معلمٌ، وواجهة حضارية ، شامخة تختزل التاريخ ، وتحتفظ بالذكريات ، وهي شاهدةٌ على العصر ، حيث تتميز منطقة الباحة بعشرات القلاع والحصون والتي مازالت تقاوم عوامل التعرية والظروف المناخية والزحف الجائر للمساكن الحديثة رغم مرور حُقب الزمن ، فهذه الحصون تُبنى بشكل هرمي ذو فكرٌ معماري وهندسيٌ بارع ، مزخرفة بأحجار المرو لتزيد المبنى رونقاً جميلاً ، كما أنها تتكون من ثلاث طوابق أو أكثر وفي سقف الهرم تُوضع أحجارٌ بارزة لتكون بمثابة الحماية لهذه الحصون من تسلّق اللصوص وكبرج للمراقبة للنواحي الأمنية في الحروب والثأر والمنازعات ومتابعة اللصوص وحماية المزارع ، كما أن التركيب الهندسي لهذه الحصون يلائم الظروف المناخية للمنطقة ، ففي الشتاء يحتفظ بالدفأ وفي الصيف تكون طقسها مناسباً وذلك نظراً لوضع نوافذاً ومسامات وتجويفات داخل جدران الحصون بحيث توفر دخول الهواء بصورة يلائم كل فصل من فصول السنة .
هذا وتفردت قرية الباحة التراثية بالجنادرية بالحصون التي تُحيط مدخلها في منظرٍ مهيب وحُللٌ باهيةٌ أعطت زائرها إيحاءً أنه يلجُ بالفعل إلى أعماق التاريخ في أزهى معانيه .