حولت فاطمة عبدالله بوصلة مستقبلها ، من “الوظيفة الحكومية”، التي لطالما حلمت بها وهي على مقاعد الدراسة، إلى “الأعمال الحرة”، وذلك عقب حضورها الدورات التدريبية، التي أقامها برنامج “اصنع مهارة” التابع للقسم النسائي في لجنة التنمية الاجتماعية في حي الروضة، في المقابل، تمكن فيصل الزهراني من الوصول إلى حلول عملية مناسبة، لتعزيز مشروعه الخاص، من خلال تفعيل حسابات المشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، عندما حضر دورات مماثلة في البرنامج ذاته.
ويجمع المتدربون والمتدربات في برنامج “اصنع مهارة” في نستخته الـ13 على جدوى الاستفادة الكبيرة من الدورات التدريبية التي أقامها البرنامج، الذي انطلق قبل نحو 10 أيام، وقالوا إن “الدورات هذا العام، تجاوزت هدف شغل أوقات الفراغ بالنسبة للمتدربين، وباتت حافزاً لهم، لإعادة صياغة المسقبل، والاستعداد له بطريقة عملية ونفسية، مع اكتساب الخبرات اللازمة للبدء في مشاريع تجارية خاصة، تعتمد على الأفكار الإبداعية الخلاقة”.
ويهدف “اصنع مهارة” إلى تنمية وتطوير المهارات والقيادات لإعداد جيل تقني ومهني يساعد المملكة للسير قدمًا لمزاحمة الدول المتقدمة ، وتعمل جهات حكومية وخاصة على تبني تدريب وتطوير 2000 شاب وفتاة، من ضمنهم الأيتام وذوي الإعاقة في برامج صيفية، تنفذ خلالها حزمة من البرامج والفعاليات تجاوزت 30 برنامجًا تدريبًا ، ويواصل البرنامج، بالتعاون مع أمانة المنطقة الشرقية، وغرفة الشرقية، فعالياته، مستقطباً المتدربين والمتدربات، للانخراط في دورات تدريبية تحت إشراف مدربين من داخل المملكة وخارجها، ذوي خبرات عالية.
وأقر المتدرب محمد الغامدي بإنه حضر إلى معهد “اصنع مهارة” بهدف شغل فراغه، ولكنه استدرك: “أعجبني الدورات التدريبية التي شاركت فيها، وجعلتني أؤمن أن الإنسان يستطيع أن يغير طريق حياته الوحيد، ويسلك طرقاً أكثر لاختيار الأنسب منها”، مشيراً إلى أن “دورة التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، ألهمتني عدة أفكار لاستثمار هذه المواقع في مشاريع تجارية ناجحة، وهذا ما أنوي فعله”.
ومن جانبها، قالت المتدربة هيفاء محمد إنها أعادت النظر في قناعاتها بشأن المستقبل الوظيفي، وقالت: “كنت أنتظر التعيين في المؤسسات الحكومية، وهذا خطأ فادح، تنبهت إليه عندما حضرت الدورات التدريبية في “اصنع مهارة”، فاليوم أستطيع أن أوجد فرص عمل ناجحة لي، ويشاركني فيها قريباتي وصديقاتي، من خلال الاتجاه إلى الأعمال الحرة، التي تدربت عليها في المعهد”.
وقال نايف الهاجري المشرف العام على “اصنع مهارة”، إن البرنامج هذا العام، جاء مواكباً ومتماشياً لتطلعات رؤية المملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، بإعداد أجيال من الشبان والفتيات، يتم تأهليهم فنياً ونفسياً لتنفيذ متطلبات الرؤية، بالتفكير خارج الصندوق ، وتجاوز التقليد والمحاكاة للآخرين ، والحرص على الإبداع والتميز في رسم ملامح المستقبل.
وتابع الهاجري: “أثرت أهداف رؤية 2030 على اختيار نوعية البرامج والدورات التدريبية، التي تم اعتمادها في برنامج “اصنع مهارة” لهذا العام، لذا وجدت دورات عملية، استهدفت المتدربين والمتدريبات، وتتماشى مع احتياجات سوق العمل السعودي وما تتطلبه مستجدات العصر”.
من جانبها، وصفت نورة الفريج مديرة معهد “اصنع مهارة” النسائي حجم الاستفادة التي حققتها المتدربات من الدورات التدريبية بـ”الكبيرة جدا”. وقالت: “الحضور في القسم النسائي لهذا العام، كان لافتاً للأنظار، ولم يقتصر هذا الحضور على الطالبات فحسب، وإنما شمل رائدات وسيدات الأعمال وصاحبات المشاريع الصغيرة المتوسطة، وربات البيوت، وغالبية هؤلاء حرصن على تدريب أنفسهن للعمل في المشاريع الخاصة، مثل فن المكياج، وتغليف الهدايا، وتنسيق الورود، وغيرها من المشاريع التي تناسب المرأة، وقد أسعدني كثيراً أن أرى نماذج مشرفة من الفتيات، اللائي يمتلكن أفكاراً خلاقة، لإقامة مشاريع ناجحة جدا، ولكن البعض منهن ينقصهن رأس المال، والبعض الآخر ينقصهن التدريب على إدارة هذه المشاريع، وهذا ما حرصنا علي توفيره في برنامج “اصنع مهارة”.