تُعدّ المكتبات العامة مصدر من مصادر ثقافة الشعوب والأفراد ، وقد تطوّرت وتنوّعت على مر السنين ، ولا تقتصر دورها في تقديم الكتب الورقية فقط بل تجاوز ذلك وأصبح تقدم خدمات إلكترونية وتقنية حديثة يمكن من خلالها توفير كل مانحتاج إليه من معلومات بكل سهولة ويسر .
وعلى الرغم من الجهود التي يقوم بها القائمين على المكتبات العامة ، إلا أنها ما زالت تعاني من ضعف في تفعيل دورها الثقافي والأدبي ، وضعف في عدد الزوار .
ولتسليط الضوء أكثر حول أسباب ذلك والحلول الممكنة تجاهها ، زارت صحيفة “أضواء الوطن” مدير المكتبة العامة بجدة الأستاذ “محمد عمر” وأجرينا معه الحوار التالي :
المكتبة والكتاب جزء من تراثنا وثقافتنا العربية ولها مفاهيم واسعة ومتنوعة . كيف يراها الأستاذ محمد عمر ؟
إن أول ما نزل من القرآن كلمة ” إقرأ ” فالقراءة غذاء للروح والفكر فبها ترتقي العقول وتزدهر الأمم ، والمكتبة لها دور أساسي في حفظ الوعاء في كافة أشكاله وإتاحته لجميع القراء للوصول إلى المعلومة بأسهل الطرق وأيسرها .
حدثنا عن أقسام المكتبة، وماذا تقدم للقارئ ؟
تتكون المكتبة من عدة أقسام وهي كالتالي :
1-قسم الإجراءات الفنية :
(أ)التزويد . (ب)الفهرسة والتصنيف .
2-الكتب العامة .
3-المراجع .
4-مكتبة المرأة .
5-مكتبة الطفل .
6-قاعة الإنترنت .
7-الدوريات .
8-الإعارة .
9-التصوير .
وجميع هذه الأقسام وجدت لخدمة القارئ ، إضافة إلى الإحاطة الجارية التي وجدت لإخطار الرواد بما وصل حديثا من إصدارات.
هل لازال الكتاب خير جليس ؟
نعم للبعض ، ولكن في ظل التطورات المتسارعة للتقنية الحديثة جعلت هذه العبارة في منحى آخر ، فأصبح الكتاب المسموع متداول وله جمهوره إذ يمكن سماعه في أي مكان ووقت .
في السنوات الأخيرة أصبح الإقبال على المكتبات العامة ضعيف بشكل ملحوظ . ماتعليقك ؟
نعم الإقبال ضعيف على المكتبات بأنواعها المختلفة ، والسبب في ذلك سهولة الوصول إلى المعلومة في وجود التقنية الحديثة دون الحاجة بالرجوع إلى المكتبة .
وهل لموقع المكتبة دور في ضعف الحضور ؟
ليس للموقع أي علاقة في قلة رواد المكتبة ومن يبحث عن المعرفة والمعلومة سيبحث عنها في كل مكان ، والمكتبة تقع في أرقى أحياء مدينة جدة حين إنشائها آنذاك .
ماهي خططكم المستقبلية لجذب القارئ وعودة الروح للمكتبة العامة بجدة ؟
نعمل على تزويد المكتبة بالإصدارات الحديثة ، وبناء شراكات مجتمعية مع الجهات ذات العلاقة لتقديم برامج وندوات ومحاضرات وورش تدريبية ثقافية متنوعة تقدم بالمجان مواكبة للتطورات المتزايدة لإيصال المعلومة للمستفيد في قوالب متعددة .
وقد قامت المكتبة بالفعل بعمل ورش تدريبية ثقافية متنوعة في مجالات الصحة والقانون والاقتصاد والإدارة والتقنية وتطوير الذات ، إضافة إلى ما تم إنجازه من شراكات في وقت سابق ، وقريبًا سيخصص ركن خاص في المكتبة بكل ما يتعلق بمدينة جدة وسيرى النور قريبًا إن شاء الله .
مانوعية التدريب المهني الذي يقدم للعاملين بالمكتبة ؟
يتم تدريب جميع العاملين في المكتبة في جميع المجالات وحسب الاختصاص ، وتنفذ جميعها في معهد الإدارة العامة وتهدف إلى تطوير أداء العاملين في المكتبة بما يواكب التطور الذي تشهده مملكتنا الغالية مع رؤية 2030 .
هناك اعتماد كبير على الكتاب الإلكتروني ، ماهو دور المكتبة العامة بجدة في توفير الكتب الإلكترونية ؟
تم تفعيل المكتبة الرقمية وإتاحتها للمستفيدين داخل المكتبة ، كذلك المكتبة في صدد توفير بعض منصات الكتب الإلكترونية .
بعض المكتبات تعاني من الإعارة ، برأيك ما الأسباب ؟ وكيف يمكن حل هذه المشكلة ؟
خوفا من ضياع بعض الكتب أو تلفها عند استعارتها من قبل الرواد ، مما يتطلب وضع الاشتراطات اللازمة للحفاظ على الكتب ، كذلك وجود الكتاب الإلكتروني أسهم في تقليل عملية الإعارة لسهولة تحميله على شتى الأجهزة الحديثة .
هل هناك إقبال من زوار المكتبة على نوع معين من الكتب ؟
بحسب ميول الزائر ورغباته وإن كان في الآونة الأخيرة أصبح الإقبال أكبر على الرواية والقصة القصيرة ، إضافة إلى كتب التنمية البشرية .
ماذا ينقص المكتبة العامة بجدة ؟
دعم المؤلفين وتزويدهم لها ببعض النسخ من إصداراتهم .
كلمة أخيرة نختم بها الحوار ؟
أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لكم ولكل متابعي صحيفة أضواء الوطن .