كشف الباحث المصري في علوم الطيران الحربي مينا عادل، عن طريقة تنفيذ المقاتلات لمهمة تدمير منظومات الدفاع الجوي التركية في قاعدة “الوطية” الليبية.
وقال الباحث المصري في تصريحات لـRT، إن المهمة ليست سهلة أو بسيطة، موضحا أن البداية تأتي بجمع المعلومات عن الهدف عبر معلومات استخباراتية دقيقة حول وصول الدفاعات الجوية إلى القاعدة، ثم يبدأ العمل على التصوير بالقمر الصناعي العسكري لموقع تواجد المنظومات الدفاعية.
وأشار الباحث المصري مينا عادل إلى أن القمر الصناعي يسمح بوضع خريطة طبوغرافية للمكان المتواجدة فيه هذه الأسلحة لتحديد خط سير المقاتلات والصواريخ والقنابل الموجهة.
وتابع عادل: “تتم بعد ذلك عملية التنصت الإلكتروني والتجسس الاستخباراتي، عبر طائرات الاستطلاع المخصصة لهذه المهمات لتقوم بعملية التصوير أيضا بجانب القمر الصناعي لتحديد الأهداف بدقة كبيرة”.
ونوه مينا عادل بأنه بعد جمع كافة المعلومات تقوم شعبة التخطيط الخاصة بالقوات المسلحة التي تستعد لتنفيذ الضربة لتحديد كيفية إتمام المهمة وتحديد الأهداف من العملية، هل ستقوم المقاتلات بعملية SEAD والتي تعني إحباط بطاريات معينة، أم عملية DEAD والتي تعني تدمير كافة الدفاعات الجوية المتواجدة في القاعدة.
وأوضح أنه بعد ذلك يتم اختيار المقاتلات المناسبة للعملية، وهي الطائرات القاذفة المخصصة لهذا الدور، وتبدأ عملية تحديد الذخائر التي سوف تستخدم في عملية التدمير وهي ذخائر متعددة ليست من نفس النوع، حيث يتم استخدام الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري لتدمير الرادارات، مؤكدا أنه من الضروري تدمير أنظمة الإنذار المبكر قبل توجيه الصواريخ إلى الدفاعات الجوية.
وأضاف الباحث المصري في الطيران الحربي، أن تركيا في قاعدة “الوطية” لا تملك العتاد الكافي لتغطية منظومة “هوك”، حيث أنه لا توجد أنظمة إنذار مبكر، بالإضافة إلى أن الرادارات التركية المصاحبة لمنظومة “هوك” تم تدميرها بسهولة بسبب مداها القصير جدا.
ورجح مينا عادل أنه قبل تنفيذ الضربة تم إبطال مفعول المنظومات الدفاعية التركية والرادارات عبر التشويش، حيث أنه لم يخرج صاروخ واحد من القاعدة تجاه المقاتلات التي نفذت العملية.
وقال إن عملية التشويش تتم عبر الطائرات المخصصة لذلك، حيث تقوم بـ”ركب” التردادات الخارجة من الرادار المستهدف عن طريق الضوضاء والتشويش السلبي لإرسال معلومات مغلوطة، أو الخداع حيث يرى الرادار أكثر من 100 طائرة وهمية بدلا من رؤيته لطائرة أو اثنتين حيث لا يستطيع رؤية الأهداف الرئيسية، أو غلق الرادار نفسه حيث لا يستطيع رؤية أي شيء ويتم استهداف كافة الأهداف بنجاح.
وأكد مينا عادل أنه بعد تنفيذ العملية تظل طائرات الاستطلاع في المكان لمتابعة نتائج الضربة، وهل قامت بتحقيق أهدافها بدقة أم لا، وفي حالة أن الضربة لم تكن دقيقة أو غير كافية، تقوم طائرات الاستطلاع بإرسال بيانات جديدة للمقاتلات لتعود للمهاجمة مرة أخرى.
وفي النهاية تكون هناك مجموعة من المقاتلات تسمى بـ”مجموعة التأمين”، لتأمين خط سير المقاتلات المهاجمة، بالإضافة إلى وجود مقاتلات مناوبة هدفها تأكيد الضربات في حالة وجود أهداف لم تدمر بشكل كامل، وبعد ذلك تنسحب جميع التشكيلات والطائرات المتواجدة.
وكانت وسائل إعلام ليبية قد أفادت بتدمير أنظمة دفاعات جوية، نصبتها تركيا بقاعدة الوطية (عقبة بن نافع) غرب ليبيا.
ونقلت صحيفة “المرصد” الليبية عن مصدر مسؤول بغرفة عمليات القوات الجوية التابعة للقيادة العامة “للجيش الوطني”، أن ضربات جوية استهدفت رادارات ومنظومات دفاع جوي من طراز “هوك” ومنظومة “كورال” للتشويش في القاعدة المذكورة.