نشرت صحيفة “كلارين” الأرجنتينية تحقيقا من السعودية وصفت فيه كيف توهجت وقت الغروب ساحة الحفلات الموسيقية الجديدة وسط الصحراء في العلا، عندما كانت تعزف أوركسترا صينية مقطوعة غربية كلاسيكية، حيث طافت النوتة الموسيقية الهادئة أرجاء المسرح المفتوح.
وجاءت الحفلة الموسيقية كجزء من مجموعة عروض قدمها الفنانون أندريا بوتشيلي وياني وماجدة الرومي هذا الشتاء في المملكة العربية السعودية.
وأكدت الصحيفة الأرجنتينية أن هذه الحفلات أسهمت في صورة السعودية كبلد مختلف تماماً عن البلد الذي كان هدفاً للانتقادات المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين السعوديين يحاولون الآن دعم صناعة السياحة والثقافة في المملكة، معتبرةً أنه “لم يكن من الممكن الاحتفال بحدثٍ كهذا في سنواتٍ سابقة”.
وأضافت الصحيفة: “يركز المسؤولون على بلدة العلا القديمة، وهي منطقة واقعة غرب البلاد كانت بمثابة مفترق طرق للتجار بين إمبراطوريات البحر الأبيض المتوسط والموانئ الواقعة على طول خليج عدن”. وأشارت إلى أنه التاريخ الثري والمواقع الأثرية في تلك المنطقة لطالما أبهرت الملك سلمان.
وتُعد مدائن صالح أو الحِجر جوهرة التاج للمنطقة، وهي مجموعة مكونة من أكثر من 100 مقبرة مثيرة للإعجاب منحوتة في الجبال، ويعود تاريخها إلى ألفي سنة.
وبحسب الصحيفة، ذكر مسؤولون أنه حتى أوائل فبراير/شباط الماضي حضر ما لا يقل عن 30 ألف شخص، فعاليات مهرجان طنطورة في العلا. وكان قد انطلق المهرجان في 20 ديسمبر/كانون الأول، واختُتِم في 23 فبراير/شباط.
بدوره، قال عبد الله الخليوي، مدير التنمية الاقتصادية في الهيئة الملكية، إن المهرجان “سمح لسكان مدينة العلا بعرض منطقتهم للعالم بكل فخر”.
من جهته، قال حسين إيبش، الباحث في “معهد الخليج” بواشنطن والخبير في سياسات دول الخليج العربي، إن الجزء الخاص بالترفيه في رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “كبيراً جداً، ويُشكّل إعادة إدخال ثوري للترفيه إلى المجتمع”.