنفعة .
كما يتميز الحي بمسجده البسيط ذو الجدران المزخرفة والمكسوة بالنقوش القديمة التي تختلف أشكالها وأحجامها وهذه دلالة على حِرف وفنون قاطنيه من سابق العصور ، ويجاوره بئر منحوتة بالصخر قد يتعجب الناظر لها من صنيع من قاموا بنحتها بمسافة متراً ونصف في مثله وبعمق يزيد على ثلاثين متراً.
وقد تم عمل فريق تحت مسمى نشامى عسير في محافظة ظهران الجنوب منهم أحد أبناء المحافظة وطالب الهندسة في جامعة الملك خالد “سعيد بن تركي آل مسعد الوادعي” الذي قام بالتصور للقرية من عدة زوايا بعمل إحترافي والذي يقوم مع فريق نشامى الحي المشكل من قِبل لجنة التنمية الإجتماعية في المحافظة حيث تم تكليفهم بجمع صور إحترافية للقرية التراثية والتي ستشارك بها المحافظة في مهرجان السياحة على مستوى منطقة عسير.
وقد أوضح الأستاذ “محمد مهاوش الوادعي” أنه في تاريخ الدولة السعودية الأولى تم توسعة هذا المسجد في تاريخ 1213 هـ ومن ثم تم توسعته في عهد الملك عبدالعزيز حينما أرسل جيشاً بقيادة الملك سعود رحمهم الله في عام 1353هـ وكان يرافقه آنذاك الأمير فيصل بن سعد بن عبدالرحمن والأمير عبدالله بن فيصل الفرحان والأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن حيث كان من بينهم أشخاص سكنوا واستقروا في هذا الحي ولم تقتصر التوسعة على مسجد قرية الحوزة فحسب بل تم إنشاء عدد من الغرف المجاورة للمسجد لزوار الحي من خارج المنطقة آنذاك .
وذكر ابن مهاوش أنه تم وضع مركز أمارة ومركز شرطة وإدارة مالية وجمرك في داخل الحي في عهد المؤسس إلى بداية عهد الملك خالد رحمهم الله ولا زالت هذه المنازل شامخة إلى وقتنا الحالي ، أما عن المراكز فقد تم نقلها في عهد الملك خالد إلى مباني حديثه في الأحياء الجديدة بمحافظة ظهران الجنوب .
وقد تم زيارة (قرية الحوزة) الأثرية من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وعلى رأسهم رئيس الهيئة الأمير “سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز” في وقت سابق وقد اتفقوا على أن هذا الحي تراث معماري عريق ويستحق الإهتمام ولم يتغير شي بهذا الحي إلى وقتنا الحالي كما طالب أهالي محافظة ظهران الجنوب وزارة السياحة بتطوير هذا الحي والمحافظة على هذا الموروث القديم ليبقى معلماً تراثياً للأجيال القادمة وجاذباً للسياحة بظهران الجنوب .