كشفت الدراسة التي أعدها الدكتور يوسف الدباسي عضو هيئة تدريس بجامعة القصيم، وعرض نتائجها خلال ندوة “صحة العين المجتمعية” التي أقامها، أمس الأحد، قسم البصريات بكلية العلوم الطبية التطبيقية بالجامعة، عن ارتفاع معدل انتشار العيوب البصرية في أكثر من 20 مدرسة في مدينة بريدة وباقي محافظات القصيم، بعد توقيع الكشف الطبي على عيون الأطفال لأكثر من 5000 طالب وطالبة، حيث تبين أن نسبة انتشار العيوب البصرية 18% بين الطلاب والطالبات ونسبة انتشار العيوب البصرية الغير مصححة 16%، مشيرا إلى أن هذا المعدل يعتبر عالي جدا عند مقارنته مع الدراسات في باقي دول العالم وكذلك معدل انتشار كسل العين 4%.
ولعلاج هذه المشاكل في الإبصار، فقد قدم الدكتور سيف الدين رشيد عضو هيئة التدريس في قسم البصريات ورقته البحثية التي عرض فيها لخطة علاج أمراض العيون في الدول النامية، حيث عملت الدراسة على وضع خطة شاملة للوقاية، والمعالجة لأمراض العيون، وخلصت إلي أن مشاكل العيوب الانكسارية غير المصححة هو السبب الأول للإعاقة البصرية وسط طلاب المدارس.
كما ناقشت جلسات الندوة التي أقيمت برعاية معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود، مدير الجامعة، وبمشاركة ١٢ متحدثًا من داخل الجامعة وخارجها، عددًا من الموضوعات الهامة التي تخص صحة وسلامة العين، وذلك في مقر قاعة “ب” بالبهو الرئيس بالمدينة الجامعية، بالتزامن مع اليوم العالمي للبصر الذي يوافق يوم 10 أكتوبر من كل عام.
حيث شارك بالندوة الدكتور سليمان الدخيل عضو هيئة تدريس بالكلية بورقته البحثية عن التحكم في قصر النظر والذي يعتبر أحد أكثر الاضطرابات البصرية شيوعا حول العالم، مشيرًا إلى القلق المتزايد الذي كان موجودا بشأن الزيادة في انتشار قصر النظر خلال نصف القرن الماضي، حيث تلعب كل من العوامل الوراثية والبيئية دورا هاما في عملية النمو في العين البشرية، وقد أظهرت دراسات عديدة تأثير العوامل البيئية وتحديدا القراءة على بداية قصر النظر.
كما عرض الدكتور ماجد معافا مدير عيادات البصريات، من خلال ورقته البحثية لإحصائيات عن زيارة عيادات البصريات لـ ٥٧ مدرسة ابتدائية في منطقة القصيم، تم خلالها فحص ١٠٨٧٩ طالباً، وتمت متابعة ١٣٠٩ طالباً في عيادات البصريات الجامعية ممن اكتشف بأن لديهم مشاكل في البصر ويحتاجون إلى متابعة طبية، كما أشار إلى أنه قد تم خلال العام الماضي تقديم الخدمة لخمسة آلاف مستفيد عن طريق جميع برامج خدمة المجتمع المتنوعة.
وعن الجلوكوما “الماء الأزرق” التهديد الخفي، تحدث الدكتور محمد اللويمي عضو هيئة التدريس بالكلية، مؤكدًا أن الجلوكوما من أمراض العين المزمنة، وتعرف بأنها مجموعة من الاعتلالات المزمنة المؤدية إلى العمى، حيث لا يمكن علاجها ولكن يتم الحفاظ على ما تبقى من البصر بعد الإصابة بالمرض، وتشكل الجلوكوما تهديدا للصحة المجتمعية حيث إنها من الأمراض التي يصعب تشخيصها وتكون في مراحل متقدمة عند اكتشافها.
وبدوره، أجاب الدكتور منظور قرشي، عن سؤال لماذا نهتم لفحص شبكية العين؟ قائلاً: إن اكتشاف مشاكل الشبكية مبكرًا يساعد على الوقاية من فقدان البصر، خصوصاً أن النظر المفقود بسبب مشاكل الشبكية قد لا يعود أبدا، كما أن الفحص الدوري لشبكية العين يساعد على البدء بالعلاج بالوقت المناسب قبل فقدان البصر.
من جهته، تحدث الدكتور “فيشاخ ناير” عن اعتلال الشبكية السكري، الذي يعتبر بمثابة مضاعفات تصيب الأوعية الدموية الدقيقة، وهو من سمات مرض السكري من النمطين الأول والثاني على حد سواء، فيما تحدث الدكتور “قودوين أوفنسيري” عن ضعف النظر الشديد، مشيرًا إلى أنه على الصعيد العالمي يعيش ما يقرب من 1.3 مليار شخص مع شكل من أشكال ضعف البصر وفيما يتعلق بالرؤية عن بعد، كما أن هناك 188.5 مليون شخص يعانون من ضعف معتدل في الرؤية، و217 مليون يعانون من ضعف شديد في الرؤية، و36 مليون شخص مصابون بالعمى، وفيما يتعلق بالرؤية القريبة، يعيش 826 مليون شخص يعانون من ضعف البصر القريب.
وعلى الصعيد العالمي، فإن الأسباب الرئيسية لضعف البصر هي الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين، ما يقرب من 80 ٪ من جميع ضعف البصر على الصعيد العالمي يمكن تجنبها، وغالبية الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر هم فوق سن 50 عامًا.
بعد ذلك تحدث الدكتور وليد الغامدي رئيس قسم البصريات بالجامعة، بورقته بعنوان التحديات والتطلعات لصحة العين المجتمعية، قدم خلالها نظرة عامة عن صحة العين المجتمعية في المملكة وتموضعها في مكافحة العمى والإعاقة البصرية عالميا، كما تحدث عن الأولويات الضرورية لتحسين صحة العين والسيطرة على معدلات الإعاقة البصرية المرتفعة.
كما تحدث الدكتور شهزاد نارو الأستاذ الزائر من جامعة آستون البريطانية عن تأثير النمط المعيشي على صحة العين والعادات غير الصحية التي لها تأثير مباشر على صحة العين مثل التغذية السيئة و التدخين، حيث خلصت الدراسة أن التدخين له تأثير مباشر على العين، خاصة في الجزء الخارجي للعين، وفي طبقة الدموع التي تعمل علي حماية العين، وأيضا التدخين له تأثير على قوة تكيف العين، وأوصت الدراسة بتوعية المجتمع بتأثير التدخين على العين، وكذلك أخذ كمية كافية من الأغذية التي تحتوي على أوميقا ٣.
بينما تحدث الدكتور يحيى أبو حيدر المنسق الوطني للجنة الوطنية لمكافحة العمى (لمع) في ورقته بعنوان استراتيجيات مكافحة العمى في المملكة العربية السعودية، عن نشأة اللجنة الوطنية لمكافحة العمى ودورها في المجتمع، وعن الجمعيات الخيرية المتعلقة بالعمى ودورها في دعم المكفوفين، كما تحدث أيضاً عن المؤشرات الوطنية لمكافحة العمى الصادرة من منظمة الصحة العالمية ووجوب وضع خطط لتنفيذها، إضافة إلى دور جميع الجهات الحكومية والأهلية في تطبيق استراتيجية صحة العين في المملكة.
وخلصت ندوة صحة العين المجتمعية إلى إصدار بعض التوصيات منها: تفعيل الرعاية الصحية الأولية للعين حيث يتوفر الدعم والأدوات لهذا العمل، وكذلك إعطاء أخصائيي ودكاترة البصريات دورهم كامل في المنظومة الصحية حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم بفاعلية أكثر وخصوصاً في مراكز الرعاية الأولية، بالإضافة إلى إعادة توزيع أعداد أخصائيي ودكاترة البصريات على المستشفيات والمراكز الصحية بما يتناسب مع أعداد المرضى والمراجعين لكل منشأة صحية، وتفعيل برامج وحملات الفحص لأمراض العين المزمنة والذي يؤدي بدوره إلى التخفيف من قيمة العلاج وتحسين جودة الحياة والذي هو أحد أهم أهداف رؤية ٢٠٣٠.