أفادت مصادر بأن طائرة مسيرة تابعة لقوات الوفاق الليبية شنت، اليوم السبت، غارات استهدفت مواقع وأهداف تابعة للجيش الليبي في ضواحي العاصمة طرابلس، بعد هدوء نسبي ساد محاور القتال خلال الأيام الماضية.
وتجددت المواجهات المسلحة في ضواحي طرابلس، السبت، بين قوات الجيش وقوات حكومة الوفاق، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المدفعية الثقيلة وسلاح الجوّ، في أغلب محاور القتال جنوب العاصمة طرابلس.
انفجارات واشتباكات
وتحدث شهود عيان في تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سماع دوي انفجارات عنيفة وأصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ صباح السبت، في محاور السبيعة وعين زارة والكريمية وسوق الخميس والخلّة، إذ نفذت قوات الوفاق غارة جويّة استهدفت مراكز عسكرية وحيوية تابعة للجيش الليبي، أثناء محاولتها التقدّم ميدانيا.
وأكدّ الجيش الليبي أنّه أفشل هذه الخطّة وقام بتدمير آليات قوات الوفاق وغنم أسلحتهم، في حين تحدثت مصادر متطابقة عن سقوط قتلى من الجانبين في هذه المواجهات.
ويسود توتر عسكري غير مسبوق محاور القتال بالعاصمة طرابلس وضواحيها منذ منتصف الأسبوع الحالي، إذ هدّدت قوات الوفاق بالتصعيد وشنّ عملية عسكرية كبرى، في حين رفع الجيش الليبي من درجة تأهب وحداته الجويّة والبريّة والبحرية، وأعلن استعداده لحسم زمام المعركة بمجرد صدور الأوامر بالتقدم وإعلان ساعة الصفر.
ويتعارض هذا الوضع الميداني والتصعيد المتبدل، مع الضغوط الدولية والأممية على طرفي النزاع في ليبيا، من أجل إنهاء الاقتتال ووقف إطلاق النار، مقابل استئناف المسار السياسي، وجهود المبعوث الأممي لعقد مؤتمر يجمع كل الأطراف الليبية.
غارات استهدفت ترهونة
وكانت طائرات مسيرة تابعة للوفاق، شنت الخميس، غارات جوية على مدينة ترهونة، ثاني المدن الليبية التي يسيطر عليها الجيش الليبي، وذلك رداً على تدمير الجيش مخازن للذخيرة، أعدّتها الميليشيات للهجوم على مدينة ترهونة.
واستنكر المجلس البلدي بترهونة، في بيان، “القصف الجوي الغادر ضد المدنيين الآمنين في بيوتهم في بلدية ترهونة في ساعات الصباح الأولى ليوم الجمعة”، مشيرا أنّها “ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء بالقصف على الأحياء السكنية”.
تشكيل “قوّة حماية ترهونة”
وكانت حكومة الوفاق بدأت في تحشيد قواتها من مدينة مصراتة، نحو الضواحي الشرقية للعاصمة طرابلس القريبة من مدينة ترهونة، وقامت بتشكيل قوّة جديدة، أطلقت عليها اسم “قوّة حماية ترهونة”، تمهيداً لشنّ هجوم على هذه المدينة التي تمثل مركز ثقل هام لقوات الجيش الليبي، بينما أعلنت قيادة الجيش، وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى هذه المدينة، تمّ إرسالها من قاعدة الوطنية الجوية، من أجل صدّ وإجهاض أي هجوم محتمل من الطرف المقابل.