أدت الإصلاحات الهيكلية التى يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمتابعة من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى نهضة شاملة في كافة القطاعات، ولم تقتصر على مجالات الاجتماع والاقتصاد والتجارة فقط، بل تعدت ذلك وتخطته إلى الإصلاحات العسكرية والسياسية، مما أثار انتباه العالم وترقبه لكل ما يصدر عن المملكة صاحبة أكبر مكانة دينية في العالم الإسلامي، والتي تعد أكبر منتج ومالك ومصدر للطاقة في التاريخ.
رياح التغيير سريعة
إن العديد من الإصلاحات المعلن عنها منذ أن كشف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن «رؤية السعودية 2030» في عام 2016، ستُنفذ، وقال سام بلاتيس الرئيس التنفيذي لشركة MENA Catalysts لاستشارات السياسة العامة بالمنطقة، إن العديد من التغيرات الحكومية السعودية في الطريق منذ فترة طويلة، مضيفا أن إصلاح اقتصاد بحجم اقتصاد السعودية يشبه بدرجة كبيرة تحريك حاملة طائرات، وربما ليس من الحكمة أخذ انعطافات سريعا.
الحرب على الفساد
قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إن الحملة على الفساد التي أطلقتها الرياض (علاج بالصدمة) إذ كانت المملكة بحاجة له لاجتثاث (سرطان الفساد)، وأضاف: لقد عانى بلدنا الكثير من الفساد من الثمانينات وحتى الآن فبحسب خبرائنا، إن ما يقرب من 10% من جميع الإنفاق الحكومي يهدر بسبب الفساد، من أعلى المستويات إلى أسفل،وتابع ولي العهد: رأى والدي أنه لا توجد طريقة تمكننا من البقاء في مجموعة دول العشرين أو أن ننمو في ظل هذا المستوى من الفساد، في أوائل عام 2015، كانت أوامره الأولى لفريقه هي جمع كل المعلومات عن الفساد في الأعلى وعمل هذا الفريق لمدة عامين حتى جمع المعلومات الأكثر دقة ونجحنا في عودتها للخزينة السعودية.
تشجيع السياحة
سيتمكن السياح من زيارة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى، وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودي الأمير سلطان بن سلمان، قال: “إن المملكة ستصدر تأشيرات سياحية، وكانت التأشيرات مقصورة سابقا على الأشخاص المسافرين للمملكة من أجل العمل أو زيارة الأماكن المقدسة، وتطمح المملكة في تنمية السياحة؛ إذ أعلنت بالفعل عن عدة مشروعات، من بينها بناء سلسلة منتجعات سياحية على ساحل البحر الأحمر، وتسعى إلى زيادة عدد السياح من 18 مليون سائح عام 2016 إلى 30 مليون سائح سنويا بحلول عام 2030.
قيادة المرأة
الحظر الذي طال فرضه على قيادة النساء للسيارات انتهى وفقا للأمر الملكي الصادر في سبتمبر الماضي، ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تحفيز النمو وتمنح النساء دورا أكبر بكثير في الاقتصاد، وتبلغ نسبة النساء في القوة العاملة 22% فقط، وتعد «رؤية السعودية 2030» إلى رفعها لنحو 30%. ووضعت الحكومة هدفا بأن يكون 65% من الدخل القومي من القطاع الخاص، ومشاركة المزيد من النساء في العمل ستكون عنصرا رئيسيا.
إصلاحات حقيقية
تلك الإصلاحات كانت ومازالت محط أنظار العالم أجمع، لذلك قام الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس بزيارة مؤخرا إلى العاصمة السعودية الرياض ونشر مقالة مطولة من خلال الموقع الإلكتروني لجريدة واشنطن بوست، رصد فيها الإصلاحات السعودية التي وصفها بـ«الحقيقية». وفى بداية مقالته قال أجناتيوس، إنه لما سمع برسالة التحديث التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تساءل: هل هذا حقيقي؟ هل مقترحات الزعيم الشاب للتغيير تدعمها القيادة الدينية والجمهور في هذا البلد المحافظ؟
وأضاف الكاتب، أن التنبؤات الموثوقة عن المملكة العربية السعودية جعلت من المستحيل الحكم الصحيح على ما يجرى من الخارج ولكنني أستطيع أن أقدم بعض نقاط البيانات التي تم جمعها خلال رحلة هنا، إذ سمعت دعما قويا للإصلاحات من الشبان السعوديين الذين أجريت معهم مقابلات في الشارع، فضلا عن رجل دين مسلم كبير في السن.