جدة - هلال اليزيدي:
عبَّر الدكتور عبدالله الغذامي، عن امتنانه وشكره للنادي الأدبي الثقافي بجدة، على تكريمه ضمن فعاليَّات ملتقى قراءة النص، في دورته السادسة عشرة، التي اخُتتمت فعاليَّاتها أمس، بعد ثلاثة أيام، وناقشت “تحوُّلات الخطاب الأدبي السعودي في الألفيَّة الثالثة”، كما امتدح الغذامي التنظيم الرائع الذي ظهر به الملتقى، والأوراق التي قُدِّمت في جلساته..
جاء ذلك في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة، رئيس ملتقى قراءة النص، الأستاذ الدكتور عبدالله عويقل السلمي، قال فيها:
أعدتموني جذعًا في ليلة الوفاء في الملتقى، وإن أعجزتني الفتوى، فإنَّ ذاكرة الشعر ستعين من استنجد بها، وكانت نجدتي في بيت فاروق شوشة:
قد يُطاق الجمال فردًا ولكن.
كلُّ هذا الجمال كيف يُطاق؟!
ولولا تمكُّن هذا البيت في ذاكرتي؛ لوجدتني عاجزًا عن مكافأة الوفاء النبيل في تكريمي، الذي لا أراه إلاَّ تكريمًا لذاكرة هذا النادي العريق، وهو المؤسَّسة ذات الذاكرة العميقة، عن مؤسِّسين معنويين وقفوا بجانب النادي، وبجانب رئيسه الرائد عبدالفتاح أبومدين، وأخصُّ منهم محمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، ومحمود عارف، وأبا تراب الظاهري، وهم السند المعنوي الذي آزر النادي في التحدِّيات التي واجهته، وكانوا قوَّة معنويَّة شهدناها، وشهدنا دورها وأثرها. ولا شكَّ عندي أنَّهم لو كانوا معنا في ليالي الملتقى، لتقدمت دموعهم على كلماتهم، وهم يرون أثر جميلهم على النادي.
وأضاف الغذامي: وإن كانت الورقات تعود لأصحابها، إلاَّ أنَّ التنظيم يعود لفاعليه، وقد كان تنظيم الفعاليَّات بكل جوانبها العلمي والعملي شهادة تشهد لمعنى (أخلاقيَّات المهنة)، وهو جوهر أيِّ حدث، بحيث يجعل دلالة الحدث تأخذ أثرها معرفيًّا وإنسانيًّا. لقد كان فريق العمل شعلة من الحيويَّة والوعي؛ ممَّا جعلنا -كلنا- نشعرُ بانتصار قيم العمل، عبر مجموع الشباب الذين أحاطوا بنا، ومعه حضور جيل شاب من باحثين وباحثات، عمروا القاعة، وحفروا لهم وَلَهُنَّ أمكنةً في ذاكرة المعرفة.
ويضيف الغذامي: كان واضحًا على عددٍ من الورقات، توجهها لدراسة الظواهر المستجدة في عصر الثقافة البصريَّة، وواضح لي كذلك أنَّكم تخطِّطون لتعزيز هذا التوجُّه في مقبل الملتقيات، من حيث إنَّ هذا النادي تبنَّى مشروع الحداثة والنظريَّة النقديَّة في مطالع تجلِّيها، ويتبنَّى اليوم نظريَّات الثقافة البصريَّة، والنقد الثقافي؛ ممَّا يعزِّز معنى هذا النادي، ويعزِّز ذاكرته المتَّسمة بالتجدُّد والريادة.
وختم الغذامي رسالته بقوله: غادرتكم ممتنًا، وسأبقى بكم معتزًّا، وسيظل هذا النادي مع جيلكم الحيوي، محطة فضائيَّة، تنطلق براكبيها لفضاءات الثقافة المتجدِّدة، متَّسقة مع فضاءات الرؤية الوطنيَّة، نحو مستقبل مبدع ومنتج، يتجاوز ذاته، ويجعل كلَّ منجز سببًا لمنجز أكبر وأبعد. تحيَّتي لك، ولفريق العمل كلهم، وكلهن، من رجل عرف النادي في فتوَّته.. وإن شاخ عمره، إلاَّ أنَّ مطامحه لهذا النادي لا تشيخ.