جسد أكثر من خمسة آلاف شخص قصة عشق السعوديين للقهوة، وتفاعلوا بشكل لافت مع ختام “أسبوع القهوة العالمي” الذي أختتم فعالياته مؤخرا بفندق إيلاف جاليريا في جدة، ورسم خلاله عدد من الشباب لوحات إبداعية جديدة من فنون المشروب السحري الأسمر، فيما تفاعلات الفتيات والشابات مع المسابقات التفاعلية، بمشاركة نجوم العالم والمحترفين و 15 مقهى تنافست على تقديم أفضل ابتكاراتها أمام الزوار على مدار 4 أيام.
ومزج أسبوع القهوة بين الأجواء الجداوية التراثية، والأجواء الترفيهية الحديثة وقدم مجموعة من النشاطات اللافتة على أنغام موسيقى الجاز، وتفاعل الحضور مع التجارب التي قدمها 3 من أبطال العالم، وكانت المرأة أكثر حضورا في مسابقة صناعة أفضل فنجان قهوة سعودي، فيما جذبت القهوة العربية أنظار الزوار، وتوقفوا طويلا أمام مشروع “قهوة هيلة” الذي كان حديث الحضور لفكرته المبتكرة وطريقته التسويقية المبهرة.
وقالت صاحبة المشروع رائدة الاعمال السعودية نجد عبدالعزيز، أنها استطاعت خلال فترة وجيزة أن تنشأ معمل متكامل لتصنيع القهوة في جدة، حقق نجاحا لافتا بعد عام واحد من إطلاقه، مشيرة إلى أنها وصلت إلى الناس عبر منصات السوشيل ميديا، واكتسبت خبرات جيدة وصنعت لنفسها اسما في سوق شديد المنافسة، مؤكدة أن سر تميزها يعود إلى تعلقها بتراث الأجداد، وتقديم القهوة على أصولها وبنكهات مختلفة لإرضاء مختلف الفئات.
وثمن المهندس محمد باخريبه المشرف على تنظيم الأسبوع العالمي للقهوة النجاح الكبير الذي حققته النسخة الخامسة، بعد ارتفاع عدد الزوار بنسبة تصل إلى 25% عن العام الماضي.
وكشف باخريبة أن اسبوع القهوة سيقام في مدن أخرى من المملكة قريبا وخارجها، لافتا ان الفعاليات العديدة التي شهدها الأسبوع كانت أحد أسباب التميز، حيث ظهر التفاعل بين المشاركون والزوار خلال مسابقة “تذوق” التي شهدت مشاركة نسائية كبيرة، كما تفاعل الحضور مع أول محمصة بن في العالم التي ظهرت عام 1880، وأول ماكينة اسبريسو عرفتها السعودية قبل 49 عاماً، وأسرع ماكينة اسبريسو في العالم، والتي حرص الكثيرون على تجربتها بأنفسهم، علاوة على مشاركة مجموعة من المحترفين تجاربتهم الملهمة مع القهوة، ومسابقة “لاتيه آرت”، وفعالية القهوة والموضة، لافتا إلى أنه جرى استقبال الضيوف وسط أجواء مشوقة ومثيرة على موسيقى الجاز، ومع حكايات العشق المتناثرة التي تربط المشاهير بالمشروب الأول في العالم.
يذكر أن السعودية تعد أكثر الدول استهلاكاً للبن، وتحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط والثالثة على المستوى العالمي، وأن القهوة هي أهم سلعة تجارية في العالم بعد النفط، وتصل قيمته إلى نحو 100 مليار دولار، ويعتبر من أهم السلع الزراعية المدرجة ببورصات عالمية.
وينفق السعوديون ما يزيد عن 5 مليار ريال سنوياً على مشروبهم المفضل، حيث حققت المملكة نمواً فاق 25% خلال السنوات الأربع الماضية، مما يجعلها من أسرع الأسواق نمواً في العالم”، وأوضحت إحصاءات المصلحة العامة للجمارك أن إجمالي واردات المملكة من البن في 2017 بلغت 58784 طن، بقيمة تجاوزت 832.5 مليون ريال، بزيادة بلغت 19 % عن العام الذي سبقه، حيث يستهلك الفرد السعودي 4.3 كيلوغرام من البن سنوياً”.