أدانت رابطة الإعلام التنموي وهي مؤسسة حقوقية ومركز لرصد الإنتهاكات و ممارسات مليشيا الحوثي الإجرامية في اليمن وانتهاكاتها الجسيمة بحق أبناء محافظة الحديدة المدنيين الذين يتعرضوا لأبشع الممارسات القمعية والانتهاكات التي تشهدها المحافظة حاليا وتزداد حدة وتيرتها يوما بعد آخر مخلفة أعدادا كبيرة من الرجال والنساء والأطفال ضحية لها.
وتتابع الرابطة هذه الوقائع الإجرامية بقلق بالغ واستياء كبير كونها تهدد ملايين السكان في حياتهم وممتلكاتهم وخدماتهم وأمنهم واستقرارهم والمكفول لهم في حالتي السلم والحرب ، ويأتي على رأس هذه الانتهاكات والجرائم الجسيمة :
– اقتحام السجن المركزي وإحراقه ونقل عدد من السجناء إلى جهة مجهولة
ومنع من بقي منهم من الطعام والشراب.
– الدفع بالمدنيين إجباريا إلى جبهات القتال بمافيهم الأطفال.
– منع المدنيين من النزوح خارج الحديدة واحتجاز وسائل النقل التي تقلهم في أكثر من نقطة وإعادتهم إلى المدينة إجباريا للاحتماء بهم واستخدامهم دروعا بشرية.
– اعتلاء المباني والمنشآت المدينة السكنية وإطلاق المقذوفات والصواريخ من الأحياء المأهولة بما يشكل خطرا على حياة الساكنين نتيجة تحويلها إلى أهداف عسكرية وتعريضها للاشتباكات وإطلاق النار.
– حفر الطرق الاسفلتية داخل المدينة لأنشاء خنادق والتسبب في قطع شبكة المياه وعرقلة مرور الاحتياجات اليومية للأحياء نتيجة ذلك.
– القصف العشوائي وقنص المدنيين في المناطق التي يفقدون السيطرة عليها.
– منع الأهالي في مناطق النزاع من الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا.
– الاستيلاء على مخزون مواد الإغاثة واختطاف الموظفين العاملين في طواقم وكالات الاغاثة .
– تفخيخ المدارس والمنشآت العامة قبل انسحابهم .
ونحن إذ ندين هذه الانتهاكات الجسيمة المجرمة دوليا ندعو المنظمات الدولية والمحلية إلى الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المدنيين المعرضين لكل هذه الأخطار المهددة للحياة والحاطة بالكرامة والمعززة لتأزم الوضع الإنساني وجعله أكثر تعقيدا.
كما نطالب المنظمات الدولية والمحلية بتجنب الأعمال المساندة للمليشيا اوالتحيز لصالحها في الموقف ، فالوقوف إلى جانبها يعد وقوفا ضد الشرعية الدولية والمجتمع الدولي وقرارات وتوصيات مجلس الأمن والمنظمة الدولية وأمينها العام، وتجاوزا للأجماع الدولي بتصنيف الحوثيين كمليشيا أقدمت على اغتصاب الدولة ومؤسساتها في اليمن وانقلبت على النظام الشرعي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي تمثل الإرادة اليمنية الجامعة.
ونذكر أن ادعاء الحياد الذي يفضي إلى دعم ومساندة المليشيا منافي للأعراف والمرجعيات الدولية ويعد خرقا فاضحا لموجهات وقوانين عمل المنظمات في كل بلدان العالم وهي بهذا الخرق المهدد للمصداقية وعدم الانحياز وكافة قيم العمل الإنساني والحقوقي ترتكب جرما شنيعا لا تقل فداحته عن جرائم هذه المليشيا كونها توفر غطاء لممارسة هذه الجرائم وتسهم في إطالة أمد الحرب وتوفر الموارد الداعمة لاستمرار المليشيا وآلتها القمعية التي لا تتوقف.
إن الحياد السلبي في الجوانب الإنسانية والحقوقية أمر مهدد للقوانين الدولية السارية على المنازعات وعلى الأمن والسلم الدوليين خصوصا في محافظة الحديدة القريبة من ممر الملاحة الدولية المعرض لخطر تهديد واستهداف المليشيا وعلى الجميع أن يعي خطورة ذلك قبل اقدام المليشيات على ارتكاب جريمة في الممر البحري تفضي لزعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي وامن المنطقة والعالم .
إننا في رابطة الإعلام التنموي نعي جيدا خطورة المليشيا على الأرض والإنسان في هذه المحافظة على وجه الخصوص وفي غيرها أيضا ، واستنادا إلى رصد وقائع الجرائم الجسيمة التي تتزايد أعداد ضحاياها بشكل يومي وهو ما يستوجب التدخل العاجل لإنقاذ الناس المقهورين في هذه المحافظة والتخفيف من معاناتهم الإنسانية التي تسببت بها المليشيا.