تحت رعاية سعادة عميد عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر الأستاذ الدكتور حسن بن سعيد الزهراني ، وسعادة وكيلة العمادة الدكتورة آمال عبد القادر باصفار ، وفي إطار التوجه العام لرسالة العمادة في الارتقاء بالمجتمع تثقيفاً وتعليماً وتدريباً من خلال برامج متميزة تواكب تطلعاته ، وضمن مبادرة (كورونا وتوازن حياتنا)، قدمت الدكتورة رباب بنت رأفت الجمال الأستاذ المشارك بكلية الاتصال والإعلام في جامعة الملك عبد العزيز محاضرة متميزة بعنوان ( دور الإعلام الرقمي في إدارة أزمة كورونا) وذلك مساء الأربعاء الماضي.
وشهدت المحاضرة اهتمام عدد كبير من الطلاب والطالبات وخريجي الجامعة، وأفراد المجتمع، وأقيمت باستخدام تقنية الزووم للتدريب والتعلم عن بعد بإشراف فريق الدعم الفني بقيادة ريم بن محفوظ.
وفي البداية عرضت الدكتورة رباب الجمال بعض الحقائق والطرح النظري من خلال التأكيد على أن الإعلام الجديد حالة متقدمة من الاندماج والتزاوج التكنولوجي بين أجهزة الاتصالات الحديثة ونظم المعلومات، وأن الأزمة بشكل عام هي تهديد غير متوقع لأهداف أو قيم أو معتقدات أو ممتلكات المؤسسات أو الدول، وغالباً تحد من عملية اتخاذ القرار، وأن إدارة الأزمة هي العمل على تجنب تحول الأزمة إلى صراع، بتكلفة مقبولة لا تتضمن التضحية بمصلحة أو قيمة جوهرية.
وأضافت: أنه ومنذ بدأت الأزمة بانتشار الفيروس في الصين أواخر العام الماضي، ثم انتقاله لدول أخرى، بدى واضحاً على العديد من منصات التواصل الاجتماعي، أن هناك ما يشبه حالة من الذعر والهلع الجماعي، التي يروج لها قطاع كبير من رواد تلك المنصات، وكان لافتاً كيف تحرك موقع تويتر، الأكثر تداولاً في العديد من الدول العربية، ليعلن حظر “المحتوى المضلل” حول الوباء ليقول إنه سيزيل أي محتوى، يروج لمزاعم غير محددة ومضللة بشأن فيروس كورونا.
وأكدت الدكتورة رباب بأن الإعلام له دوراً هاماً في إدارة الأزمات، فهو حلقة الوصل بين الجهات المعنية بإدارة الأزمة وبين أفراد المجتمع، وهو المسئول عن توضيح طبيعة الإجراءات التي تتخذها هذه الجهات، بكل شفافية ووضوح منعاً لأي غموض أو تأويلات، خاصة وأن الإعلام له دوراً توعوياً في التثقيف بأساليب مواجهة الأزمات وكيفية العمل على احتواء آثارها، وتعزيز فكرة تكامل المسؤولية المجتمعية في إدارة الأزمات.
وكشفت بأنها رصدت دوراً هاماً للإعلام الرقمي وهو (الدور الوقائي)، والذي تمثل في تقديم مبادرات وحملات عبر منصات وفعاليات متنوعة وأوضحها دعم مبادرة (خليك بالبيت)، وتسليط الضوء على خبرات الدول في التعامل مع الأزمات، بما أسهم في وقاية أفراد المجتمع.
وختاماً فقد أكدت الدكتورة رباب الجمال أن هناك عدة استراتيجيات لجعل الإعلام يقوم بدور فعال في إدارة ازمة كورونا أولها ضرورة تشكيل فرق إعلامية لا تقتصر عضويتها فقط على الإعلاميين وإنما أيضاً تضم الخبراء ، وتعيين متحدث إعلامي رسمي خاص بالأزمة، تكون مهمته التنسيق بين وسائل الإعلام وإطلاع الرأي العام في الداخل والخارج على آخر تطورات الأزمة بشكل تفصيلي، فهذا يضمن توحيد الرسائل الإعلامية والتصدي لأي شائعات ، مع ضرورة وضع خطط استباقية للتعامل مع الشائعات والقضاء عليها، وضبـط وتنظيـم وسـائل التواصـل الاجتماعي، وتطبيق القانون على كل من يسيئ استخدامها في نشر الشائعات وهو ما قامت به بنجاح وتميز الأجهزة المسئولة في المملكة العربية السعودية.
