تقدم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عدداً من الخدمات المتكاملة لضيوف الرحمن، وسط منظومة شاملة شرعية وإدارية وهندسية، محفوفة بالأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان – بفضل الله تعالى – ثم بفضل العناية التي توليها حكومة المملكة العربية السعودية، من بين هذه الخدمات نقل الأذان والإقامة بجودة صوت عالية نسبة الخطأ فيها معدومة، ينقل الأذان بـ 24 صوتاً من داخل الحرم المكي ليعانق السماء ويصل إلى أفئدة المسلمين في جميع أنحاء المعمورة، عملية يديرها هندسياً 140 موظفاً مؤهلينً تأهيلاً عاليًا، ينظمون الصوت لـ 7000 سماعة داخل الحرم المكي، يفتحون مكبرات الصوت بمآذن المسجد الحرام لرفع الأذان والإقامة، وتغلق مكبرات المنارات أوقات الصلاة لعدم التشويش على المساجد المجاورة للحرم المكي.
مكبرية الحرم المكي
إِحْدى هذه الخدمات (مكبرية الحرم المكي)، منظومة تدار وفق عمل مؤسسي منظم شرعي وإداري وهندسي، فحول التنظيم الشرعي والإداري داخل المكبرية، وقال مدير إدارة شؤون الأئمة والمؤذنين بالرئاسة العامة الشيخ وحيد بن محمد النحاس في لقاء مع إدارة الإعلام والاتصال بالرئاسة أن عدد مؤذني المسجد الحرام (24) مؤذنًا جميعهم من أبناء مكة المكرمة وهم ( على بن أحمد ملا، ونايف بن صالح فيده، ومحمد بن علي شاكر، وماجد بن إبراهيم العباس، وتوفيق بن عبدالحفيظ خوج، ومحمد بن يوسف مؤذن، وفاروق بن عبدالرحمن حضراوي، وعصام بن علي خان ، وأحمد بن يونس خوجه، وحمد بن محمد دغريري، وسعيد بن عمر فلاته، ومحمد بن أحمد مغربي، وعماد بن علي بقري، وهاشم بن محمد السقاف، وحسين بن حسن شحات، ومحمد بن أحمد باسعد، وسامي بن عبدالرحيم ريس، وسهيل بن عبدالملك حافظ، وعبدالله بن أحمد باعفيف، وإبراهيم بن عادل مدني، ومحمد بن علي العمري، وأحمد بن علي نحاس، وتركي بن طلال الحسني)، والمؤذن المكلف بالأذان يتواجد قبل رفع الأذان بساعة داخل المكبرية، ولكل صلاة يوجد مؤذن، وملازم، ومؤذن احتياط، يقوم المؤذن برفع الأذان والإقامة والتبليغ (ترديد تكبيرة الإحرام وتكبيرات الركوع والسجود والتسليمتان بعد الإمام)، أما الملازم فيقوم بالنداء للصلاة على الجنائز ويستطيع معرفة معلومات الجنائز من خلال شاشة الجنائز الموجودة داخل المكبرية، وترتبط بشكل إلكتروني مع وحدة الجنائز، أما المؤذن الاحتياط فالغرض من وجوده هو القيام بأعمال المؤذن أو الملازم في الحالات الطارئة لا قدر الله.
المقامات الحجازية
وذكر النحاس أن الأذان في المسجد الحرام يرفع بالمقامات الحجازية ويوزع المؤذنون على ست فترات هي (أذان الفجر الأول، الأذان الثاني لصلاة الفجر، أذان الظهر، أذان العصر، أذان المغرب، أذان العشاء) كل مؤذن يرفع أذانًا واحد فقط في اليوم ولا يكرر.
شاشات بين الإمام والمؤذن
وعن التجهيزات الفنية داخل المكبرية قال النحاس: يوجد داخل المكبرية إضاءة التنبيه بالون الأحمر يتم إضاءتها آليًا قبل موعد الأذان بدقيقة ليستعد المؤذن لرفع الأذان والوقوف، وساعتان لمعرفة دخول الوقت، وشاشة لمتابعة الإمام أثناء تأدية الصلاة يتم الاعتماد عليها في حالة انقطاع صوت الإمام عن المؤذن، وشاشة متابعة الجنائز، وجميع هذه الشاشات تعمل على بطاريات أساسية واحتياطية وبطاريات طوارئ، والمؤذنين والعاملين في إدارة الأئمة والمؤذنين متدربون تدريبًا عاليًا على كيفية التعامل مع هذه الأجهزة، كما أن المكبرية معزولة عن الأصوات الخارجية لعدم التشويش.
فيما ذكر النحاس أن فترات الأذان توزع بين المؤذنين حسب الاتفاق بينهم، فكل مؤذن يختار الوقت المناسب له، ويتم توزيع الفترات بشكل أسبوعي، ويعلن عن التوزيع من خلال حساب شؤون الأئمة والمؤذنين في تويتر التابع للإدارة، والقنوات الإعلامية التابعة للرئاسة العامة.
الهندسة الصوتية
تقع المكبرية هذه الفترة في موقعها المؤقت في المسعى إلى أن يتم الانتهاء من أعمال التوسعة وتنتقل إلى مكانها الرئيسي في صحن الطواف جنوب الكعبة المشرفة فكلما رفع صوت الحق ونادى المنادي (حي على الصلاة، حي على الصلاة) تسابقت مسامع المسلمين إلى سماع الأذان في المسجد الحرام فمنهم من يستمتع بصوت مؤذن المسجد الحرام من داخل الحرم المكي إما عن طريق مكبرات الصوت الموزعة داخل المسجد أو ساحاته أو عن طريق (13) مئذنة، ومنهم خارج المسجد الحرام موزعين في جميع أنحاء المعمورة يستمعون له عبر عدد من القنوات التي خصصتها الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الإلكتروني للرئاسة وتطبيقات الجوال، أو من خلال الإذاعة أو التلفاز أو غيرها بنقل مباشر ودقيق بجودة صوتيات عالية نسبة الخطأ فيها معدومة، تديرها كوادر وطنية مؤهلة تأهيلا عاليًا في أنظمة الصوتيات والهندسة والبرمجة فحول الهندسة الصوتية داخل المسجد الحرام يقول مدير إدارة التشغيل والصيانة المهندس عمار بن محمد الأحمدي أن نظام الصوت من الأنظمة الحساسة جداً داخل الحرم المكي ويقوم النظام على نظام صوتي أساسي ونظام آخر احتياطي ونظام ثالث للطوارئ، ولدينا غرفة تشغيلية لضبط الصوت داخل المكبرية، مرتبطة بشكل مباشر مع نظام الصوت الأساسي والذي يوجد فيه (20) مكبر صوت أساسي، ونفس العدد يوجد في النظام الاحتياطي، وأيضا (20) مكبر صوت في نظام الطوارئ، كما أن ميكرفونات نقل الصلاة والأذان للإمام تتكون من (9) ميكرفونات (لواقط) عند الإمام موزعة كالتالي: ثلاثة في رأس الحامل وهي مخصصة للتلاوة، واحد منها أساسي لنقل الصوت، والثاني احتياطي في حال تعطل الأساسي، والثالث للطوارئ في حال حدوث خلل في الأول والثاني مع بعض، والثلاثة الميكروفونات الموجودة في منتصف عصا الحامل مخصصة للركوع وهي أساسي واحتياطي وطوارئ ومثلها الميكرفونات المخصصة للسجود في أسفل الحامل، وعدد (6) ميكرفونات على الحامل المخصص للمؤذن.
وقال الأحمدي عدد السماعات الموزعة داخل المسجد الحرام وساحاته والمناطق المجاورة له (7000) سماعة، وجانبها نفس العدد سماعات احتياطية، يتم التحكم فيها من خلال مكسر رقم (1) و (2) بالمكبرية، ومكسر رقم (3) و(4) في غرفة الكونترول الرئيسية.
كما أكد الأحمدي أن أنظمة الصوت في الشوارع المجاورة ومآذن الحرم المكي تستخدم لها الهورنات ليسهل التحكم في عملية الصوت إما بتخفيضها أو رفعها أو إغلاقها، لأن الشوارع والممرات المجاورة للمسجد الحرام يكون فيها كثافة مصلين خلال فترة شهر رمضان والحج ونحتاج إلى إيصال الصوت لهم أثناء الصلاة، أما في الأيام العادية فتغلق ولا تستخدم لأن المصلين يكونون داخل الحرم المكي وساحاته.
وذكر الأحمدي أن مكبرات الصوت في مآذن المسجد الحرام لا تستخدم إلا لنقل الأذان والإقامة فقط وتغلق أوقات الصلاة لمنع التشويش على المساجد المجاورة للمسجد الحرام أثناء الصلاة، وأن عدد العاملين في إدارته عددهم (140) شخصاً، موزعين على غرف الصوت، غرفة الكونترول الرئيسية في بدروم الملك فهد، وغرفة المسعى، وغرفة المكبرية، وغرفة السطوح، كما يقومون بنقل حلقات الدروس التي تقام في رحاب المسجد الحرام، وضبط الساعات الموزعة داخل الحرم.