أضواء الوطن - عبدالهادي الرويثي  

حذر الملتقى الخليجي لرأس المال البشري، الشركات والمؤسسات من التعسف في توقيع عقوبات وغرامات على الموظفين دون تحقيق شفهي أو كتابي، ودعا إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة واللوائح التي وضعتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وتوفير أجواء صحية تدفع القطاع الخاص إلى المزيد من توطين الوظائف والقيام بدوره كاملاً في عملية التحول الوطني، وبناء تنمية اقتصادية مستدامة تعزز مكانة السعودية في محيطها الاقليمي والعالمي.
وكشفت الملتقى في نسخته السادسة التي جرت على شكل ورش عمل تفاعلية قدمها 7 خبراء سعوديون، واستمرت أكثر من 6 ساعات مساء أمس الأول “الجمعة” بفندق الراديسون بلو في جدة، على النهج القانوني الحاكم للموارد البشرية في كل الشركات والمؤسسات، وطالب بتطوير المنظور العملي والعلمي لمختصي الموارد البشرية في السعودية ودول الخليج، والأخذ بأحدث وسائل التنقية, واستعرض عدد من التجارب الناجحة والمحفزة في قطاع الموارد البشرية.
وشدد المحامي نصر البركاتي على أن نظام العمل السعودي، يمنع اتهام العامل بالمخالفة بعد مضي 30 يوما على تاريخ اكتشافها، وأنه لا يجوز توقيع الجزاء على العامل إلا إذا كان واردا في النظام أو لائحة تنظيم العمل، وبعد ابلاغه كتابة بما نسب إليه، ويمنع توقيع جزاء تأديبي على العامل دون استجوابه وتحقيق دفاعه واثبات ذلك في محضر يودع في ملفه الخاص، وأشار إلى إمكانية أن يكون الاستجواب شفاهياً في المخالفات البسيطة التي لا يتعدى الجزاء المفروض على مرتكبها الانذار أو الغرامة باقتطاع ما لا يزيد عن أجر يوم واحد على أن يثبت ذلك في المحضر، ولا يجوز توقيع جزاء تأديبي على العامل لأمر ارتكبه خارج مكان العمل ما لم يكن متصلا بالعمل أو بصاحبه أو مديره المسؤول، وكذلك يمنع توقيع جزاء تأديبي بعد مضي 30 يوما من انتهاء التحقيق.
ولفت المحامي والمستشار القانوني سلطان السحمة إلى العديد من الممارسات الخاطئة التي يشهدها سوق العمل بسبب العرف أو العادات الاجتماعية خصوصا في الشركات العائلية، وشدد على سلامة الأنظمة التي حددت اجراءات سلسلة وواضحة في عملية تقديم العرض الوظيفي وعقد العمل والفترة التجريبية للموظف، وعملية التأهيل والتدريب والخدمات التي تقدم في العمل، وكذلك في المخالفات والعقوبات والجزاءات التأديبية، والأجور انهاء العقود ومكافأة نهاية الخدمة، وأكد أن هناك شروط تفرضها بعض الشركات أو المؤسسات تتناقض مع الأنظمة وتعد باطلة.
وقال مؤسس المجتمع الخليجي لرأس المال البشري محمد ماجد الشرهان، أن الملتقى حقق نجاحاً كبيراً في نسخته السادسة من خلال الابتعاد عن التنظير والاعتماد على مجموعة من ورش العمل التفاعلية، حيث سعى إلى استخلاص عدد من التجارب الناجحة للممارسات العملية الصحيحة التي يمكن أن تحقق نتائج عملية، وتساهم في نشر المعرفة الصحيحة، مثمنا الدور الكبير الذي قام به الخبراء والمختصون المشاركون والذين قدموا خارطة طريق واضحة لتحقيق النجاح في قطاع الموارد البشرية، بما يتواكب مع رؤية المملكة 2030 ومن أجل أن تنمية العنصر البشري الذي يعد أهم مرتكزات الرؤية، علاوة على أنه قدم مجموعة من أوراق العمل التي لامست جوانب مختلفة للموارد البشرية، بهدف تحديث الانظمة في قطاع الأعمال والمساعد في تسريع وتيرة الانتاج.