يعد البن ثاني أهم منتج بعد البترول على مستوى العالم ولذلك اطلق عليه الذهب الأسود ويعتبر من السلع الأكثر تداولاً بعد النفط لكونها من أكثر المشروبات شعبية حول العالم بمختلف ثقافاتهم ويعد الدخل الاساسي لبعض الدول النامية الآسيوية والإفريقية .
ولزراعة هذه الشجرة يتطلب مناخاً مناسباً وتربة خصبة ووفرة في المياه وتتواجد هذه المقومات في قرى المنحدرات الغربية لمنطقة الباحة ( الاصادير ) والتي تتميز باعتدال المناخ ووجود العيون الجارية على مدار العام ، ومن اشهر هذه القرى قريتي العين والخلي الواقعة بالقطاع التهامي غرب منطقة الباحة وقد كانت القرى السابقة تشتهر بإنتاج البن العربي ذو الجوده العالية منذ القدم ومن الشواهد على ذلك وثيقة مؤرخة سنة 1060هـ أي قبل 380 سنة ذُكر فيها انتاج البن في القرى السابقة بكميات كبيرة .
” “أضواء الوطن ” التقت بالأستاذ عبدالكريم محمد الحداوي أحد المزارعين بإصدار الخلي والعين وذكر إن القرى السابقة كانت ولازالت تنتج البن العربي ولكن في الآونة الأخيرة انخفض إنتاج البن فيها بسبب نزوح السكان من هذه القرى إلى المدينة واستغنائهم عن زراعة البن وهو المنتج الاساسي لها ، وأضاف الحداوي انه يمتلك مدرجات زراعية تنتج الموز والمانجو والببايا وكذلك بعض المدرجات الفارغة التي تتحمل آلاف الشتلات من البن ولكن زراعتها قد يكلف الكثير من المال وخاصة توفير الشتلات والعناية بها ، حيث اصبح البن الآن من اغلى المنتجات بيعاً وانتشاراً وقد تصبح المملكة العربية السعودية مستقبلاً في قائمة الدول الأولى في إنتاج البن وهي منشأه الأصلي منذ مئات السنين. .
وقد ناشد الحداوي الجهات المختصة والشركات وعلى رأسها شركة ارامكو التي تبنت مشاريع استزراع البن في منطقة عسير بتبني مشروع إعادة إحياء المدرجات الزراعية في اصادير منطقة الباحة ، وأضاف أنه على استعداد بإيصال أي جهة وإطلاعهم على مميزات المواقع السابقة والتعاون معهم بما يُريدون املاً في الحصول على دعم لهذه المنطقة الحيوية المهدرة.