أطلقوا عليه لقب ” أبو الفنون ” وقالوا عنه ماقالوا من المقولات الخالدة ومن أبرزها :(اعطني مسرحا اعطيك شعبا مثقفا ) لانه جزء لايتجزا من ضمير الأمة ، وكيانا ماثلا ينبض بحياة المجتمع وثقافته .
خشبة المسرح في منطقة الباحة لاتهتز كثيرا تحت أقدام رواده وهواته رغم كثرتها وانتشارها ، وستارته تبدو بالية من كثرة الوقوف ومكبلة بحبائل الهجر فهو يصمت طويلا ثم ينطق بتمتمات لاتكاد تسمع فكيف يكون ضميرا متكلما عن مجتمع أو وطن؟
من إحدى مقاعد الحضور أمام إحدى المسرحيات الشبابية الخجولة التي قدمت على خشبة مسرح في الهواء الطلق في وسط المدينة ؛ استقرانا بعض أسئلة من وجوه الحاضرين المتعطشين لوجود مسرح يشع بالإبداع في منطقتهم ؛ ذلك أن الاجتهادات المسرحية اليوم لا تعدو كونها مشهدا قصيرا على هامش مسرحية ملحمية ؛ في الوقت الذي تحتشد في المنطقة مواهب فنية ملفتة تعد بمثابة الحلقة الأقوى في تألق المسرح فيما لو حظيت باهتمام كبير :
من هنا توجهت صحيفة اضواء الوطن بجملة تساؤلات لعدد من أساتذة المسرح ورواده ضمن تحقيق صحفي عن ” غياب المسرح في منطقة الباحة” :
أين تجد المسرح من خارطة الفنون بالباحة ؟
ابتداء تحدث إلينا الكاتب والمخرج المسرحي القدير الأستاذ محمد ربيع قائلا : إن المؤسسات الثقافية بالباحة تجتهد في إعطاء المسرح حيزا مناسبا على خارطة الفنون بيد ان هناك عوائق تحول دون ذلك. فيما ذكر المخرج المسرحي الأستاذ ناصر العمري أن المسرح متأصل في وجدان عشاقه ولكن حضوره بين الفنون متذبذبا بتذبذب المساحات والدعم الذي يحضى به . وقد شاركته الكاتبة المسرحية الأستاذة سحر عسيري حيث وصفت المسرح بالحاضر الغائب في ظل وجود مواهب فنية تزخر بها الباحة ولكن البحث لايزال جاريا عن من يجعل له حضوره الزاخــر . أما الفنانون عبدالله ال حيان و صالح شري وسعيد الزهراني ووائل الزهراني ( عويد ) فقد أجمعوا على غياب المسرح عن مواهب الموهوبين في الباحة مما حدا بالبعض إلى اليأس أو الهروب إلى بيئة مسرحية عامرة .
وعن سؤالنا عن أسباب سبات النشاط المسرحي
ذكر الأستاذ ربيع أن هناك أربعة أسباب رئيسية هي : التمويل – ندرة الممثل الجاهز – غياب الاستراتيجيات – عدم وجود مسارح في المحافظات للتدريب والعروض . أما الكاتب العمري فأوعز ذلك إلى غياب الجهة الراعية مما أنتج قلة الدعم وتضاؤل النشاط المسرحي إلا أنه ذكر سببا مهما وجوهريا وهو عدم قدرة أبناء الباحة على تشكيل جماعة مسرحية .فيما شاركته الرأي الكاتبة العسيري ملفة النظر إلى غياب المبادرات واللقاءات في هذا الجانب اما الفنانون فقد اكدوا مجددا غياب الدعم الذي أدخل النشاط المسرحي في نوم عميق .
وعن كيفية خلق مسرح جاذب للفنانين والمشاهدين :
اقترح الاستاذ محمد ربيع أن تتبنى جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي عرضا مسرحيا لكل منهما ويكلف مديرا لكل عرض يكون مهتما بالمسرح مهمته تجهيز نص وفريقا ومخرجا . فيما عادت الأستاذة سحر لتؤكد أهمية الدعم لخلق مسرح جاذب . أما الفنانون فلم يذهبوا بعيدا عن محور الدعم وتبني المواهب . ومن جهته عبر الأستاذ ناصر بقوله : حين يوجد مشروع مسرحي متكامل وكيانات حاضنة تستوعب الطاقات وتوظفها سنجد الطريق نحو مسرح متجدد وفاعل .
وعن الدور الذي يمكن أن يلعبه معهد “ثقف” لإعادة المسرح الباحي للحياة :
أكدت العسيري أن المعهد لازال في بداياته ولكن الدور الأكبر يجب ان يكون من ابناء المنطقة في المطالبة بعقد دورات ولقاءات مسرحية . أما الكاتب الربيع فاكتفى بالقول: إن هذا السؤال يوجه للقائمين على المعهد وعلى الجمعية والنادي تحديدا ماذا لديكم للمسرح في الباحة ؟ فيما أبدى ناصر العمري تفاؤله بالمعهد في ظل توجهات وزارة الثقافة الحديثة ملمحا إلى أن المعهد لم يقدم مايقنعنا إلى الآن .
ومن هنا فإن صحيفة اضواء الوطن تحمل تساؤلات وأماني وأحلام كل كاتب ومخرج وفنان في هذا التقرير وكل شغوف بالمسرح عموما وبعودة المسرح الحقيقي في الباحة . تحمل كل ذلك وتضعه على طاولة كل مسؤول عن الثقافة ابتداء من سمو وزير الثقافة وانتهاء باصغر كومبارس خلف الستارة .