صرح مدير إدارة الغابات والتشجير بوزارة البيئة والمياه والزراعة المستشار الدكتور قتيبة السعدون أن جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة وبدعم قوي من حكومتنا الرشيدة للشأن البيئي قد خطت وتخطو خطوات عدة لمكافحة التصحر وتنمية الغطاء النباتي وحماية المراعي الطبيعية، ومن ذلك صدور قرارات مجلس الوزراء بإنشاء المراكز الوطنية البيئية الخمس ومنها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر الذي أنيط باختصاصاته المسؤلية عن كامل الغطاء النباتي في المملكة العربية السعودية من مراعي وغابات وادارة وتطوير المتنزهات الوطنية وسبل مكافحة التصحر ، كما اعتمدت الإستراتيجية الوطنية للبيئة والاستراتيجية الوطنية للمراعي الطبيعية من مقام مجلس الوزراء ، واصدرت الدولة العديد من الأوامر والقرارات الداعمة للمحافظة على الشأن البيئي وإستعادة التوازن للغطاء النباتي الطبيعي كإيقاف دخول الرعاة والمواشي للمملكة من الدول المجاورة بدءاً من 1 / 1 / 1440هـ.
كما قامت الوزارة بتعزيز حماية المراعي والغابات ومراقبتها من خلال توظيف (300) مراقب بيئي مدعومين بدوريات مجهزة ، وتعمل حالياً على حماية وإعادة تأهيل (60) ألف هكتار من أراضي الغطاء النباتي، وتنفيذ مشاريع وحملات تشجير لاستزراع اكثر من (10) ملايين شجرة محلية ملائمة لكل منطقة، إضافة إلى (2) مليون شجرة مانجروف على ساحل البحر الأحمر وتشجير عدة ملايين بالتعاون مع الشركاء والجمعيات والروابط البيئية ، كما تعمل على انتاج (9) ملايين شتلة حرجية، و (2) مليون شتلة رعوية في مختلف أرجاء المملكة، إضافة إلى نثرها (3) أطنان من بذور الأشجار والشجيرات المحلية؛ بهدف إثراء مخزون تربة الغابات والمراعي من البذور واستعادة حيويتها ورفع قدرتها الإنتاجية.
ونوه السعدون بأهمية تعاون الجميع للقضاء على أسباب التدهور البيئي بالمملكة، والتي من أهمها الرعي الجائر فوق طاقة المرعى غير المستدام، والأساليب الزراعية الخاطئة، والاحتطاب الجائر، والتمدد الحضري والتنموي غير المرشد، إضافة إلى الاستخدام غير المرشد للمياه، والممارسات السلبية أثناء التنزه.
وتطرق السعدون الى الفرق بين الصحراء والتصحر موضحاً إن الصحراء هي كل ارض قاحلة تتميز طبيعيا ً بقلة وندرة ومحدودية تنوعها البيولوجي نظراً للظروف البيئية التي تحكمها كنوع تربتها وفقر محتواها المائي وقسوة وتباين مناخها ، ونراها في بقاع كثيرة من العالم وقد خلقها الله بهذه الطبيعة..
اما ظاهرة التصحر فهي حالة خلل وصفية عن تحّول مواصفات الاراضي المنتجة والمتزنة بيولوجياً الى ما يشبه صفة الصحراء الطبيعية وذلك بفقدانها المصادر الوراثية الحية التي تعيش فيها ( النباتات الرعوية والاشجار والبذور و سلسلة الاحياء الارضية والطيور) لعدة اسباب منها الممارسات البشرية كرعي المواشي بأعداد كبيرة جداً تفوق احتياجاتها الغذائية طاقة وإنتاجية المرعى وكذا الاحتطاب الجائر للاشجار البرية وخصوصا ً الصحراوية والمشاريع التنموية غير المرشدة كالتمدد السكني غير المخطط داخل مناطق الغابات المؤدي لإزالة الاف الهكتارات من اشجار الغابات خصوصا في المرتفعات الجبلية ومعها تزال مجاميع الطيور والكائنات الحية الفطرية التي اتخذت تلك الغابات موئلاً لها على مدى الاف السنين وكذا فتح الطرق العشوائي في مناطق الغابات وتجزيء وتباعد الغابات وتراكم نفايات بعض المتنزهين غير المبالين بالمحافظة على البيئة وغيرها من صور التلوث وبروز ظاهرة حرائق الغابات .. ومن جانب آخر تزيد آثار التغير المناخي العالمي كموجات الجفاف وقلة الرطوبة وارتفاع درجات الحرارة من قسوتها على البيئات المتصحرة مما يعرض تلك الاراضي الى مزيد من التدهور في التربة والمخزون المائي وبقاء الغطاء النباتي وانعدام فرص الحياة للتنوع البيولوجي .
واختتم المستشار السعدون بقوله : { إن بقاء التنوع الاحيائي يعني بقاء الحياة الآمنة في هذا الكوكب غير الآمن }..
الجدير بالذكر ان وزارة البيئة والمياه والزراعة تحتفي باليوم العالمي للتصحر والجفاف، والذي يصادف 17 يونيو من كل عام، تحت شعار “غذاء.. علف.. ألياف، إنتاج واستهلاك مستدامان”.