تابع مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان( hritc ) نتائج مشاورات السويد التي اختتمت أمس الخميس والمركز إذ يحيي الموقف الإيجابي لممثلي الشرعية بالمشاورات ويثمن جهود الأشقاء والأصدقاء في دعم مسار المشاورات من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في اليمن فإنه يؤكد على أن أي سلام لا يقوم على العدل والإنصاف سيبقى مجرد محطة هدنة لحرب مستمرة.
وقال المركز في بيان له اليوم أن جوهر الحل يكمن في إنهاء أسباب الكارثة التي حلت في اليمن، منوها إلى أن الحرب والدعم الاقليمي لها لم تكن إلا مجرد نتيجة للسبب الرئيسي وهو المشروع الانقلابي لمليشيات صادرت مؤسسات الدولة واختطفت الوطن اليمني في لحظة غفلة وتراخي من قوى المجتمع التي هبت متأخرة ومعها المجتمع الدولي لوقف كارثة اليمن المستمرة.
ويذكر مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان بجوهر أساسي لأي حل قادم وهو حل قضية تعز.
فعدم إعطاء مشاورات السويد قضية تعز الإهتمام الكافي الذي تستحقه يجعلنا جميعا في حالة قلق على ما تم إنجازه في السويد.
لأن تعز كقضية ليست مسألة طارئة يمكن لأي مشاورات جادة تبحث عن حل لليمن أن تتجاهلها ولا هي حدث يمكن تأجيل النقاش حوله، فهي من حيث الجانب الإنساني تبقى أكثر محطات اليمن مأساوية ومعاناة وتعاني من أطول حصار عرفه التاريخ البشري المعاصر والذي يمتد الآن إلى ثلاثة سنوات وعشرة اشهر بالتمام ليبقى أكبر مأساة إنسانية عرفها اليمن والعالم أجمع.
ومن جانب الأهمية للحل السياسي ووقف نزيف الحرب وكلفتها البشرية فتعز تمثل مفتاح الحل لليمن من حيث موقعها وثقلها السكاني وتوسط موقعها في قلب اليمن وهي الجبهة العسكرية الأكثر كلفة بشرية وتعرض المدنيين فيها لحرب أقرب إلى أن تكون حرب إبادة.
وعليه فإن مسار السلام الحقيقي لابد له أن يبدأ بهذه المحطة الأولى التي تمثل حجر الزاوية لأي خطة نستطيع البناء عليها، وبدون ذلك سيبقى كل إنجاز مجرد حلم يتبخر قبل سطوع حقيقة واقع مرير يعيشه اليمن.
اننا كمجتمع مدني نؤمن بالسلام وسنعمل من أجله ولكن لا يكمن السلام في أطروحات بعيدة عن الواقع وتقوم على أمنيات حالمة أو إرضاء لتقاطع مصالح إقليمية ودولية.
إن السلام لايكون فاعلا إلا عندما يكون جوهره العدل والإنصاف وإعلاء شأن القانون والحق، وأولى ملامح ذلك في اليمن هو إستعادة مؤسسات الدولة الشرعية وعودة مسار الحوار إلى مجرى الإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل
وفي إحترام الشرعية الدولية المتمثل في قرارات الأمم المتحدة، وإنصاف الضحايا الذين وقفوا ضد الحرب التي قادها إنقلاب لا يمثل إلا نفسه.
—
تم الإرسال من Gmail Mobile