كشف الدكتور مازن شقير استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية, بمستشفى الحمادي بالرياض لـ”أضواء الوطن” أن التشخيص المبكر وقاية من احتمالات اضطراب وظائف الكلى أو فشلها..
وأشار د. شقير إلى أن الكثير من المراجعين يصاب بالذعر عند ملاحظة تلون البول باللون الأحمر الذي يرى في العين المجردة.
رغم أنه في أحيان كثيرة يحدث هذا التبول الدموي دون أن يمكن ملاحظته بالعين، ويتم اكتشافه فقط بالفحص المجهري.
وأكد أن التبول الدموي هو خروج الدم مع البول – قد يكون عيانياً ، أي يُرى بالعين المجردة، أو يكون مجهرياً ولا تستطيع العين المجردة رؤيته ، وإنما يكتشف فقط عن طريق فحص البول المجهري، وهو عرض مهم جداً ، وشائع في أمراض الجهاز البولي ، ولا ينبغي تجاهله أو التساهل به ، لأنه قد يكون لبعض الأمراض الخطيرة التي يمكن معالجتها والشفاء منها بإذن الله إذا تم اكتشافها مبكرا.
وقال:يجب أولاً تمييز التبول الدموي عن تلوث البول باللون الأحمر أو البرتقالي الناجم عن تناول بعض الأطعمة ، أو بعض الأدوية ، أو عن تغيٌّرات لون البول المرافق لأمراض الكبد الصفراوية ، مشيراً إلى أن التبول الدموي يمكن حدوثه في جميع الأعمار من الأطفال إلى الكبار ، ومن الممكن أن يكون وحيداً أو يترافق مع أعراض أخرى كالآلام وحرقة في البول وأعراض عامة ، كالتعب وتنفخ الأطراف أو ارتفاع ضغط الدم .
أما أسباب خروج الدم مع البول فهي عديدة جداً ، ويطول الحديث عنها كلها ، وأكثر مسببات التبول الدموي هو الالتهابات البولية الحادة ، حيث تترافق مع آلام وصعوبة وحرقان في التبول مع ارتفاع في درجة الحرارة أو بدونها ، وقد يعكس التبول الدموي وجود حصوات في الجهاز البولي ، حيث تترافق مع آلام مسببة للمغص الكلوي ، أو قد تكون هذه الحصوات صامتة لاترافقها آلام ، كما أن جميع أورام الجهاز البولي بداية من الكلية ، مروراً بالحالب إلى المثانة ومجرى البول تؤدي إلى خروج بيلة دموية ، وهنالك أيضاً أمراض الكلية المزمنة التي تؤدي إلى اضطراب في وظائف الكلية، وفي بعض الأحيان إلى فشلها إذا لم تعالج في الوقت المناسب، وفي بعض الأحيان يكون سبب نزول الدم أمراً عفوياً لا سبب واضح له .
ويحذّر د. شقير من التهاون في حالة ظهور هذا العرض ووجوب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب من خلال الفحوصات السريرية والمخبرية اللازمة ، وقد يحتاج الأمر إلى إجراء فحوصات شعاعية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية ، أو الأشعة الظليلة ، أو حتى التصوير الطبقي المحوري ، لتشخيص الأسباب وتحديد العلاج المناسب ، مع إمكانيـة استخـدام المنظار للمثانة والحالب ، وذلك للوصول إلى التشخيص الدقيق..
وأضاف :الوقاية دائماً خير من العلاج ، والعلاج المبكر خير من العلاج المتأخر ، لذا يجب أن يتعامل المريض بجدية مع هذا العرض ، فيراجع الطبيب المختص في حال حدوث التبول الدموي للتقييم ومعالجة الحالة قبل أن تتحول إلى مرض.