– المُلتقى يُسلط الضوء على أبرز الجهات الداعمة والممولة لريادة الأعمال.
– المُلتقى يُناقش التشريعات ذات العلاقة بريادة الأعمال والتحديات التي تواجه رواد الأعمال ووضع الحلول المناسبة لها.
– المُلتقى يؤسس رؤية واضحة لدى رواد الأعمال من الشباب حول القطاع الصناعي وما هي مستهدفات الدولة فيما يتعلق بتعزيز دور الشباب في الصناعة.
– المُلتقى يستضيف أكثر من عشرة خبراء ومسؤولين حكوميين متخصصين في ريادة الأعمال.
من بؤرة الاهتمام الكبير الذي أولته الغرفة الشرقية بفئة الشباب، باعتبارهم أحد أبرز مكامن القوة، التي تمتلكها المملكة للانطلاق نحو المستقبل برؤيتها 2030. أطلقت ملتقى “رواد الصناعة” يوم الأمس الذي تنظمه مُمثلةً بمجلس شباب الأعمال بالغرفة، وذلك بمركز الملك عبدالله الحضاري بمدينة الجبيل الصناعية.
وأفتتح رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي فعاليات المُلتقى، والتي تهدف إلى تحقيق التكامل في القطاع الصناعي وتهيئته، ليتناسب مع احتياجات رواد الأعمال من الشباب لأجل تحقيق تنمية صناعية مستدامة، وذلك من خلال عدد من الجلسات وورش العمل المصاحبة للملتقى. مثمنا رعاية أمير المنطقة للملتقى، وحرصه الدائم على دعم كل ما من شأنه أن يكون قيمة مُضافة في الاقتصاد الوطني.
وأكد الخالدي، أن جهود الغرفة تصب في الشباب كأحد أبرز الكيانات الاقتصادية، والذي له اليد في التغييـر والتحوُّلات الاقتصادية والاجتماعية في مختلف البلدان. مشيراً إلى الخطوات الرائدة التي اتخذتها الدولة لجعل الشباب رافداً اقتصادياً، بتقديمها مختلف الحوافز ما بين التشريعية والتنظيمية والتمويلية.
ومن جانبه أوضح رئيس مجلس الاعمال بفرع غرفة الشرقية بالجبيل فهد المسحل، في الجلسة الأولى التي أقيمت تحت عنوان “مصادر التمويل والدعم”، أن الصناعة هي الأساس المادي للاقتصاد الوطني والمُحرك الأكبر للعديد من الفروع والأنشطة الاقتصادية الأخرى، والقطاع القابل لاستيعاب منجزات التطور التكنولوجي والقوى العمل الوطنية، مشيراً إلى أن الدولة اعتمدت في رؤيتها للتحوُّل الاقتصادي على ثقتها الكبيرة في سواعد شبابها وفي قدرتهم على التفاعل البناء مع ما تخطوه البلاد من خطوات جادة نحو تنويع قواعدها الاقتصادية، فمهدت لهم الطريق وأطلقت البرامج والمبادرات وقدّمت المُحفزات على أنواعها.
وأفاد نائب الرئيس للمشتريات بأرامكو السعودية محمد الشمري، أن أرامكو اتاحت فرص استثمارية بقيمة 40 مليار دولار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، متناولاً برنامج ” اكتفاء ” الذي قدّم منذ إطلاقه في عام 2015 أكثر من 140 فرصة استثمارية بقيمة 16 مليار دولار في عدة مجالات منها وقود النفط والثروة الصناعية والمواد الكيماوية، مفيداً أن البرنامج استطاع استقطاب أكثر من 400 مستثمر لسد الفجوة في القطاعات المهمة في الشركة، وأسهم في رفع معدل المحتوى المحلي ضمن أنشطة ومشتريات الشركة الذي يقدر بنحو 53% فيما تعمل الشركة على رفع النسبة إلى 70% في 2021.
وبين أن برنامج ” واعد ” أسهم في تمويل أكثر من 100 شركة في جميع القطاعات منذ إنشائه قبل 8 سنوات، مبينًا أن أرامكو حريصة على تنمية البيئة الاستثمارية، حيث توجد الكثير من الفرص في مدينة الملك سلمان للطاقة.
فيما تحدث نائب الرئيس للمالية بشركة معادن للألمنيوم سعد السكران عن قرب إطلاق برنامج لدعم المحتوى المحلي يركز على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بحيث يوفر جميع المعلومات والبيانات المتعلقة بالفرص الاستثمارية وكذلك دعم الموردين وتنظيم دورات للتدريب.
وأوضح أن الشركة عازمة على التحول إلى ” الرقمنة ” في مختلف المجالات سواء التشغيلية او الاستكشافية، كما أن الشركة تعمل على دعم الصناعات التحويلية من خلال برنامج سيطلق قريبا، يتم من خلاله تقديم المساعدة لجميع الراغبين في الاستثمار، مبينًا أن الاستثمار في الصناعات التحويلية بحاجة إلى رأس مال يتراوح بين (40 – 50) مليون ريال للدخول في هذه الصناعة.
وأكد نائب محافظ الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة للتمويل محمد المالكي، أن الهيئة تعمل على دعم رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال العديد من المبادرات التي تنفذها أو بالشراكة مع جهات داعمة أخرى، مبيناً أن الهيئة افتتحت مؤخرا مراكز في المنطقة الشرقية لاستقبال أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتقديم الخدمات لهم، على غرار المراكز في كل من جدة والرياض، كما تعتزم تنظيم ملتقى “بيبان” في حائل في أكتوبر القادم، مبيناً أن الهيئة دعمت أكثر من (1000) شركة بقيمة تجاوزت مليار ريال بواسطة قروض غير مباشرة، وأن برنامج ” كفالة ” يقدم حاليا قروضا إلى 6 منتجات فيما كانت القروض تقدم لمنتج واحد في العام الماضي، وأن حجم القروض عبر هذا البرنامج تجاوزت 5 مليارات ريال.
وبين نائب الرئيس للائتمان بصندوق التنمية الصناعي عادل السحيمي، أن الصندوق أطلق العديد من البرامج الداعمة للقطاع الصناعي، منها بعض البرامج الداعمة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مثل برنامج “آفاق” لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وبرنامج “بادر” لدعم رواد الأعمال وأصحاب الأفكار، وبرنامج “كيف تبدأ مشروعك الصناعي ” بالتعاون مع عدد من الغرف التجارية الصناعية السعودية الذي استفاد منه نحو 1500 مستثمر.
وتناول المتحدثون في الجلسة الثانية التي حملت عنوان “التشريعات والتحديثات تواجه ريادة الأعمال”، جملة من التحديات التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسبل الحلول، ومبادرة الجهات المعنية حيالها.
وأوضح وكيل وزارة التجارة والاستثمار للأعمال التجارية والاستثمار عبدالسلام المانع أن الوزارة معنية بالبنية التحتية للاستثمار بشكل عام، وتسعى لتحقيق العدالة التي يستفيد منها المستثمر والمستهلك على حد سواء، مبيناً أن الوزارة في الوقت الحاضر تقوم على مراجعة جميع الأنظمة التي تتواكب مع الحركة التجارية التي تشهدها المملكة، ولديها حزمة من التعديلات والأنظمة الجديدة مثل الشركات المهنية التي تتيح للمهني أن يقيم شراكة مع آخر غير مهني، وكذلك نظام (امتياز) الذي ينظم الشركات التي لها علامات تجارية، وترغب في التوسع، كما أن الهيئة تسعى لتنظيم المهن الاستشارية.
من جهته، أفاد الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل المهندس مصطفى المهدي أن الهيئة على مدار (40) عامًا من الجهد والنجاح استطاعت استقطاب استثمارات ضخمة في البنية التحتية، وقد أسست كيانا يتطلع للمستقبل، لذلك فهي ترعى المستثمرين والرواد، وتسعى للتعرف عليهم، وتعريفهم بالفرص المتاحة أمامهم، ولذلك خصصت إدارة لدعم لمنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأكد أن الهيئة تقوم بدور ممكن للاستثمار، فهي تتواصل مع جميع الجهات المعنية وتتكامل معها، وتعمل على عدة اتجاهات منها بناء مدن ذات جودة عالية للحياة من النواحي الصحية والتعليمية والبيئية وغير ذلك، وتأسيس بنية تحتية للصناعة تستقطب المستثمرين المحليين والخارجيين، وتسعى للجيل القادم الذي يعتمد على الصناعات التحويلية في الجبيل 2، التي هي مساندة كليا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما أن لدى الهيئة عدد من الحاضنات، وتدعم الأبحاث التقنية التي تلبي كل متطلبات الصناعة، مبيناً أن الهيئة رصدت 16 مليار ريال لدعم استثمارات رواد الأعمال في كل من الجبيل وراس الخيل ضمن برنامج (ندرك).
من جانبه، أفاد مدير قطاع ريادة الأعمال بالهيئة العامة للاستثمار الدكتور مازن الزايدي أن الهيئة تدعم 15 قطاعا استثماريا، ويتيح من خلالها عدد كبير من الفرص أما المستثمرين المحليين والخارجيين.
واستعرض الزايدي العديد من المبادرات التي تقوم بها الهيئة لخدمة الرواد ومنها الرخصة الريادية التي أطلقت عام 2017 التي تسمح للشباب السعودي بإقامة شراكات مع روّاد الأعمال الأجانب، حيث نسعى لتواجد رواد الاعمال المحليين في الأسواق الخارجية.
وبين رئيس بلدية الجبيل المهندس نايف الدويش أن البلدية تنطلق في جميع أنشطتها الحالية لدعم خيارات المستثمرين، خصوصا المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك انطلاقا من رعاية أمانة المنطقة الشرقية للقطاع الخاص، حيث أطلقت أخيرا مبادرة (صنعة) مع غرفة الشرقية، وبموجبها تم تخصيص قطعة أرض كبيرة لدعم المستثمرين في النشاط الصناعي.
وكشف الدويش عن حرص البلدية على إطلاق العديد من الشراكات التي تدعم الرواد وتوفر الفرص الاستثمارية لهم، في العديد من الأنشطة التجارية والترفيهية والخدمية، لافتاً إلى أن لدى البلدية مخطط لصناعة مساندة للمصانع في الجبيل الصناعية، التي تشكل فرصا استثمارات واعدة ومتنوعة.
فيما تحدث رئيس مجلس أعمال الشرقية عبدالله بن فيصل البريكان، عن دور رؤية 2030م في فتح مجال واسع أمام شباب الأعمال للاتجاه إلى هذا القطاع الصناعي ورفده بالمزيد من المشروعات الصناعية الناجحة، مشيراً إلى أنها أوجدت فرص عريضة وضخمة وأن والوضع الحالي يحفل بالشباب وتمكين أدواره في الاقتصاد الوطني، لافتًا الانتباه إلى أن الرؤية أكدت على دعم المنشآت الناشئة والصغيرة والمتوسطة ورفع مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35% ومنح دور أكبر للمنشآت الصغيرة بحيث يرتفع نصيبها من إجمالي التمويل بالمملكة من 5% إلى 20% بحلول عام 2030م.
ودعا البريكان، إلى التزود بالمعارف والتجارب الناجحة والتعرف أكثر على الجهات الداعمة والممولة لريادة الأعمال للتمكن من الإلمام بأفضل الفرص والحصول على الدعم المادي واللوجستي اللازم لاستكمال المشروعات الصناعية وتعظيم أدوار هذا القطاع الحيوي، بإنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة تتكامل مع المشروعات الصناعية الكُبرى.
ولفت الانتباه إلى ما يطرحه الملتقى من فرص للدعم والتمويل جامعًا لأهم رافدين من روافد التنمية في المجتمع (الشباب والصناعة) ليفتح الآفاق لشراكة حقيقية بين القطاع الصناعي والشباب، الذي يُضفي على الصناعة الوطنية مزيداً من الحيوية والإبداع والابتكار.
وفي ختام فعاليات الملتقى سلم رئيس مجلس ادارة غرفة الشرقية عبدالحكيم بن حمد العمار الخالدي عدداً من الأراضي لشباب الأعمال؛ وهم: عبدالله العتيبي وعبدالسلام القحطاني وطلال الزهير، وذلك ضمن مبادرة (صنعة) التي انطلقت مع بدايات العام الجاري بالشراكة بين أمانة الشرقية وغرفة الشرقية، بهدف دعم شباب الأعمال وتوفير بيئة استثمارية حاضنة للصناعات الوطنية الخفيفة.
ويجدر بالذكر حضور أكثر من 30 بوث بالمعرض المصاحب على جانبي الملتقى، متمثلاً بأهم الشركات الحاضنة لرواد الأعمال الصناعية، وبعض من نماذج المنشآت الصناعية الصغيرة.