قال المهندس صالح بن علي القحطاني محافظ في كلمتة التي رفعها لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمناسبة اليوم الوطن في هذه الايام المباركة تكمل المملكة العربية السعودية عامها الثامن والثمانين منذ التوحيد من عمرها المديد بإذن الله وهو يمثل المدة الزمنية الممتدة بين اعلان توحيدها تحت اسم المملكة العربية السعودية الى يومنا هذا.
وأضاف: لقد كان ذلك الاعلان تتويجا لكفاح طويل قاد خلاله الملك الموحد لله ثم الموحد للوطن شعبه الوفي في كفاح استمر أكثر من ثلاثين عاما تمكن خلالها من تحويل الشتات الى وحدة امة انضوى تحت لوائها اغلب اجزاء الجزيرة العربية بمساحة تربو على مليوني متر مربع امتدت من الخليج العربي شرقا الى البحر الاحمر غربا ومن عرعر شمالا إلى جازان جنوبا ونتج عن ذلك ميلاد دولة حديثة قوية عزيزة لها مكانتها ووزنها وثقلها المحلي والاقليمي والعالمي على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والعسكرية بالاضافة الى ان لها دورا فاعلا في تحقيق الامن والسلم العالميين ليس هذا وحسب بل ان لها دورا اغاثيا وانسانيا لا يماري عليه احد تمثل في مركز الملك سلمان للاغاثة والخدمات الانسانية ناهيك عن خدمتها للحرمين الشريفين وزوارهما من الحجاج والمعتمرين فهي تبذل كل ما في وسعها من الجهود المادية والمعنوية لتحقيق ذلك فهي مهوى افئدة المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ما جعلها تتحمل بكل كرم واريحية مسؤولية القيام بكل ما يخدم الاسلام والمسلمين والدفاع عنهما على كافة المستويات.
نعم لقد حققت المملكة خلال الـ(88) عاما المنصرمة منذ توحيدها معجزة فوق الصحراء فالشتات تحول الى وحدة كلمة ووحدة وطن ونتج عنه امة لها مكانها المرموق تحت الشمس. كما ان الجهل حورب بالتعليم فمن وقت كان يندر فيه من يجيد الكتابة والقراءة الى ما نشاهده اليوم من انتشار للتعليم على كافة المستويات حتى اصبح عدد الطلبة والطالبات يربو على ستة ملايين طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم فالتعليم العام انتشر وعم حتى المراكز والهجر والتعليم العالي عم جميع المناطق حتى اصبح لدينا اكثر من 39 جامعة حكومية واهلية وذلك بخلاف الفروع والمعاهد التابعة لها او المستقلة عنها كما ان التعليم الفني والتقني اخذ دوره في منظومة التعليم اما الخريجون فهم من حمل ويحمل على عاتقه هذا البناء الشامخ وعلى الرغم من ان الكم في التعليم سبق الكيف بمراحل الا ان رؤية 2030 سوف يكون من اهم مرتكزاتها الاهتمام بالكيف وذلك ادراكا من ان التعليم هو الركيزة الاساسية في تقدم اية امة من الامم. اما المرض فقد حورب بنشر الوعي والتثقيف وبناء المستشفيات وتعميمها وبالعلاج المجاني ناهيك عن ارتفاع مستوى المعيشة.
اما الفقر فقد افاء الله على هذه الدولة المباركة من نعمة حيث اكتشف البترول الذي بعوائده تحقق كثير من الانجازات وما زال مستمرا كمصدر شبه وحيد للدخل ما جعلنا رهينة ذلك المصدر المهدد بالنضوب من ناحية، وبالتحييد من ناحية ثانية وبالاستغناء عنه من ناحية ثالثة وبعدم استقرار اسعاره من ناحية رابعة وهذه الامور وغيرها أدت الى اطلاق رؤية 2030 التي من اهم مقوماتها العمل على تعدد مصادر الدخل وبدء العد التنازلي للاستغناء عن البترول كمصدر وحيد للدخل مدركين ان استقلال الأمم منوط بتعدد مصادر دخلها وقوتها الاقتصادية ومستوى التعليم فيها.
وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وإلى أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد نائب أمير منطقة جازان وإلى الشعب السعودي الكريم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني، سائلاً – الله تعالى – أن يحفظ قادتنا وبلادنا، وأن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان ورغد العيش والأستقرار، ودام عزك يا وطن.