وجه الاستاذ محمد كامل المعيني رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي محاضرة في جامعة طاجيكستان القومية حول جماليات الثقافة الإماراتية والطاجيكية أشادت بعمق العلاقات المتينة والشعبية بين البلدين الصديقين.
وقال المعيني في محاضرته : طاجيكستان، الجمهورية الغنية بالتراث والثقافة، تتباها اليوم بلغة القرآن وتشارك وبقوة بمهرجان الثقافة العربية، وكيف لا؟ وهي الأرض الطيبة التي أنجبت علماء اللغة وحصدنا نحن أبناؤها ثمار جهودهم الطيبة، فيجب علينا اليوم المشاركة معاً في الإحتفاء باللغة العربية، التي في مخزونها الدر والجمان، والتي لن يتمكن من إبرازها إلا الغواص الماهر، القاهر للصعاب لنيل جمالياتها، فهي كما قال الشاعر حافظ إبراهيم أنا البحر في أحشائه الدر كامن … فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟
وقال الاستاذ المعيني : ان اللغة هي من أبرز الوسائل في تبادل الثقافات بين الشعوب، فكيف إذا كانت باللغة العربية؟ فهي بذلك تزيد الثقافة رونقاً وجمالاً.
واشار رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية الى انه تعد اللغة وسيلة ومعيار للتفاهم والتسامح والتقارب بين الشعوب، ولها الدور البارز في تحقيق الدبلوماسية الثقافية؛ التي عرفها ميلتون كامينز بتبادل المعلومات والأفكار والقيم والنظم والتقاليد والمعتقدات وغيرها من جوانب الثقافة بقصد تعزيز التفاهم والاحترام المتبادل.
واكد المعيني انه تعتبر الثقافة الأداة البارزة في إحداث التقارب والتحاور الحقيقي بين المجتمعات، والمساهمة في تقريب وجهات النظر، وتفهم ظروف واحتياجات الأطراف الأخرى التي تتحاور معها، حيث يمكن للدول التعريف بتراثها الفني والثقافي للدول والمجتمعات الأخرى من خلال جماليات البناء والديكور، والأغاني التراثية واللوحات الفنية والندوات الثقافية.
وقال المعيني : أثبتت جمهورية طاجيكستان نجاحها في إتباع الدبلوماسية الثقافية من خلال دبلوماسية الماء، حيث صرح فخامة الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن قائلاً: ” تُعتبر طاجيكستان لاعباً مهماً في حل مشاكل الماء في آسيا الوسطى”.
ويعد التعاون في مجال الماء بين الحكومات وسيلة هامة لمعالجة مشاكل المياه، ومواضيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وضمان للسلام والاستقرار والأمن، فالماء شريان الحياة، ورابط حيوي مهم بين الدول.
واشار رئيس المعهد الى انه يمكن لطاجيكستان الإستفادة من دور الإمارات الرائد في حقل حفظ التراث الإنساني، وتعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي والمعرفي مع مؤسسات إماراتية متخصصة، وإبراز الصورة الحضارية لطاجيكستان في مجال المعرفة والتعليم عبر تنظيم زيارات إلى قصورها وجامعاتها ودور المعرفة فيها.
واوضح المعيني : متل ذلك العديد من المواقع المصنفة عالمياً بإعتبارها “تراثاً عالمياً” مثل مدينة سرازم التي تعود آثارها إلى أربعة آلاف عام قبل الميلاد، وهو الأمر الذي يمكن أن تسهم فيه جهود الدبلوماسية الثقافية في تعزيز أوجه التعاون والمشاركة البناءة في حمايتها وإثرائها وتعريف العالم بمكانتها وأهميتها الحضارية والثقافية.
ويمكنها كذلك الاستفادة من خبرات دولة الإمارات في مجال السياحة غير التقليدية، خاصة السياحة الثقافية والطبية؛ نظراً لتمتعها بالعديد من المقومات والعوامل والأماكن التي تجتذب شرائح كبيرة من السياح.
وبالنسبة للعادات والتقاليد قال : تعد العادات الطاجيكية قريبة جداً من العادات الإماراتية، وهو الأمر الذي عزز في زيادة إقبال الإماراتيين على زيارة جمهورية طاجكيستان خلال السنوات القليلة الماضية كما أوضح مايزوف فتح الدين، المدير التجاري لمجموعة سكاي تاورز في طاجكيستان.
واثنى رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بالعادات الطاجيكية من الضيافة، الكرم، المودة، إكرام واحترام الغريب، الزواج التقليدي، الأسرة الكبيرة الممتدة، تكريم المرأة وتحمل العريس كافة تكاليف الزواج والزفاف، وهي نفس العادات والتقاليد المتوارثة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذا التشابه يعزز الانفتاح والتحاور مع الآخر ويقوي من قيمة وأهمية الدبلوماسية الثقافية ويزيدها جمالاً.
وجاءت المحاضرة على هامش فعاليات النسخة الثانية من مهرجان الثقافة العربية في العاصمة الطاجيكية ” دوشنبه ” الذي تنظمه دار الياسمين في إطار التبادل الثقافي الإماراتي مع مختلف الثقافات في العالم.
حضر إفتتاح المهرجان البروفيسور محمد يوسف إمام زاده رئيس جامعة طاجيكستان القومية والدكتورة مريم الشناصي الرئيس التنفيذي لدار الياسمين والأديب ناصر الظاهري والدكتور سيف المحروقي والدكتورة عائشة السويدي والمستشار القانوني الدكتور عبدالوهاب العبدول والأستاذة عائشة الكبيسي وعدد من المثقفين الإماراتيين.