كتب المحلل السياسي التركي ذو الفقار دوغان مقالاً نصّ عنوانه على العثمانية الجديدة تكلف تركيا 100 مليار دولار والنزيف مستمر ، موضحًا فيه خطأ سياسات أردوغان عند قيامه بـ “ثورات الربيع العربي ” مع دول المنطقة.
وبدأ دوغان مقالته التي تم نشرها في موقع” أحوال تركية” بالحديث عن سياسة أردوغان مع القضية الليبية ومساندته لما يعرف بتيار “الإسلام السياسي” الذي يمثله “جماعة الإخوان المسلمين” عوضاً عن مساندته لليبيا كدولة .
فبعد سقوط القذافي دعم أردوغان “المجلس الوطني الانتقالي “في ليبيا، وقام بتقديم دعم سيولة نقدية تقدر بـ300 مليون دولار، ولكن في السنوات الست الأخيرة انخرطت ليبيا في الحروب الأهلية وتغيرت المعادلات السياسية، فانقسمت ليبيا إلى فريقين، فريق تحت سيطرة حكومة الإخوان المسلمين في طرابلس، وفريق آخر مسيطر على الشرق وهو الفريق الأقوى لأنه يحظى بالدعم الغربي الروسي، وبذلك أخرجت تركيا من المعادلة، وخسرت الملايين وتعرضت مواقع الإنشاء التابعة للمقاولين الأتراك للنهب، بينما أُحرقت المعدات، وسقط مواطنون أتراك في الأسر وجرى ترحيل آخرين، وبذلك خسرت تركيا أكبر سوق خارجية للمقاولين الأتراك وأكثر من 600 شركة تركية كانت تشارك في مشروعات بقيمة 28.8 مليار دولار في ليبيا.
وفي سياق متصل، أشار المحلل السياسي دوغان إلى خسارة تركيا في العراق بسبب دعم طارق الهاشمي، النائب السابق لرئيس العراق، والذي غادر البلاد بعد اتهامه بتوجيه الجماعات الجهادية، حيث قامت بغداد بفرض حظر على البضائع التركية، وحُرم المقاولون الأتراك من مشروعات وعطاءات بمليارات الدولارات،كما خسرت تركيا سوق تصدير كانت في يوم من الأيام أكبر أسواقها.
كما أشار دوغان إلى حجم الخسائر التي تكبدتها تركيا بسبب سياسة إدراة أردوغان للقضية السورية والتي أدت إلى نهاية عمل تركيا في الأسواق السورية، والتي كان يصل حجم نشاطها قبل الحرب إلى نحو ملياري دولار. كما أنه أغلق أحد أهم مسارات 120 ألف شاحنة تركية كانت تعبر سوريا لتصدير البضائع لدول خليجية، ونتيجة لذلك، تضرر اقتصاد جنوب تركيا بشدة، ويقدر المراقبون حجم الخسائر في سوريا وحدها إلى نحو 50 مليار دولار، فضلاً عن الأموال التي أنفقت على اللاجئين السوريين والأموال التي أُنفقت على العمليات العسكرية التركية في شمالي سوريا والمساعدات المقدمة للمتعاونين السوريين في الجيش السوري الحر.
أما عن خسائر تركيا بسبب أزمتها مع مصر فقدرت بقيمة 15 مليار دولار في ست سنوات .
وهُنا تتكبد تركيا من الخسائر التي هزت الاقتصاد التركي بسبب أخطاء أردوغان في دفعه لأكثر من 100 مليار دولار في انتفاضاته بالربيع العربي مع دول المنطقة خلال سبع سنوات.