يحظى البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدويّة “بارع” باهتمام كبير من إدارة مهرجان أبها للتسوّق لما لهذا البرنامج من أهمية في دعم شباب وشابات الوطن وإبراز مواهبهم المدفونة وإظهارها للمجتمع بشكل مميّز وجميل , وحيث أن المهرجان يعتمد في سياسته وترتكز أهدافه على دعم أبناء الوطن وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتحقيق رؤية الوطن 2030م في توطين الوظائف ودعم الشباب السعودي .
ويُبرز موهبة وحرفية أعضاء “بارع” 20 ركناً مختلفاً في معارض النسخة 20 من مهرجان أبها للتسوق , كما تتنوّع المشاركات في هذه الأركان ما بين تصميم المجوهرات وصناعة المسابح والخواتم والفضيّات وفنون الديكوباج والرسم ثلاثي الأبعاد بالعجين والورق والطباعة على الأكواب والمجسّمات والرسم والتصوير الفوتوغرافي والإكسسورات النسائية والعطورات وكريمات البشرة .
التأهيل لسوق العمل
يتواجد في أحد أركان ” بارع ” مركز مختصّ للتدريب والتطوير بالتعاون مع مركز غصون الابتكار للتدريب النسائي الذي يقدّم عدة دورات تدريبية مدفوعة ومجّانية ومعتمدة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وتشمل التربية البدنية وإعداد المدرّبين وفنون التجميل وتطوير مهاراته والحاسب الآلي واجتياز المقابلة الشخصية , ويقوم المركز بتكوين قاعدة بيانات للزائرات من أجل التواصل في بعض الدورات المجانيّة التي يقدمها وتناسب مختلف الأعمار وتهدف إلى تأهيل الحرفيّات لسوق العمل ودعمهنّ بالخبرات العملية والدورات التدريبيّة التي تصقل مواهبهنّ وتنمّي مهاراتهنّ , وقد تم تجهيز ركن التدريب بعمل عدة حرفيّات باستخدام إعادة التدوير والطباعة والرسم .
هيرموسا
جذبت صفيّة الحديثي “دبلوم إدارة أعمال” زوار مهرجان أبها للتسوّق بالروائح الزكيّة التي تفوح من ركنها الخاص لتعانق ممرّات المعرض في أول مشاركة للحديثي بمنطقة عسير , وكانت بداية صفية في عالم تصنيع العطور بالشراكة مع إحدى قريباتها التي تميّزت في هذا المجال وتعلّمت برغبة وإصرار على أن تصبح لها ماركتها الخاصّة التي أصبحت مطلوبة على مستوى الخليج لتعرض هذا الإبداع السعودي في مهرجانات الكويت والإمارات , واختارت صفيّة ” هيرموسا ” ليكون اسماً لعطورها المميّزة وهو إسم ايطالي يعني “الجميلة” .
الخيار الصعب
توجّهت سمية الشهري إلى احترافية أدقّ في عالم التصوير الفوتوغرافي واختارت تخصّصاً غريباً ونادراً وصعباً حيث أنّها وظّفت إمكانيّاتها بهدوء وتحدّي في كونها مصوّرة فوتوغرافية للأطفال في بداية حياتهم “المواليد” ومصنّعة للمجسّمات لأيدي وأرجل الأطفال في برنامج معدّ لديها لتصوير بداية مشوار الحياة لدى الأطفال وتوثيق ذكريات الطفولة في الأشهر الأولى من عمر الطفل .
وعن صعوبة هذا الإختيار تحدّثت سميّة بأنها تعشق التحدّي والغرابة ولديها شغف وحب التصوير منذ الصغر وأصبحت تمتلك خبرة كافية للتعامل مع الأطفال في هذه الفئة العمريّة مع تهيئة مكان التصوير باستخدام الخلفيّات المناسبة لهذا التخصّص , وتعتبر سمية صاحبة أول استوديو منزلي خاص بتصوير المواليد وحديثي الولادة .
وذكر مسؤول البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية ” بارع ” بعسير الأستاذ يحيى مفرح بأن هذا البرنامج هو أحد برامج الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ويهتم بدعم الحرفيين والحرفيات بالمملكة ويوفر لهم منافذ بيع ، وحيث أنهم في كل موسم بشراكة مهرجان أبها للتسوق يقومون بالتنسيق مع إدارة المهرجان لتوفير عدد من الأجنحة لتكون منافذ ” بارع ” والتي كان عددها في العام الحالي ” 20 ركناً ” من الأشغال اليدوية المتنوعة ، وأضاف بأن هناك متابعة مباشرة من إدارتي البرنامج بعسير والمهرجان وذلك لتقديم كافة الخدمات التي تسهل لهم عرض مشغولاتهم وصناعاتهم اليدوية وتسخر لهم كافة الإمكانيات لتسويق منتجاتهم الحرفية ودعمهم على الاستمرارية ، وقدم مفرح شكره لإدارة مهرجان أبها للتسوق على توفير الخدمات والمتطلبات من احتياج حرفيات ” بارع ” لتكون في بيئة تسويق مميزة دائماً .