قال معالي الشيخ الدكتور “عبدالرحمن السديس” الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي : أن وثيقة اتفاق الرياض بعثت رسالة للعالم أجمع ، بأن المملكة العربية السعودية مأْرِز للتسامح والصفاء.
واضاف السديس : تأْتِي وثيقة اتِّفَاقُ الرِّيَاض فِي مُبَادَرَةٍ تَارِيْخِيَّةٍ مُوَفَّقَةٍ بين الإِخْوَة الأَشِقَّاء مِن الحُكُوْمَة الشَّرْعيَّة اليَمَنِيَّة ، وَالمَجْلس الانْتِقَالي الجَنُوْبِي ، في ظل التوجيهات الحَكيمةٍ مِن لَدُنْ خَادِم الحَرَمين الشَّرِيْفين الملك سَلْمَان بْن عَبْدالعَزِيْز آل سُعُود ، وَرعاية صاحب السمو الملكي الأَمِيْر مُحَمَّد بْن سَلْمان بْن عَبْدالعَزِيْز وَلي العَهْدِ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، لِلعَمَل عَلَى تَوْحِيْد الكَلِمَة وَرَأبِ الصَّدع وجَبْرَ الكَسْر ولمّ الشَّمْل بَيْن مُخَتَلَف المَنَاطِقِ والأَفْرَاد وَالجَمَاعَات وَالقَبَائِل وَالعَشَائِر ، لتحقيق آمَال وَتَطَلُّعَات الشَّعْب اليَمَني وَمُوَاجَهةِ الفِئَة البَاغِيَة ، المَدْعُوْمة مِن أَجِنْدَاتٍ خَارجِيَّة.
وأكد أن الوِحدةَ الدِّينية وَالوَطَنِيَّة لأَبْنَاء الوَطَنِ الوَاحِد تعد ضَرُوْرة شرعيَّةَ ، إِذْ هي مِن الضَّرُورَاتِ المُحْكَمَات ، وَالأُصُوْلِ المُسَلَّمَات ، كَمَا أنَّهَا مِن أُسُسِ الأَمْنِ وَالاطْمِئْنَان ، وَدَعَائِمِ الحَضَارَة وَالعُمْرَان ، بَلْ هِي مِعْراجٌ لِبُلُوْغ مَرْضَاة الدَّيان ، واشار السديس الى ان وثيقة اتفاق الرياض تأتي تأكيداً على دَوْر المملكة المِحْوَري وَالثَّقِل الإِسْلَامي الإِقْلِيْمي وَالعَالمي ، وَأنَّ قِيَادَتَهَا دُعَاةُ رِسَالَةٍ وَمُثُلٍ وَقِيَمٍ لاتَرِيمُ .. مبيناً أن مِنْ ثَوَابِت بِلَاد الحَرَمين ، أنَّها لا تَدْعُوا إِلى الحَرَبْ وَالاعْتِدَاء ، وَالتَّبَاغض وَالشَّحْنَاء ، وَلا تَنْطَلق مِن طَائِفِيَّة وَأَهْوَاء ، وَرَغَبَاتٍ رَعْنَاء ، بَلْ تَقِفُ مَوَاقِفَ الحِكْمَة وَالحِلم ، وَتَسْعَى إلى تَعْزِيْز الأَمْن وَالسِّلم الإِقْلِيمِيّينِ والدَّوْلِيّين.
وقال : إِنَّ شَرِيْعَتَنا الغَرَّاء ، قصَدَت إلى الأُلْفَةِ وَالوِفَاق ، وَنأَتْ عَن مَسَالِك التَّنَازُع وَالافْتِرَاق ، وَنادَتْ بِالمَحَبَّة وَالإِخَاء ، وَالعَدْل وَالرِّفْق وَالصَّفَاء ، وَحضَّت عَلَى التَّآخِي وَالتَّلاحُم ، والتَّكَاتُف وَالتَّرَاحُم ، وَلَا سِيَّمَا بَيْن أَهْلِ الحَقِّ ، أَهْلِ الوَطَنِ الوَاحِد ، وَالمَنْهج الوَاحِد .. مستشهداً بقول الله تعـالى ـ: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ الله جميعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقوله تَعَالى: ﴿وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ ، وقَولُ المُصْـطَفَى المُخْتَار ﷺ:«أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ ، قَالُوا : بَلَى ، يَا رَسوُلَ اللهِ! قَالَ : إِصْلاحُ ذَاتِ البَيْنِ» ، وَقَوْلُهُ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَحبِّكُمْ إِليَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَـجْلِسًا يَومَ القِيَامَةِ : أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا، المُوطَّؤونَ أَكْنَافاً ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ».
وسأل معالى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الله تعالى أَن يَجْزِيَ خَادِم الحَرَمَيْن الشَّريفين وسُمُو ولي عهده الأمين ، خَيْرَ الجَزَاءِ وَأَوْفَاهُ عَلَى جُهُودِهم المَشْكُوْرَة فِي خِدْمَة قَضَايَا الإِسْلَام وَالمُسْلِمين ، وَأَن يَمُدَّهم بِعَوْنِه وتَأْييدِهِ وتَوْفِيْقِهِ ، وأَنْ يَحْفَظ بِلَادَنا بِلَاد الحَرَمين الشَّرِيْفَين مِن كُلِّ سُوْءٍ وَمَكْرُوْه ، وَيَزِيْدَهَا أَمْناً وإِيْمَانَاً ، وَسَلامَاً وَاسْتِقْرَارَاً ، وَيَجْعَلَهَا سَخَاءً رَخَاءً ، وَيَحْفَظ عَلَيْها عَقِيْدَتَها وَقِيَادَتَها وَأَمْنَها وَرَخَاءَهَا ، وَسَائِر بِلَاد المُسْلِمْين.