وفق ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –أيده الله- بالحرمين الشريفين والكعبة المشرفة؛ جاءت الهيكلة التنظيمية للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والتي اعتمدت تحويل مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى إدارة عامة، تضم تحتها عدداً من الإدارات والوحدات للاهتمام بالكعبة الشريفة وكسوتها وتعظيمها ومهابتها وهي (إدارة العلاقات العامة بالمجمع، ووحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة، ووحدة الجودة).
جاء هذا التطوير لتعزيز القيم الإسلامية, والهوية الوطنية, والتي هي أحد الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة (2030)، والذي يركز على إثراء التجربة الدينية والثقافية للحجاج والمعتمرين، ليصبح المجمع معلما ورافدا ثقافيا من معالم مكة المكرمة.
ويشهد مجمع كسوة الكعبة المشرفة زيارات منتظمة، يقصده آلاف الحجاج والمعتمرين للتعرف على طريقة صناعة الكسوة, حيث تبرز في أروقة المجمع وعبر مراحل الإنتاج الإجابة عن تساؤلات ظلت ترافق الملايين الطائفين حول الكعبة, عن كيفية الحياكة ومراحل إنتاجها, ليتحول من دارٍ صغير إلى مصنعٍ يقوم بحياكة كسوة الكعبة ثم إلى معلمٍ ثقافيٍ.
تشييد المصنع
في عام 1397هـ؛ شيدت المملكة مصنعاً ضخماً تم بناؤه بأفضل المواصفات العالمية في حينه وتوفير المعدات والمكائن الإلكترونية والتعاقد مع أمهر الصناع في مجالات الحياكة والطباعة والتطريز ليغدو هذا المصنع شاهداً تاريخياً على اهتمام المملكة بالكعبة المشرفة وكسوتها والعناية بها.
سائرين في ذلك على خطى مؤسس هذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز –طيب الله ثراه- وعلى خطى أبنائه في العناية بالحرمين الشريفين, وكل ما يتعلق بهما خصوصاً الكعبة المشرفة وكسوتها خير تعظيماً لهما.
تحويله لمجمع
وفي عام 1438هـ صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتغيير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة.
وفي مطلع عام 1441هـ أصدر معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قراراً إدارياً بإنشاء الإدارة العامة لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة وتضم تحتها عدة إدارات ووحدات.
مراحل تاريخية
منذ أن أمر الله نبيه إبراهيم -عليه السلام- ببناء البيت العتيق, والكعبة المشرفة تولت قبيلة قريش, ومن ثم بنو هاشم, الاهتمام بالكعبة المشرفة وكسوتها, حتى بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- والذي كساها بالثياب اليمانية، ثم كساها الخلفاء الراشدون من بعده، أبو بكر, وعمر, بالقباطي، وعثمان بن عفان بالقباطي والبرود اليمانية؛ حيث أمر عامله على اليمن “يعلى بن منبه” بصنعها فكان عثمان أول رجل في الإسلام يضع على الكعبة كسوتين فوق بعضهما.
واستمر العمل في كسوة الكعبة على ما هو عليه في عهد الخلفاء الراشدين مروراً بعهد بني أمية، والعصر العباسي، وعصر المماليك.
دار خاصة
بعد ذلك هيأ الله لهذه البلاد المباركة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- والذي اهتم بالحرمين الشريفين منذ تأسيس هذه البلاد جل اهتمام, ليأمر بإنشاء دار خاصة بصناعة الكسوة، فكان أول مصنعٍ مخصص لحياكة كسوة الكعبة الشريفة في مكة المكرمة منذ بدأ تاريخ كسوة الكعبة.
ووفرت المملكة العربية السعودية الإمكانيات اللازمة لصناعة وحياكة وتطريز كسوة الكعبة من الحرير الأسود, وجلب أفضل الفنيين والصناع في مجال الحياكة والتطريز للعمل في شتى المراحل، وأصبحت الكسوة في العهد السعودي تتمتع بفن الحياكة وإتقان الصنع وإبداع التطريز.
التعليقات 1
1 pings
غير معروف
10/09/2019 في 10:16 م[3] رابط التعليق
التطوير للمقدسات عمل جليل وحكومتنا الرشيدة أولت المقدسات جل الاهتمام والعناية
(0)
(0)