القصيم - ثايب المضيبري :  

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على أن لدينا تاريخ مشرف وعلينا أن نفتخر به ونهتم به, مبيناً ضرورة إبراز تاريخ هذه الدولة ورموزها وتعزيز هذا النهج لدى النشء من خلال ما سطره التاريخ والأجداد بمداد من نور, ولا نريد أن يكون الجيل الحاضر جاهلاً بتاريخ وطنه وما كان يواجهه آبائهم وأجدادهم من تعب وجوع ومخاطر لتحقيق أمن واستقرار هذه البلاد ونمائها, مبيناً أن بعض أبناء الجيل الجديد لايعرف أن هذه البلاد المباركة لم تستعمر من قبل وهذه خاصية حباها الله لهذا الوطن وعلى التعليم وأساتذة التاريخ تكريس هذه المعلومة لدى الطلاب والطالبات, مشيراً إِلى أن ما ميز هذه البلاد هو وحدة كلمة شعبها وقيادتها حتى هيأ لها أن تستثمر ما في باطن الأرض لما هو في ظاهرها.
وقال سموه : هذا الوطن المبارك لم يوحد على حزبية ولا طائفية ولا مصالح شخصية وإنما وحد على كلمة التوحيد لا اله إلا الله محمد رسول الله, وعلينا أن نصون هذا الإرث, وعلى كل فرد من أبناء الوطن دور في الحفاظ على هذا التاريخ واستكمال المسيرة التي كدح وتعب من أجلها الآباء والأجداد, والطريق أمامنا طويلة لتكريس وحفظ تاريخنا وإبرازه بالطريقة الحديثة والأساليب والأداوات العصرية, وعلينا أن نصنع كل ما هو مقدور عليه للوصول إلى كتابة تاريخ هذه البلاد المباركة بما هو لائق بما تمتلكه من عمق تاريخي.
وأشار سمو أمير منطقة القصيم إلى أن الدولة السعودية سخرت جهودها وعطائها لكل من يشهد أن لا إله الا الله محمد رسول الله عبر خدمة الحرمين الشريفين, مؤكداً أنه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ـ طيب الله ثراه ـ وحتى هذا العهد الزاهر والدولة تعمل عبر مواصلة التطوير والبناء والتنمية والسعي المتواصل للحفاظ على تاريخ هذه البلاد المباركة وحضارتها, مؤكداً أهمية السير على منهج كتابة تاريخنا بأيدينا, وإن في إهمالنا لهذا الجانب سيفتح الباب لتزوير تاريخ هذه البلاد المباركة وتزوير خدمتها للحرمين الشريفين, وأن من لا يكتب تاريخه بيديه، يكون تاريخه عرضة للتزوير والإفتراء, وقدم سموه شكره وتقديره للأستاذ سعد بن إبراهيم العريفي على ما قدمه من إيجاز وفائدة من خلال ورقته التي قدمها, سائلاً المولى عز وجل  أن يبارك بالجهود, وأن يوفق الجميع لكل خير.
جاء ذلك في كلمة سموه خلال الجلسة الأسبوعية مع المواطنين بقصر التوحيد بمدينة بريدة, بحضور أصحاب المعالي والفضيلة ووكلاء الإمارة ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال وأهالي المنطقة , والتي قُدمت خلالها ورقة بعنوان “التاريخ والتراث الوطني ورؤية المملكة .. الواقع والمأمول” قدمها الباحث في التاريخ السعودي الأستاذ سعد بن إبراهيم العريفي, الذي بين في مستهلها أن المملكة حلقة وصل بين القارات, وممر لطرق التجارة قديماً وهناك العديد من الحضارات التي عاشت على أرضها في قيدار ولحيان ودادان والأحقاف, وهي مهبط الوحي والرسالة ومتحف مفتوح حباها الله بالعديد من المقومات الجغرافية والحضارية والاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية, وهذا ما يجعلها تمتلك عمقاً حضارياً .
وأوضح العريفي أن المملكة تمتلك العديد من السمات الإنسانية والموروث التاريخي المكتسب وسخرت إمكانياتها وطاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن وزوارها حتى تبوأت مكانة مرموقة في العالم وأصبحت عنواناً لكرم الضيافة واستطاعت أن تحقق مكانة مميزة في قلوب المسلمين في كل مكان.
وألمح العريفي إلى أن إنشاء أكبر متحف بالمدينة المنورة وفق أرقى المعايير العالمية ودعم الثقافة وتخصيص الأراضي لإقامة المكتبات والمتاحف وإنشاء مشاريع القدية وتطوير بوابة الدرعية والبحر الأحمر والهيئة الملكية لمحافظة العلاء وجدة التاريخية يعكس اهتمام رؤية المملكة بالتاريخ والتراث الوطني, مبيناً أن هناك العديد من الفرص المتاحة لتنمية أهمية التاريخ والتراث الوطني ترتبط في تعزيزه لدى الناشئة, والتكامل التخصصي والتدريب العلمي والتعريف العالمي, مبيناً أننا مواصلة السير على هذه الأسس العلمية والمتنوعة سيعزز من الوصول إلى كافة الأهداف والتطلعات المنشودة في التعزيز من تاريخ هذه البلاد المباركة وتراثها الوطني وتبوء مكانة رفيعة بين الدول المتقدمة في هذا الجانب التخصصي, مقدماً شكره وتقديره لسمو أمير منطقة القصيم على إتاحته لهذه الفرصة, سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد.
وفي نهاية الجلسة، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم حول التاريخ والتراث الوطني وسبل تعزيزه والحفاظ عليه, ومساهمة القطاعات التعليمية والجامعية والسياحية بذلك, وأهمية رفع معدل الوعي لدى أبناء الوطن حول أهمية كتابة التاريخ وتعلمه وتعليمه, واستعرض بعد ذلك أمام مرأى سموه عرضاً مرئياً عن جائزة القصيم للتميز والإبداع تحدث من خلالها أمين عام الجائزة الدكتور تركي المخلفي عن أهداف الجائز للمساهمة في تعزيز وتنمية الابتكارات والتميز والابداع بين الافراد والمؤسسات بالمنطقة.