تتجه أنظار أكثر من 20 مليون سعودي وسعودية الساعة السادسة من مساء اليوم الخميس إلى ملعب لوجنيكي بالعاصمة الروسية موسكو، لمتابعة أولى مباريات نهائيات كأس العالم 2018 التي تجمع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مع نظيره الروسي، بحضور قادة ومسؤولي الرياضة في الدول المشاركة بكأس العالم، وأكثر من 80 ألف متفرج، ناهيك عن أكثر من 7 مليارات نسمة في قارات العالم يتابعون هذا الحدث الكروي الكبير خلف الشاشات التلفزيونية.
ويشارك في بطولة كأس العالم بروسيا 32 منتخبًا لكرة القدم يمثلون 6 قارات في العالم، قسمت على 8 مجموعات تضم كل مجموعة أربعة منتخبات في المرحلة التمهيدية للبطولة تتناقص حتى تصل إلى نصف النهائي، فربع النهائي، فالمباراة النهائية، ويضم كل منتخب 23 لاعبًا تم اختيارهم ضمن القائمة الرئيسة للعب في البطولة بناءً على أنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”.
وتتميز العاصمة الروسية موسكو التي تستضيف الافتتاح ومباراة منتخبنا مع روسيا بأنها واحدة من أشهر مدن العالم التي تحولت إلى عاصمة نابضة، وتستضيف سنويًا 40 مليون سائح، ويسكنها أكثر من 130 جنسية يمثلون 12.3 مليون نسمة.
أما العاصمة السعودية الرياض فتشتهر بأنها من أعرق العواصم العربية والإسلامية، واختيرت عاصمة الإعلام العربي لعام 2018 / 2019، ويسكنها أكثر من 8 ملايين نسمة، منهم أكثر من 3 ملايين نسمة من جنسيات غير سعودية، وتحتضن أبرز المعالم العمرانية التاريخية والحضارية.
ويدرس في روسيا الاتحادية مجموعة من الطلاب السعوديين يقدر عددهم بـ 46 مبتعثًا بمن فيهم من يدرس على حسابه الخاص وفق ما ذكر الملحق الثقافي في تركيا وروسيا ودول البلقان البروفيسور مساعد بن عبدالمنعم العبدالمنعم ، مبينًا أنهم يتلقون تعليمهم في أعرق الجامعات الروسية مثل : جامعة الطب الأولى الحكومية في موسكو، وجامعة بافلوف سانت بطرسبرج الطبية، وجامعة موسكو التربوية، من ضمن 18 جامعة روسية موصى بها لدى وزارة التعليم في المملكة.
وفي المقابل يدرس العديد من الطلاب الروس في أعرق الجامعات الحكومية بالمملكة في تخصصات مختلفة لمرحلتي : البكالوريوس، والماجستير، بالإضافة إلى دراستهم في المعاهد الجامعية المخصّصة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
والمنتخب السعودي هو أول منتخب عربي وآسيوي يخوض مباراة افتتاح بطولة كأس العالم على مدى تاريخ البطولة الذي يعود إلى عام 1930م؛ حيث أقيمت أول بطولة في الأوروجواي، وذلك ضمن المجموعة الأولى في مونديال 2018 التي تضم إلى جانب منتخبنا : روسيا، ومصر، والأوروجواي.
وتعد مشاركة منتخبنا السعودي في النسخة الـ21 لكأس العالم في روسيا المرة الخامسة له في تاريخه الرياضي بعد أن حسم تأهله بفوزه على اليابان بهدف دون رد في الجولة الأخيرة من التصفيات التي أقيمت في الخامس من سبتمبر 2017 في جدة، ليكون بذلك أول المنتخبات العربية وصولًا لنهائيات كأس العالم في روسيا.
ويعود تاريخ بناء ملعب لوجنيكي الذي يحتضن يوم غد الخميس المباراة الوحيدة بين منتخبنا السعودي ونظيره الروسي إلى الخمسينات الميلادية، وسوف يستضيف المباراة النهائية لكأس العالم 2018 في 15 يوليو المقبل، ويتميز بوجوده في قلب المجمّع الأولمبي الذي تبلغ مساحته 145 هكتارًا، وهو من أكبر المجمعات الرياضية في العالم، وأعيد تجديد الملعب عام 2013م، فأُزيل منه مضمار ألعاب القوى.
وجرى تصميم مدرجات الملعب بطريقة إبداعية بحيث تكون قريبة من أرضية اللعب بينما رُكبت المقاعد لتكون مائلة قليلاً باتجاه المستطيل الأخضر، ورفعت القدرة الاستيعابية له من 78 ألف إلى 81 ألف متفرج، واستضاف الملعب على مدى تاريخه أكثر من 3 آلاف مباراة، ويعد الملعب الرئيس لإقامة مباريات منتخب روسيا لكرة القدم، ومباريات الأندية الروسية.
ولم يكن مشوار الأخضر نحو المونديال سهلًا كما كان يعتقد البعض، فقد لعِب خلال المرحلة الأولى من التصفيات بطريقة الذهاب والإياب مع منتخبات الإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، وتيمور الشرقية، وماليزيا، وتمكن خلالها من حصد 20 نقطة، ليتأهل بعد ذلك للمرحلة الثانية التي واجه فيها منتخبات تايلاند والعراق والإمارات العربية المتحدة وأستراليا واليابان، ليحقق 19 نقطة، كانت كافية لإعلان تأهله إلى النهائيات.
وتوّجت جهود لاعبي المنتخب بعد وصولهم للمونديال باستقبالٍ رسمي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ في 25 سبتمبر 2017م، وحظي الجميع بكلمة ضافية من الملك المفدى تمنى خلالها كل التوفيق للمنتخب، وأن يوفقوا في مشاركتهم الوطنية.
كما حظي المنتخب السعودي باهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية خاصة بعد أن وجه خادم الحرمين الشريفين في إحدى قرارات مجلس الوزراء بأن يعود ارتباط الهيئة العامة للرياضة تنظيميًا إلى سمو الأمير محمد بن سلمان.
وكان سموه يناقش في المجلس الموضوعات الرياضية التي تهم شباب الوطن، فبحث عبر المجلس موضوع إعادة هيكلة القطاع الرياضي وتطويره وتنميته بما يخدم تنافسية الرياضة في المملكة على مختلف الصعد، ووجه سموه الهيئة العامة للرياضة والجهات المعنية الأخرى باتخاذ ما يلزم لإنشاء صندوق تنمية الرياضة، بالإضافة إلى موضوع تخصيص الأندية، وقد دعم سموه الأندية المحلية، وأسهم في حل مشكلاتها المادية في الداخل والخارج.
وبمتابعة من معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم في 28 نوفمبر 2017م تعاقده مع المدير الفني الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي، ليقود دفّة الجهاز الفني في المنتخب خلال مشواره في المونديال، حيث خاض الأخضر قبل المونديال العالمي خمس مراحل إعدادية تنوعت بين داخلية وخارجية، خاض من خلالها عددًا من المباريات الدولية، التي هدِف من خلالها المدير الفني الوقوف والتعرف على جاهزية اللاعبين.
وأقيمت المرحلة الأولى في الرياض خلال الفترة من 21 ـ 27 يناير 2018، قبل أن تبدأ المرحلة الثانية في الفترة من 21 ـ 27 فبراير الماضي، لعِب من خلالها الأخضر مباراتين وديتين مع مولدوفا فاز فيها بثلاثية نظيفة، قبل أن ينتقل إلى البصرة لمواجهة العراق ويخسر بنتيجة 4ـ1.
وجاءت مرحلة الإعداد الثالثة خلال الفترة من 15 ـ 27 مارس 2018، إذ أقام الأخضر معسكرًا خارجيًا في كل من : إسبانيا وبلجيكا، خاض من خلالها مباراتين وديتين أمام أوكرانيا انتهت بالتعادل 1ـ1، وأمام بلجيكا خسرها 0ـ 4.
وفي المرحلة الإعدادية الرابعة التي أقيمت خلال الفترة من 26 أبريل ـ 15 مايو الماضي تمكن الأخضر من الفوز وديًا على الجزائر بنتيجة 2ـ0، وعلى المنتخب اليوناني كذلك بنتيجة هدفين.
وأنهى المنتخب السعودي مراحله الإعدادية بالمرحلة الخامسة التي قضاها في سويسرا، والتقى خلالها منتخب إيطاليا وخسرها بنتيجة 1ـ2، وكذلك لقاءه مع البيرو بنتيجة 0ـ3، ومع المنتخب الألماني في ألمانيا بنتيجة 2-1.
وكانت أول مشاركة للأخضر في نهائيات بطولة كأس العالم عام 1994م، وضمت مجموعته منتخبات المغرب وبلجيكا وهولندا، وصعد الأخضر حينها ثانيًا من مجموعته إلى الدور الثاني، بعد فوزه على المغرب 2ـ1، وبلجيكا 1ـ0، وخسارته أمام هولندا 2ـ1، فيما خرج من البطولة من دور الـ16 بعد خسارته من منتخب السويد بنتيجة 1ـ3.
وفي مشاركة المنتخب الثانية عام 1998م التي أقيمت في فرنسا، أوقعت القرعة الأخضر مع البلد المستضيف إلى جانب الدنمارك وجنوب أفريقيا، إذ خسر أمام فرنسا بنتيجة 0ـ 4 ، وأمام الدنمارك بنتيجة 0ـ1، فيما تعادل أمام جنوب أفريقيا بنتيجة 2ـ2.
ولم تكن مشاركة الأخضر في المونديال الثالث عام 2002م في كوريا الجنوبية واليابان بأفضل حال من المشاركتين السابقتين، إذ خرج من الدور الأول بعد أن تلقى ثلاث خسائر أمام منتخب ألمانيا بنتيجة 0ـ8، وأمام أيرلندا بنتيجة 0-3، وأمام الكاميرون بنتيجة 0-1.
أما المشاركة الأخيرة لمنتخبنا السعودي في نهائيات كأس العالم قبيل مونديال روسيا، كانت عام 2006م في ألمانيا، وخرج الأخضر من الدور الأول بعد أن تلقى خسارتين الأولى أمام منتخب إسبانيا بنتيجة 0-1، والثانية أمام أوكرانيا بنتيجة 0ـ 4، فيما تعادل إيجابيًا بهدفين أمام تونس.