تجلت في أمسية فنون الباحة مساء أمس الأول صورة تكامل الفنون السمعية والبصرية والفلكلورية من خلال مشاركة ثقافية وفنية نوعية حضرها رئيس مجلس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عمر السيف ، واستعادت السرد عبر محاور عدة إذ انفتح الحوار من خلال حديث مطوّل عن رواية الروائي أحمد الدويحي ( البديل ) واستعادته للقرية إثر حنين جارف إليها كونه غادرها صغيراً ، وتناول متحدثون حساسية المجتمع القروي تجاه التناول الكتابي وتغاضيهم عن الشفوي وإن كان يلامس الشخصيات بأعيانها ويصرح بالأسماء، فيما نجح القاص عثمان سعيد في ملامسة وجدان الحضور من خلال قصته الفاتنة ( الكظامة ) القائمة على واقعية سحرية، ودور ولادته في بناء شخصيته عبر سرد فني لافت ، لم يتمالك فيها نفسه فبكى وأبكى، ولم تغب قصيدة النثر بصورها النابعة من عيون الإبداع إذ عزز الشاعر محمد خضر حضور هذا الفن من خلال نصوص مجموعته الأحدث ( صور ) وكانت القرية حاضر في نصوص ( غطرفة ) للشاعر عبدالعزيز أبو لسه ، فيما أكد القاص حسين محمد بن لادن قدرته الإبداعية من خلال أولى مشاركاته المنبرية إذ تلا مجموعة من النصوص الفاتنة لغة ومضامين.
وكان مسك الختام من الشاعر خالد بن جلسة في نص شعبي حداثي الصور والمعاني مستلهماً عصر الحزم والعزم. وعزز مستوى الأمسية الناقد الدكتور سعيد الجعيدي بورقته عن تأصيل القيم من خلال الإبداع وأثر الصورة في المجتمع وردود أفعاله تجاه الأعمال التلفزيونية والسينمائية.فيما شارك في الأمسية الروائي المصري محمد السيد الغتوري ، وعلّق عليها الكاتب محمد ربيع الغامدي، والدكتور عمر السيف، ومدير الفرع علي البيضاني، فيما أسهم الفنانان متعب سعيد، وعبدالله هتان بعدد من الأعمال الغنائية ، والعزف المصاحب للنصوص الإبداعية، ثم قدمت فرقة الباحة للفنون الشعبية فلكلور شعبي شارك به جميع الحضور بتواجد نخبة من شعار المنطقة .