حصلت أصغر عضوة في مجلس سيدات أعمال أبوظبي رائدة الأعمال الآنسة وفاء وليد موسى على لقب سفيرة غرفة التجارة الأمريكية في إرفاين حيث افتتحت فرعها لشركتها للترجمة والتدريب، جاء ذلك خلال حفل التتويج الذي اقامه مجلس ادارة الغرفة .
وقد نالت وفاء عضوية مجلس سيدات اعمال ابوظبي عام 2010 وهي في الخامسة والعشرين من عمرها وانتقلت للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية هذا العام ولتواصل جهودها في الحصول على الدكتوراه في إدارة الأعمال قسم التسويق الالكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي .
وقال الآنسة وفاء موسى ان حصولها على هذا اللقب تشريف كبير لها ولسيدات الأعمال في ابوظبي التي ولدت فيها واستنشقت هواء الابداع والتشجيع والانجاز والانطلاق في حياتها العملية بعد ان حصلت على شهادتين في البكالوريوس وشهادة في العلوم الصحية من كلية الشيخة فاطمة للعلوم الصحية والاخرى في إدارة الاعمال الدولية من جامعة الحصن واخرى في الماجستير التي استثمرت فراغها كطالبة في العمل في قسم التسويق والفعاليات واستطاعت ان تدخل سوق ريادة الأعمال من خلال حزمة الفعاليات والعلاقات التي تشكلت لها وحفزتها للانطلاقة في العمل الخاص وبالشراكة في تأسيس شركة للترجمة ومعهد تدريبي باسم ” النخبة ” لتمتد فروعها امارات الدولة لتصل الى 14 فرعا… وتقدر رائدة الأعمال الشابة وفاء وليد موسى لغرفة أبوظبي تشجيعها الكبير في افتتاح اول جناح للترجمة لها في مبنى الغرفة وانضمامها وقتها لمجلس سيدات أعمال أبوظبي وكانت أصغر رائدة أعمال في أبوظبي تنضم للرابطة.
وعن قصة نجاحها تقول وفاء موسى : لما بلغنا سن الدراسة انعمت علينا هذه الدولة الكريمة والمعطاءة بتلقي العلم مجانا منذ المرحلة الابتدائية وحتى ختام المرحلة الثانوية ، وعندما أنهيت ألمرحلة الثانوية بتفوق وكنت بحاجة الى استكمال دراستي في أية جامعة تقبلني ولكن ربما لسوء حظي ــ كما ظننت في البداية ــ انتهت خدمات والدي بوزارة التربية فقد غدت الامكانات المادية الأسرية عندنا ضئيلة جدا مع ارتفاع الايجارات وغلاء المعيشة بشكل عام فلم يتمكن والدي من ادخالي أي جامعة .. وفي هذه المرحلة من حياتنا كنت ألاحظ والدي وهو في حيرة عندما ينظر الي ويرى أمامه ابنة متفوقة وطموحة وحاصلة على معدل في الثانوية العامة القسم العلمي نسبته 96% بالمئة ولكنه غير قادر على أن يفعل لها شيئا ، وأمام هذا الموقف الصعب وحين رأيت اليأس يقد أنهك أبي بادرت وطلبت منه أن يمنحني ثقته التامة ويترك لي مجال التحرك الذاتي والبحث والسعي الشخصي لتأمين مستقبلي بنفسي فسمح لي بعد تردد وخوف ، فانطلقت معتمدة على الله ثم على ذاتي لتحقيق أمنيتي والوصول إلى هدفي، وكان أول انطلاقي تجاه مؤسسة تعليمية مرموقة تحمل اسم سيدة فاضلة طالما حدثاني والدي عنها بكل فخر واعتزاز وهي أم الامارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أطال الله بعمرها وقد فتحت كلية فاطمة للعلوم الصحية ، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى وبرعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة – حفظها الله ثم بمعدلي المتميز تمكنت من الحصول على منحة كاملة للدراسة في تلك الكلية الجديدة ، وسبحان الله في ذات الوقت تمكنت بعونه تعالى من الحصول في – بداية الأمر- على عمل (متواضع ) أيضا في شركة صغيرة للترجمة كانت في بدء نشأتها وتسمي (النخبة) وقد أنشأها شاب طموح هو (مهدي الخطيب) وفي عملي هذا وحيث أنني أتقن اللغة ألعربية وأتحدث الانجليزية بطلاقة وأجيد فن الحوار والاقناع كان كل المطلوب مني فقط هو قيامي في أوقات فراغي وإجازاتي الجامعية بعدة زيارات (بزنس) لبعض الشركات الكبرى أو الصغرى في الامارات وأبو ظبي خاصة وأن أحاول من خلالها جلب أكبر عدد ممكن من العملاء ممن يحتاجوننا للترجمة وخاصة الترجمة القانونية وتدريب على امتحان الآيلتس وغيرها من الخدمات التي استجدت فيما بعد .
وهكذا بدخولي كلية فاطمة للعلوم الصحية وبعملي في هده الشركة الناشئة تمكنت من وضع قدمي على أول درجات سلم التعليم الجامعي واول درجات سلم العمل وبهذا العمل المتواضع كانت بدايتي في مجال (البزنس) وتمكنت بعون الله من تخفيف بعض الأعباء عن والدي وتأمين مصروفاتي الشخصية أيضا وقد أتممت ذلك الانجاز وأنا في (22) من عمري تقريبا ولكن عندما انهيت دراستي الصحية بعد عدة سنوات وحصلت على شهادة البكالوريوس بتفوق وعملت مدة قصيرة في المجال الصحي تمكنت خلالها من توفير مبلغ لا بأس به من المال ، أحدث ذلك بصراحة عندي تحول غريب في مشاعري واتجاهي وسبحان مغير الأحوال فبرغم حبي للعمل الصحي والفائدة العلمية الكبيرة التي أنارت وما تزال تنير حياتي منه الا أنه – سبحان الله – كان للعمل المتواضع الذي مارسته في أوقات فراغي مع شركة النخبة وفي مجال (البزنس) أثر كبير في تغيير مجرى حياتي فقد استهواني جدا وملك علي زمام تفكيري ومشاعري ولم يعد متواضعا بالنسبة لي بل سيطر على حيز كبير من كياني وعقلي وشدني اليه بعنف وخاصة بعد تأكيد واعتراف معظم الذين كنت أتواصل وأتعامل معهم من مدراء الشركات بنجاحي البارز وبنسبه كبيرة فيه وزادني اقتناعا انضمام السيد (مهدي الخطيب) مدير الشركة الذي أعمل معه اليهم وتشجيعه لي على الاستمرار معه في البزنس بل وتقديمه عرضا كريما لي بالدخول كشريكة ، كل ذلك جعلني استجيب في النهاية لأغراء البزنس الذي استهواني وقد أتممت هذا الانجاز وأنا في (23) من عمري تقريبا ولكن عندما اتخذت قراري بتغيير عملي من الصحة إلى البزنس تذكرت حديث نبيبا الكريم صلوات الله وسلامه عليه:( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) وحتى أتقن عملي وأمارسه كمحترفة لا كهاويه فقط رأيت لزاما علي أن أدرسه من مصادره الموثوقة فالتحقت بجامعة الحصن في أبوظبي ” موظفة مساعدة وطالبة في آن واحد ” وواظبت على الدراسة بجد واجتهاد واستطعت بمجهود كبير أن أوفق بين دراستي وعملي بمساعدة من شريكي الفاضل حتى تمكنت في نهاية المطاف من انهاء الدراسة و الحصول على ( بكالوريوس ثانية بتفوق ولكن بتخصص الأعمال الدولية ) ولم اكتف بذلك بل تابعت الطريق في مجال الدراسات العليا وتمكنت بعونه تعالى من الحصول على (شهادة الماجستير في الادارة العامة) من الجامعة ذاتها وبتشجيع مديرها البروفيسور عبدالرحيم صابوني وقد أتممت هده الانجازات وأنا في الثلاثين من عمري تقريبا ، وبعد هذا الانجاز واصلت عملي بالجامعة مدة سنة (استراحة محارب) تقريبا علي أمل عندما تتحسن ظروفي المادية بإذن الله أجهز نفسي للحصول على شهادة الدكتوراه ، ولكن ومما هو جدير بالذكر بالنسبة لي في هذه العجالة هو أنني أثناء دراستي الجامعية الاخيرة لم أهمل عملي في الشركة بتاتا وخاصة بعدما أصبحت شريكة رسمية فيها بل وبتشجيع من القيادة الاماراتية الرشيدة في أبو ظبي خاصة لعمل النساء في المجال الحر وفي تكوين شركات خاصة بهن سيما الخريجات الجدد والصغيرات السن من الطالبات مثلي وذلك بدل اتجاههن نحو العمل الوظيفي الحكومي الذي بات متخما ، فتحركت كرائدة أعمال ناشئة في كافة الاتجاهات واستطعت أن أسهم في تطور شركتنا من مجرد شركة كانت للترجمة فقط الي مؤسسة أكبر للترجمة والتعليم والتدريب تمتلك الأن برعاية الله اكثر من (14) فرعا في كافة الامارات وفي الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان ويعمل بها عدد كبير من الموظفين من كافة الجنسيات العربية والاجنبية ونقلنا مقرها أولا الى مكان أنسب وأوسع وتمكنت بجهد شخصي من اضافة معهد لتعليم اللغات والإدارة والتدريب في مجال الترجمة ومركز معتمد لامتحان الآيلتس… الخ وتوليت انا شخصيا ادارته بنجاح وكان عمري حينئذٍ قد قارب ال (27) سنه وأصبحت بالتالي في تلك السن الصغيرة مثالا يحتذى لصديقاتي الغاليات من مواطنات ووافدات وبكل تواضع رائدة أعمال صغيرة اذا صح التعبير من رائدات تحقيق وتطبيق رؤية 2030 للقيادة الرشيدة لوطني الأول الذي ولدت وترعرعت فيه ولم أر لي وطنا غيره طيلة حياتي التي قضيتها فيه وهو دولة الامارات العربية المتحدة وعندما بلغت هذه الغاية من النجاح لم أبخل على صديقاتي وزميلات دربي من مواطنات ومقيمات بخبرتي ومساعدتي بل مددت لهم (اناثا وذكورا) يد العون والمساعدة ومن رغب منهم بالعمل معي ضممته إلى ركبي ومنهم من لايزال يعمل معي الى الان ومنهم أيضا من بدأ بتأسيس شركته الخاصة ، مستفيدا من خبرتي التي لم ابخل ولن أبخل بها على أحد من أبناء وبنات هذا الشعب الذي أحبه من أعماق قلبي وأمل أن أرد له شيئا من فضله وجميله علي وعلى أسرتي وشعبي.
ومن ضمن انجازاتي أنني استطعت أيضا وبعون الله وخلال مدة وجيزة من إنشاء مركز تعليمي اخر في معهدنا للحصول على رخصة منح شهادة الايلتس والتوفل وقريبا إن شاء الله سنمنح شهادة الأمسات وآليت على نفسي خدمة للطلاب أن ألاحق باستمرار مجلس أبوظبي للتعليم الذي اصبح دائرة التعليم والمعرفة اليوم وكلما استحدث شهادة جديدة تهم الطلاب لاستكمال دراستهم الجامعية أسارع بضمها الى معهدنا ليبقى معهدنا دائما وأبدا سباقا في خدمة هذه الشريحة الهامة من أبناء المجتمع وهم الطلاب الراغبين بالدراسة الجامعية مع ملاحظة هامة وهي أن معهد النخبة في ظل ادارتنا الطموحة لم يعد مكانا لتدريس تلك الشهادات فقط بل أصبح بعد جهود مضنية من قبلنا مركزا معتمدا أيضا لتقديم وإجراء الامتحانات فيه ثم للحصول على الشهادة المطلوبة والمصدقة من قطاع التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم منه كما باتت نسبة النجاح عندنا نسبة مميزة بحمد الله بالنسبة لغيرنا لأننا وضعنا نصب أعيننا من البداية عدم الاهتمام بالكسب المادي من الطلاب فقط من خلال الاكتفاء بتحصيل رسوم امتحانات الشهادات التي يريدون الحصول عليها بل اننا ننصح الطلاب دائما قبل التسجيل للامتحان والدخول اليه كمغامرة غير محمودة العواقب ننصحهم وخاصة الضعاف منهم بالعمل على رفع مستواه في اللغة عن طريق الدخول قبل الامتحان بدورات تقوية لغوية نقدمها لهم وبأسعار مدروسة جدا
ومن انجازاتي التي أفخر بها أيضا أنني استطعت أن أتعاون مع غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي وتكوين علاقات طيبة مع المسؤولين فيها قائمة على الود والثقة واتقان العمل، فسمح لي بإنشاء جناح للترجمة القانونية في مبنى الغرفة وانضممت في العام ذاته الى مجلس سيدات الأعمال في أبو ظبي وأصبحت عضوا بارزا و فعالا فيه ولم يتوقف طموحي عند هذا الحد بل شجعني النجاح و بتوفيق من الله لأخطو خطوات أوسع إلى الأمام فقررت وأنا بالحادية والثلاثين من عمري السفر الي الولايات المتحدة الأمريكية كمستثمرة هناك أيضا ثم لتحقيق هدفين كبيرين باذن الله : الأول : توسيع مجال عملنا بفتح فرع ثم فروع فيما بعد لشركتنا هناك كما فعلنا في لبنان منذ حوالي سنتين تقريبا ، ثانيا: محاولة استكمال دراستي العليا بالحصول على شهادة الدكتوراه في البزنس من احدى الجامعات الأمريكية والحمد لله بعدما استطعت التعرف على شخصيات هامة ساعدتني في تحقيق أول هدف من أهدافي حيث تمكنت من انشاء أول فرع فعال لشركتنا النخبة .
وأملي أن العب دور أكبر وأسعى اليه في البلد الذي أقيم فيه أمريكا من خدمة لإماراتنا الحبيبة ولا وذلك بتشجيع الشركات المتواجدة عندنا هنا في امريكا والتي أتعامل معها عن طريق (الترجمة ) وهي من كافة الجنسيات الأمريكية وغير الأمريكية وتشجيعها للاستثمار وفتح فروع لها في الامارات واستقطاب المجموعات الطلابية لولوج قطاع التعليم والتدريب العالي الامريكي من خلال برامج منتقاه وفق رعاية شاملة وتقديم نفسي شخصيا كنموذج حي يحتذى لسيدة أعمال صغيرة السن نجحت بعون الله والمسؤولون في الدولة أسهمت بفتح شركة ضخمة أصبحت اليوم ذات فروع ممتدة في كل امارات الدولة حيث تتمتع البلاد بكل مغريات الهدوء والأمان والاستقرار والمحفزات والتنافس الشريف ما يسهم في تحقيق الأرباح الممتازة في كافة المجالات الاستثمارية.