بارز رجل الأعمال السعودي وأحد رموز السينما العربية الأصيلة وأصبح هذا الأسم محفور في ذاكرة أهالي مدينة جدة على وجه الخصوص ألاو هو رجل الأعمال المعروف “فؤاد جمجوم” رائد السينما التجارية ،، والذي قدم السينما للسعوديين بوصفها ملمح جماهيري عام 1962، وامتلك أشهر محل خاص لتأجير أجهزة السينما في حي البغدادية سنة 1960، وعمد إلى توريدها إلى باقي المحال المشتغلة ببيع وتأجير الأجهزة، فهو استثمر في عرض الأفلام السينمائية وتأجير أدوات البث، وامتد حضوره السينمائي ليشمل العديد من مناطق السعودية. وكان جمجوم صانع سينما حقيقيًا، يمتلك رؤية واضحة في الجمع بين الترفيه والاستثمار فهو من أوائل من اتجه في المملكة العربية السعودية إلى الإنتاج السينمائي منذ سبعينيات القرن الميلادي الماضي، حيث اشترك مع كبريات شركات الإنتاج السينمائي العربي وأنتج بصورة منفردة العديد من أشهر أفلام السينما العربية مستفيدًا من عودة حركة الإنتاج السينمائي إلى القاهرة في بداية السبعينات بعد أن تحول الإنتاج إلى بيروت، ودمشق بسبب نكسة 1967.
كانت بدايات العرض السينمائي بأفلام البكرات الـ 16 ملم، ثم أفلام الـ 35 ملم، وأصبح لديه 8 أحواش سينما ،و كانت قاعة العرض الأولى عبارة عن حوش سينما غير مسقوف في حارة الجماجمة بحي البغدادية أمام مقبرة أُمّنا حواء بمدينة جدة ، تصطف فيه الكراسي الخشب، و الجلسات عائلية بلا تفرقة و تعرض أفلاماً بعد مغرب كل يوم وتشهد انتعاشاً أكثر وضوحاً في إجازة نهاية الأسبوع، وتتراوح أسعار الدخول بين ثلاث وعشر ريالات لمشاهدة آخر الأفلام المصريّة والأمريكية. وفي عام 1969 افتتح الجمجوم أول صالة عرض حديثة ومميزة، بنفس مواصفات صالة ” مترو غولدن ماير” في مصر.
وكانت مقسمة إلى دورين: الدور الأعلى للعائلات والدور الأسفل للعزاب، ومجهزة بأعلى المواصفات، وكانت بمقاييس زمانها الأكثر أُبهة والأغلى ثمناً للدخول، بخلاف الفروع الآخرى لسينما الجمجوم والتي افتتحها فؤاد جمجوم مع اخيه عبدالعزيز في حارتي البخاريّة وباب شريف. ولم يمضِ عام حتى تعرضت لحريق أحدث بها أضرارًا جسيمة”.
وكان فؤاد جمجوم في بدايات التجربة يتعرض للسجن والمُسائلة، بسبب نشاطه السينمائي والوشايّة التي يتعرض لها وغالباً ما تنفض حينما يثبت ان الافلام التي يعرضها لا تحتوي على أجزاء إباحيّة و رغم كل الضغوط أصر على استمراره في هذا المجال .كما انه شارك في نهضة السينما العربية، وصارع من أجل بقاءها من خلال الإنتاج ،فقد عمل مع كبار النجوم في السينما العربية والمصرية، ، وأنتج لعدد كبير من نجوم الصف الأول في مصر، وكان يدعوهم على نفقته للترويج إلى أفلامه في السعودية، وكانوا يلبون دعوته.
ففي الأعياد كانت سينما فؤاد جمجوم تدعو كبار الفنانين إلى السعودية مثل فريد شوقي، وفؤاد المهندس وأحمد رمزي وشويكار وماجدة الخطيب وحسن مصطفى الذين كانوا يقفون لبيع التذاكر للجمهور السعودي بأنفسهم .
وأنتج جمجوم أكثر من 30 فيلمًا سينمائيًا، جمع فيها نجوم السينما المصرية في تلك الفترة، مثل عادل إمام ومحمود يس وحسين فهمي وفريد شوقي ، وكان يستضيف النجوم من فترة لأخرى في جدة.وهو من أوائل من أدخل “الفيديو” إلى السعودية، وكانت لديه أفكار مهمة في الصناعة الفنية , كما انه لم يقتصر نشاطه على جدة بل امتد أيضًا إلى الرياض في حي المربع، وكانت الأندية تأخذ الأفلام لتعرضها، وتحصل على مداخيل مادية من الجمهور الذي يأتي للترفيه والإستمتاع، بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية التي كانت تعرض الأفلام السينمائية، وتكسب مبالغ مالية في تلك الفترة، وكانت تصل أسعار التذاكر حينها إلى 10 ريال سعودي.حاول جمجوم تقديم الكثير لمجال السينما العربية وصارع دون هوادة من أجل إدخال السينما في الأجواء الثقافية والاقتصادية السعودية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل فتخصص في توزيع الأفلام العربية وتأجيرها للأسر الكبيرة في جدة ومكة وغيرهما من مدن المنطقة للأسر المقتدرة التي كانت تعرض هذه الأفلام في بيوتها عرضا أسريا إلى جانب بعض دور العرض غير الرسمية في جدة.وقد توفى فؤاد جمجوم في عام ٢٠١١ م ، ومازال بعض المثقفين يطالبون بتكريمه وإطلاق اسمه على أحد دور العرض السينمائية في جدة .