جازان - محمد النجمي :  

مع إشراقة شمس كل يوم جديد، يضرب جنودنا البواسل موعداً مع الشجاعة وقصة جديدة تستحق أن تروى وتكتب بماء الذهب ليحفظها التاريخ جيلاً بعد جيل ، الشهيد عبدالله وهو في لحافه الأبيض وعمره لم يتجاوز الأشهر التسعة استشهد والده ليعيش يتيمًا في كنف أعمامه ، حتى صدرت أوامر وزير الداخلية آنذاك بعد تخرجه من الثانوية بالعمل مكان والده بقطاع حرس الحدود بالحد الجنوبي، حتى أُصيب قبل ثلاثة أسابيع مع ثلاثة من زملائه في قطاع العارضة بجازان، جميعهم استشهدوا في الحال.
وقال يحي هادي شراحيلي ولد عم الشهيد لـ”أضواء الوطن” أصيب البطل يوم الثلاثاء 1438/11/23 ونقل عبر الإخلاء الطبي إلى الرياض لتلقي العلاج حتى توفي بعد 20 يوم من إصابته يوم الاثنين 1438/12/13 وتم نقل جثمانه هو وأهله جميعاً إلى بيته بجازان ودفن بقريته قرية الجعدية بنفس المقبرة التى دفن بها والده حيث شهد مراسيم تشييع جثمانه جموع غفيرة .
وقال:-لقد عرفت عبدالله من صغره حتى وفاته كان شاب ذو أخلاق عالية ويمتاز بطيبته وتواضعه وحبه لفعل الخير وبار بأمه ومحافظ على صلاته وكان يحب طفله محمد ومتعلق فيه ملازم له على الدوام
ولم يتهاون يوماً في تلبية نداء الواجب أو الدفاع عن وطنه والحفاظ على سلامة أراضيه وكانت أمنيته الشهادة وأن يكون من أهل الجنة فرزقه الله الشهادة وأصبح فخر عائلته وأهله وأهل قرية الجعدية أن يكون واحد منا شهيد فداء لهذا الوطن الغالي المملكة العربية السعودية أدام الله عزها وأمنها.
وكان حاضراً ‏موقف الشهيد البطل الجندي أول عبدالله محمد ناصر شراحيلي رحمه الله البطولي في كلمات زملائه في منزلهم بقرية الجعدية بجازان : «الرجال البواسل يقفون صامدين ضد أعداء الوطن، متسلحين بالإيمان قبل كل شيء ، وكل محاولات المعتدين ومخططاتهم تصطدم في جبل صلب متماسك لا يهزه ريح ، ولن تؤثر أعمال الأعداء الغوغائية في ثبات رجال الوطن وقوتهم ، والشهيد رحل مدافعاً عن الدين ، حامياً أرض الحرمين ، ومخلصاً لأمر الملك ، مؤدياً واجبه ، ولن ينسى الوطن هذه التضحيات ، ولن ينساه المواطنون من الدعاء» ، ‏وترك الشهيد خلفه ابنه «محمد» وابنته «وريف» ليرويا للأجيال القادمة بطولة والدهما بكل فخر واعتزاز.