أعلن الجيش اليمني- اليوم السبت- أنّ ميليشيا الحوثي الانقلابية ارتكبت 1062 خرقًا منذ «هدنة الحديدة»، التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في شهر أغسطس الماضي.
وأفاد مصدر عسكري- في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية-، بأنّ خروقات الحوثيين المدعومين من إيران، أسفرت حتى السادس من فبراير الجاري، عن مقتل 72 مدنيًا وإصابة نحو 469 آخرين، وجراحات بعضهم خطرة، مؤكدًا أنّ الخروقات مستمرة بمختلف أنواع الأسلحة، وتستهدف منازل السكان والأماكن العامة، ومواقع الجيش الوطني.
وأضاف المصدر: «الميليشيات الإرهابية مستمرة في تصعيدها؛ حيث استهدفت في وقت سابق البعثة الدولية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والمسؤولة عن إعادة الانتشار؛ إضافة إلى قصفها مخازن الغذاء في المدينة»، داعيًّا مكتب المبعوث الأممي مارتن جريفيث، إلى اتخاذ الخطوات اللازمة والجدية، من أجل الضغط على ميليشيا الحوثي الإرهابية، للتوقف فورًا عن هذه الانتهاكات والخروقات، والالتزام بالاتفاق الذي تقوده الأمم المتحدة بشأن الحديدة.
وتواصل الميليشيات الحوثية انتهاك اتفاق السويد الموقّع في 13 ديسمبر الماضي، وتضمّن بنودًا على الوضع في الحديدة، منها إعادة انتشار للقوات من موانئ الحديدة والصليف، ورأس عيسى ومدينة الحديدة، إلى مواقع متفق عليها خارج المدينة والموانئ، وإزالة جميع المظاهر العسكرية المسلحة في المدينة، وإنشاء لجنة تنسيق إعادة انتشار مشتركة ومتفق عليها برئاسة الأمم المتحدة، وتضم أعضاء من الطرفين، لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار.
كما تسبّبت الانتهاكات الحوثية في نزوح عشرات العائلات في مناطق مختلفة بالحديدة، جرّاء استهدافهم من قِبَل الميليشيات بشكل يومي، بمختلف أنواع الأسلحة والقذائف. وفي منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، نقلت وسائل إعلام محلية عن أحد النازحين قوله، إنّهم قرروا الخروج وترك منازلهم دون أن يأخذوا معهم أمتعتهم، أو مواد غذائية؛ وذلك للنجاة بأرواحهم وأرواح النساء والأطفال، الذين أصبحوا عُرضة للاستهداف بالقذائف التي تطلقها الميليشيات على منازلهم ليلًا ونهارًا.
وسياسيًّا، أجهضت ميليشيا الحوثي محاولات تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة، لتثبت رغبتها الجارفة في تصعيد الأزمة في البلاد، وتكبيد المواطنين أثمانًا فادحة، وذلك بعدما انتهت الاجتماعات التي عقدتها لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، بقيادة الجنرال مايكل لوليسجارد، دون التوصل إلى خطوات عملية لتنفيذ اتفاق السويد.
ومنذ انقلابها على الشرعية، لم تتوقف الميليشيات الحوثية الموالية لإيران عن ارتكاب أفظع الجرائم ضد الشعب اليمني، بين قتل وتعذيب واختطاف واعتقال تعسفي، وتجنيد للأطفال وحصار للمدن، وتفجير للمنازل.
وفي العام الماضي فقط، بيّن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أن أكثر من 1200 مدني قتلوا، وأصيب مثلهم بنيران ميليشيا الحوثي، وبسبب ألغام فردية وعبوات ناسفة زرعها الانقلابيون عشوائيًّا، قتل 200 مدني بينهم 30 طفلًا، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 100 مدني، فضلًا عن أكثر من 30 حالة إعدام خارج إطار القضاء، وقتل الميليشيات مثلهم تحت التعذيب، فضلًا عن اعتقال واختطاف قرابة ألف مدني بينهم 40 طفلًا، معظمهم في صنعاء، إلى جانب نحو 200 حالة تعذيب في السجون السرية، التي تشرف عليها ميليشيا الحوثي في عدد من المحافظات.