نجحت عملية فصل توائمين متصلين عند منطقة أعلى الرأس في مستشفى جريت أورموند ستريت. وتطلّب فصل الشقيقتين صفا ومروة الله ثلاث عمليات جراحية كبرى ومجموعة من العمليات الجراحية الصغيرة. وتجاوز إجمالي فترة العمليات الجراحية الكبرى 50 ساعة، والتي أجريت على مدار أربعة أشهر وشارك فيها فريق مكون من 100 من المختصين في المستشفى الرائد عالمياً. وأجريت العملية الأولى في أكتوبر 2018، أما العملية الأخيرة التي شهدت انفصال الفتاتين فأجريت بتاريخ 11 فبراير من العام الجاري.
ولدت الطفلتان البالغتان عامين من العمر في تشارسادا في باكستان بعملية قيصرية، وكانتا توأمان قحفيان متصلتين عند الرأس، وهي حالة نادرة جداً.
ونظراً لسمعة مستشفى جريت أورموند ستريت كأحد المستشفيات الوحيدة في العالم التي تتمتع بالخبرة والمهارة في فصل التوأم القحفي ورعايته، نُقلت الفتاتين من باكستان إلى المستشفى الذي يتخذ من لندن مقراً له، لتلقّي العلاج عندما كانتا تبلغان من العمر 19 شهراً.
يمتلك فريق مستشفى جريت أورموند ستريت الجراحي والطبي، الذي نجح بفصل توأم قحفي بنجاح في عامي 2011 و2006، الخبرة والمرافق اللازمة للتخطيط بدقة وتنفيذ سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة والصعبة وتوفير الرعاية رفيعة المستوى التي كانت صفا ومروة بحاجتها.
استخدم خبراء المستشفى التكنولوجيا المتطورة مثل الواقع الافتراضي والطباعة ثلاثية الأبعاد لتحديد أفضل استراتيجية وتحسين فرص النجاح. وتم إنشاء نسخة دقيقة طبق الأصل من تشريح الفتيات في الواقع الافتراضي لمساعدة الجراحين على تصوُّر وفهم الجمجمتين المعقدتين والعلاقة المكانية بين المُخّين والأوعية الدموية. وتمت بعد ذلك طباعة نماذج بلاستيكية ثلاثية الأبعاد للمخّين والجمجمتين والأوعية الدموية للتدرُّب على الجراحة وبناء خطة وخطوات دقيقة لجعل العمليات الجراحية سلسة بقدر الإمكان.
وأصبحت التقنيات والأساليب الجراحية الحديثة المستخدمة في عمليات صفا ومروة في مستشفى جريت أورموند ستريت فرصة لاكتشاف طرق مبتكرة لتطوير الرعاية السريرية وقاعدة المعرفة السريرية والبحثية التي ستُفيد المزيد من الأطفال والشباب في المستقبل.
قاد الفريق الذي ضمّ 100 خبير جراحان عالميان هما جراح الأعصاب السيد نور العويس جيلاني وجراح القحف البروفيسور ديفيد دونواي. وضم الفريق مختصين مما يزيد عن 15 تخصصاً في المستشفى بما في ذلك جرّاحي التجميل وأطباء التخدير وممرضي الجراحة ومساعدي قسم العمليات والعلماء والمهندسين ذوي الخبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد وتقنية الواقع الافتراضي والمحاكاة.
وضم الفريق أيضاً أطباء أطفال مختصين وممرضات إداريات وأخصائيي صحة من عدة اختصاصات، بما فيهم أخصائيو العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والتغذية، الذين لعبوا جميعاً دوراً هاماً في رعاية وإعادة تأهيل الفتاتين بعد العمليات.
قالت والدة التوأم زينب بيبي: “نحن مدينون للمستشفى وكل من شارك في هذا العمل الناجح ونودّ أن نشكرهم على كل ما فعلوه. ونشعر بالحماس تجاه مستقبل الفتاتين”.
وقال الدكتور جيلاني، الذي شغل منصب رئيس جراحة المخ والأعصاب في مستشفى جريت أورموند ستريت من عام 2012 وحتى عام 2018، والدكتور دونواي، رئيس وحدة الجراحة القحفية في المشفى: “نحن سعداء لأننا تمكنا من مساعدة صفا ومروة وعائلتهما. لقد كانت رحلة طويلة ومعقدة بالنسبة لهم وللفريق الطبي الذي يعتني بهم.
“كان من الرائع بالنسبة لنا التعرف على الفتاتين وأسرتهما. وقد كان لإيمانهم وتصميمهم أهمية كبيرة في تخطي التحديات التي واجهوها. ونحن فخورَين بهم لأقصى حد.
“كما نفخر أيضاً بفريق مستشفى جريت أورموند ستريت الذي كان مسؤولاً عن علاجهم ورعايتهم خلال الأشهر العشرة الماضية. بدءاً من الفرق الجراحية والعلماء والمهندسين الذين ساعدونا في تخطيط وتنفيذ العمليات الجراحية إلى أطباء الأطفال والعاملين في التمريض وأخصائيي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي، فقد كان هذا النجاح نتاج لمجهود جماعي ضخم لعب كل شخص فيه دوراً رئيسياً في مساعدة صفا ومروة. ويعدّ مستشفى جريت أورموند ستريت أحد المستشفيات القليلة في العالم التي تمتلك البنية التحتية والخبرة المطلوبة لتنفيذ عملية فصل توأمين بهذا النجاح”.
كما لعب فريق من الممرضين الجراحيين دوراً حاسماً في التخطيط الجراحي وضمان سير العمليات بشكل جيد.
ومن جانبها قالت سيسيليا كارني، رئيسة فريق، جراحة المخ والأعصاب: “بيّنت العمليات الجراحية التي أجريناها لصفا ومروة الأهمية الضخمة للعمل الجماعي للفريق متعدد التخصصات في مستشفى جريت أورموند ستريت، ويعد ذلك من أهم الضروريات لتقديم مستوى عالٍ من الرعاية على الدوام.
“خطط الفريق معاً للتعقيدات في سلسلة العمليات الجراحية بدقة غير متناهية. واستفدنا من الخبرة السريرية والسلوك الإيجابي والمبادرة الاستباقية لدى الفريق الجراحي لدينا، وتشرفتُ بالعمل كعضو في هذا الفريق”.
خرجت الفتاتان من مستشفى جريت أورموند ستريت بتاريخ 1 يوليو. وتم نقلهما مع والدتهما وجدهما وعمهما إلى مكان في لندن حيث تستمران في تلقي العلاج الطبيعي اليومي كجزء من إعادة تأهيلهما المستمرة.
تلقى السيد جيلاني والبروفيسور دونواي على مدار السنوات الست الماضية أكثر من 1.3 مليون جنيه إسترليني من مؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت الخيرية لبرنامجهم الخاصFace Value ، وهو مجال حيوي للبحث في التقنيات والأجهزة السريرية الجديدة لتحسين دقة جراحة الوجه القحفية. ودعمت المؤسسة الخيرية المزيد من الأبحاث الرائدة من خلال استثمار حوالي 300 ألف جنيه إسترليني للمساعدة في تمويل التقنيات المبتكرة بما في ذلك الواقع الافتراضي والتخطيط والطباعة ثلاثية الأبعاد التي لعبت دوراً أساسياً في مساعدة الفريق على فصل التوأمين. وساعدت الأموال التي جمعتها مؤسسة مستشفى جريت أورموند ستريت الخيرية في تمويل غرفة الجراحة رقم 10 في المستشفى والتي تم تصميمها خصيصاً لإجراء العمليات الجراحية للتوائم الملتصقة.
دفع رسوم علاج صفا ومروة في مستشفى جريت أورموند ستريت أحد المتبرّعين الأسخياء.
حقائق وإحصائيات حول التوأم القحفي
•
تعتبر حالات التوائم الملتصقة نادرة جداً – وتحصل مرة واحدة فقط من ضمن كل 2.5 مليون ولادة
•
فقط 5% من حالات التوائم الملتصقة تكون قحفية
•
تولد الأجنة في حوالي 40% من حالات التوائم القحفية ميتة أو تموت خلال الولادة
•
ويموت ثلث إضافي منها خلال 24 ساعة من الولادة
•
فرصة إجراء عملية فصل لتوأم قحفي هي واحد من 10 مليون