مكةالمكرمة : وائل العتيبي  

تعد مقبرة امنا حواء احد أهم معالم ‏في مدينة جدة على مدار تاريخ المدينة وذلك لوجود قبر ام البشر به كما ترويها الاسطورة.وقبر حواء هو موقع أثري يقع في جنوب غرب مدينة جدة،
وفي السابق كانت المقبرة تقع خارج سور جدة من الناحية الشمالية الشرقية للمدينة ،وبالتحديد في حي العماريةالقريب من ساحل البحر الأحمر .وهو أيضا أحد مصادر تسمية مدينة “جدة” نسبة إلى كلمة “جَدة” (بمعنى والدة الأب أو الأم). وينسب سكان المدينة التسمية لأم البشر حواء التي يقولون أنها دفنت في هذه المدينة التي نزلت إليها من الجنة بينما نزل جدنا آدم في الهند والتقيا عند جبل عرفات ودفنت هي في جدة. و هذه إحدى الآراء الذي ذكرها ابن كثير في كتابه البداية والنهاية.
وبغض النظر عن حقيقة وجود القبر بها ام لا فأن عمر المقبرة الآلاف السنين , فهو اقدم من المدينة فقد ذكرها و وصفها عدداً من الرحالات والمؤرخون الذين زاروا مدينة جدة في فترات متفاوته في كتبهم , ومخطوطاهم و رسم في الخرائط عن المدينة ، بالإضافة الى الصور القديمة التي أُخذت لمدينة جدة في اقدم العصور بالنسبة للصور الفوتوغرافيه وهو العهد العثماني. وكانت المقبرة قديماً ذو شكل مختلف عما هي عليه الآن فكانت في السابق تحتوي على عدد من المعالم القديمة مثل الأضرحة , منهم ضريح أمنا حواء يتوسطه قبه ضخمة كانت كفيلة بأن يراه المارة من مسافات بعيده. وعن حجم ذلك الضريح فكان ذو طول يصل الى 400 قدم وعرض 11 قدم كما ذكره عدداً من المؤرخون. ويعتقد ان ذلك الضريح كان مبني من الأحجار البحرية التي امتازت و اشتهرت بها مدينة جدة قديماً.
تم إغلاق الموقع عن طريق طمره بالإسمنت على إثر قرار من هيئة الأمر بالمعروف في عام 1975، على خلفية صلاة بعض الحجاج فيها إثر موسم الحج لذلك العام ،حيث أكد المؤرخ محمد طاهر المكي في كتابه (التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم) أن بعض الحجاج المسلمين الذين يفدون إليها بعد مناسك الحج كانوا يتبركون بها ظناً انها قد تنفع في اجابة دعواتهم مما ادى الى استغلال بعض ضعاف النفوس لذلك , فكانوا يبيعونهم بعضاً من تراب المقبرة لأخذها معهم إلى بلدانهم لأنها تحوي بركة حواء.ولذلك قامت بعض الجهات الرسمية بأنهاء تلك الأوهام ومنع المحتالين من ممارسة النصب على حجاج بيت الله في عام 1975م.و اليوم تعد مقبرة أمنا حواء أحد اكبر مقابر مدينة جدة , فتحتوي اكثر من 2000 قبر .ولا زال حتى اليوم يأتي عدد من الحجاج من مختلف البلاد الإسلامية للوقوف على المكان. بالإضافة إلى الزوار الذين يفيضون إليها لزيارة أقاربهم المتوفيين رحمهم الله. ومما عرفت به مقبرة أمنا حواء أيضاً هوا استقبال المحكوم عليهم بالقصاص في أحكام شرعية , فكان المحكوم عليهم بالقصاص قديماً ينفذ فيهم حكم الإعدام في مواقف مسجد الجفالي بعد صلاة الظهر ومن ثم يأخذون الى المقبرة التي تقرب منه فيتم غسلهم وتكفينهم ثم دفنهم.