زادت في الآونـة الأخـيرة ظهور حالات من الخوف ، والتي تعـتبر شكلاً من أشكال القـلق ” Anxiety ” ، والتي تتميز بحدوث نوبات الذعر ” الخوف ” المتكررة والمفاجئة والمصحوبة بأعراض متعددة.
وفي أغلب الأوقات لا يمكن التنبؤ بحدوث هذه النوبات من الذعـر أو الخوف رغم أنها قـد تحدث في مواقف محددة ، ونادراً ما تحصل لدى المرضى الذين تجاوز عمرهم الخامسة والأربعين ، وتتميز حالات الذعر ” الخوف ” الإضطراري بحدوث أعراض حيوية تشبه الأعراض المهددة للحياة كالخفقان والتعرق و إنطباق الصدر والإحساس بالإختناق وصعوبة التنفس والغثيان و الدوار و التنمل أو الرعاش ، ولذا فالعديد من الظروف الصحية أو الأمراض الطبية قد تشابه أعراض إضطرابات الذعر كالاحتشاء الحاد بعضلة القلب وفرط الغدة الدرقية ، والجلطات الرئوية أو القلبية ، عدم إنتظام ضربات القلب بأشكاله المختلفة أو إنخفاض معدل السكر بالدم أو الأعراض التي تحدث عند التوقف عن المسكرات ، ولذا يجب الأخذ بعين الإعتبار أهمية هذه الأعراض والتقييم الدقيق وعمل الفحوصات اللازمة للمرضى، وخاصة الذين تتجـاوز أعمارهم الخامسة والأربعين عاماً ، لإستبعاد الحالات العضوية الخطيرة والتي تتشابه أعراضها مع حالات الخوف الاضطراري.
وبشكل عـام وبعـد الوصول إلى التشخيص الصحيح لهذه الحالات يمكن إستخدام الـدواء والمعالجة النفسية والسلوكية مع المرضى الذين يعانون من هذه الإضطرابات ، وقد تم الكشف عن فعالية بعض الأدوية في الدراسات الطبية المختلفة ، وغالباً ما تؤدي إلى نتائج جيدة بعد أيام أو أسـابيع من بداية العلاج ، ولكن في كل الظروف يجب أن يكون العلاج تحت إشراف الطبيب المختص بالحالات العصبية والنفسية.
* أخصائي الأمراض الباطنية في قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الحمادي بالرياض ماجسـتير باطنيـة.