بحضور وكيل إمارة منطقة الباحة للشؤون التنموية الأستاذ صالح بن محمد القلطي وسعادة أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط نظّم المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة صباح أمس ورشة عمل تحت عنوان ( كيف نحافظ على الطراز المعماري لمنطقة الباحة ) بمركز الأمير حسام للمعارض و المؤتمرات بمدينة الباحة واستهل اللقاء بآيات من الذكر الحكيم تلاوة الطالب عبدالرحمن بن ناصر من ثانوية السروات فكلمة رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة الأستاذ أحمد بن مسفر آل هادي الزهراني أشار فيها إلى أهداف الورشة والتي تتعلق بالهوية العمرانية و كيفية الحفاظ عليها و التحفيز لاستيحاء التصاميم الحديثة منها ، ثم قُدم عرض مرئي عن مشروع التشكيل البصري لحاضرة الباحة وعرض مرئي آخر عن الطراز المعماري. و بدأت الورشة بورقة عمل لسعادة أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط بعنوان ( تعزيز الهوية العمرانية بمنطقة الباحة , الفرص و التحديات ) حيث قدم توضيحاً لبعض المصطلحات المتعلقة بالعمران مشيراً إلى التفاعل بين الإنسان والزمان والمكان وأن تأصيل الهوية لا تعني العودة إلى الماضي أو رفض معطيات وتطورات العصر مبيناً العمراني بمنطقة الباحة طارحاً سؤالاً مهماً كيف نؤصل ونعزز الهوية العمرانية؟ سانداً الدور على كليات الهندسة والعمارة بالجامعات السعودية والبلديات تقوم بالتشريعات ووضع الحوافز والمكاتب الهندسية والنخب الثقافية ورجال الأعمال والمطورين ومصانع مواد البناء المحلي.واقترح بأن يتم البدء في المباني المعالم الصرحية ومراكز المدن والمحاور الرئيسة الجامعات ومشاريع الإسكان والمشاريع التجارية الكبرى والمباني السكنية الصغرى مبينا أن التغيير والإصلاح يحتاج إلى تخطيط ووقت وجهد .
بعدها استعرض الدكتور علي بخاري رئيس قسم العمارة والتخطيط بجامعة الباحة في ورقته ( تأصيل القيم المعمارية بمنطقة الباحة ) الموروث الثقافي والعمراني في منطقة الباحة والذي ينعكس ملامحه وآثاره على الخصائص الاجتماعية والبيئية للمنطقة، كنتيجة للتغيرات المتسارعة في كافة أوجه الحياة حيث ظهرت توجهات معمارية وأفكار كثيرة لا تنسجم مع قيم المجتمع المحلية ذات الإرث الحضاري الكبير ولربط قيم الماضي بالحاضر فإن الأمر يتطلب دراسة القيم المحلية وتأصيلها في المباني المعاصرة مرتكزة على رؤية محلية ذات عمق تراثي وبيئي يتناسب مع إمكانيات الحاضر، وتهدف الورقة إلى إبراز تلك القيم التي تتضمن العديد من نظم المعالجات البيئية والتي يمكن تأصيلها في أعمال معمارية معاصره تواكب إمكانات العصر وثقافة المجتمع وتضمن الاستمرارية لهوية مدينة الباحة الحضارية .
وأعطى الأستاذ زاهر الشهري مدير عام هيئة السياحة والتراث ملمحاً عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمملكة والذي يهدف إلى المحافظة على مواقع التراث العمراني وتنمية القرى التراثية وأشار إلى نظام الهيئة العامة للسياحة والتراث لقضية التراث بالمحافظة والتنمية ( الحفظ ) الترميم ، الصيانة ، التجديد الحضري إلى أهمية التراث العمراني – الثقافية والاجتماعية والاقتصادية معطياً نماذج لتجارب عالمية مشيراً إلى وجود مواقع تراثية في الباحة بدأ التعامل معها كي تصبح نماذج عالمية في مجال السياحة والتراث والاستثمار كقرية ذي عين .
وتحدث الدكتور محمد جابر المالكي عن النشأة التاريخية للنمط العمراني في الباحة حيث يتميز بعراقته وأصالته التي تضرب في جذور التاريخ تعود إلى ما يقارب 2500 سنة موضحاً أنماط العمارة والمباني للحماية والمراقبة والدفاع ولكون الباحة تحتوي على هذا الإرث العمراني فإنها تعد أحد المعوقات لباحة تاريخية وعرض المالكي مميزات الطراز المعماري القديم معطياً نماذج كقرية ذي عين التراثية محذراً من التأثيرات السلبية الناتجة عن طبيعة النمو العمراني مما هدد هذا التراث أدت إلى إهدار قيمتها العمرانية والمعمارية وتقليل فرص الاستفادة منها وقدم مقترحات للحفاظ عليها من خلال حصر جميع المباني التراثية بمسح بصري عمراني ميداني للمباني التراثية واستخدام العلوم التطبيقية والفنون الجميلة العمارة في أعمال الصيانة والترميم ومراعاة تطبيق وسائل الصيانة والترميم الصحية في المباني التراثية والتاريخية
كما طرح الدكتور محمد الشريف ورقة عمل تحت عنوان (الطبيعة المحلية وتأثيرها على الهوية العمرانية) العمل المعماري يرتبط بعنصرين رئيسية : المكان ( منطقة الباحة ) – المجتمع المحلي الزمان ( العصر الحديث وإمكانيات العصر التقنية ) مشيرا إلى التحديات البشرية والتقنية
مبينا القيمة الدينية والعاطفية و الوظيفية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ( التاريخية ) والجمالية مؤكداً دور المصممين والمخططين في الحفاظ على الهوية العمرانية مشيرا إلى خمسة جوانب يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في تعزيز الهوية العمرانية المحلية الاستمرارية التفرد والتميز والدلالة والأهمية التوافق التجانس و الاتساق .
فيما كانت مشاركة الأستاذ عبدالعزيزبن ناصر الزهراني مساعد مدير مكتب التعليم في محافظة القرى عن العمارة القديمة بمنطقة الباحة والأساليب والحرف والفنون المرتبطة بتلك العمارة ، وكيفية تحقيق الاستفادة منها كتراث شعبي في المسكن المعاصر بهدف المحافظة على هذا الفن من الاندثار و إبراز هوية المنطقة السياحية والاستفادة من المواقع التراثية في الجذب السياحي تحقيقاً لرؤية المملكة 20-30 والتي تحرص على الحفاظ على الجذور الأصلية لتراثنا وتأصيلها كمكتسبات ثقافية .
وشارك الفنان أحمد عصيدان بعرض عدد من اللوحات الفنية التي تحاكي النمط العمراني بمنطقة الباحة وقدم واحدة من لوحاته هدية لأمين منطقة الباحة.
وخرج المجتمعون بالتوصيات التالية:
– تشجيع استيحاء النمط العمراني القديم ( التقليدي ) في المباني الحديثة .
– تشجيع و تأصيل و تعزيز الهوية العمرانية في الباحة من خلال أمانات المناطق و بلدياتها وأقسام الهندسة والعمارة في الجامعات والنخب الثقافية .
– تحفيز الأهالي عند عمل تصاميم لمبانيهم تطعيم مبانيهم بالطراز العمراني التقليدي .
– التأكيد على المكاتب الاستشارية الهندسية بتقديم نماذج مستوحاه من الطراز التقليدي .
– وضع أدلة تصميمية للهوية العمرانية بالمواد المحلية وخاصة في المشاريع الكبرى على مستوى المنطقة .
– وضع حوافز إنشائية للتصاميم المطابقة للطراز العمراني للمدينة .
– حماية الطراز المعماري (القلاع و القصور) والحفاظ عليها و تهيئتها للسياحة الثقافية و التراثية و تعريف الأجيال الحالية و القادمة بها .
– الاستفادة من تجارب الدول الكبرى في تحقيق الهوية العمرانية .
– تأسيس ( جمعيات التراث ) خصوصا و أن المنطقة الجنوبية زاخرة بذلك .
وفي الختام تم تقديم الدروع وشهادات الشكر للمشاركين .