أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أن بلادنا خيرية ، وقامت على الخير ووحدة الكلمة وخدمة المحتاج ، لافتاً إلى أن المجتمع السعودي يمتاز بعقيدته التي تحثه على البذل والعطاء ، وله جهوداً في عمل الخير تنم عن تكاتف المجتمع المسلم ، وخيرية الإنسان السعودي ، وسعيه إلى تجسيد مفهوم الجسد الواحد ، منوهاً سموه بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ يحفظه الله ـ للقطاع الخيري ، وتسخيرها كافة الإمكانيات للارتقاء بالقطاع الثالث وتطويره ودعمه وجعله رافداً من روافد التنمية ، وتعزيز دوره في مسيرة التنمية التي تعيشها بلادنا.
وأشار سمو أمير القصيم إلى أن فكرة إطلاق مشروع التوازن الخيري هدفه البحث عن الجمعيات التي بحاجة للدعم لتقديم خدماتها لمستفيديها ، وإمدادها من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لديها وفرة بالمساعدات لكي تؤدي رسالتها ، مؤكداً على أهمية تفاعل الجمعيات مع المشروع بهدف تنمية وتطوير العمل الخيري ، وتعزيز القدرات التنافسية والعمل على إبقاء واستمرارية الجهات الخيرية في خدمة المجتمع ، حيث أن الدولة لم تغفل أهمية دور القطاع الثالث في العملية التنموية.
وبين سمو الأمير فيصل بن مشعل أن إقامة الملتقى هو إضافة نوعية للملتقيات السابقة التي تدعم العمل الخيري وتعزز دوره وتسهم بشكل فعال في تطويره وتحسينه وصولاً لتحقيق الأهداف النبيلة للعمل الخيري التي تتطلع إليها الدولة ، بالإضافة إلى دوره في دعم خطة التحول الوطني 2020 وصولاً إلى تحقيق رؤية المملكة الطموحة 2030 ، وتمنى سموه أن يخرج اللقاء بمخرجات تفيد العمل الخيري ، وأن يستفيد القطاع الخيري من التوصيات لتعزيز العمل الخيري واستمراره.
جاء ذلك بعد أن شهد سمو أمير منطقة القصيم مساء الأربعاء بمركز التنمية الاجتماعية بمدينة بريدة ، الملتقى الرابع للجمعيات الخيرية بمنطقة القصيم ، وإنعقاد ندوة مصارف البر بالمملكة .. مالها وما عليها بحضور معالي الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي ، ووكيل الإمارة الدكتور عبدالرحمن الوزان ، والشيخ الدكتور عبدالرحمن اللويحق عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وعدداً من مدراء الجهات الحكومية ورؤساء مجلس إدارات الجمعيات الخيرية بالمنطقة ، الذي نظمه المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بالقصيم.
وبدء الملتقى بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم شاهد الحضور فيلم تعريفي عن مشروع التوازن الخيري ، ثم ألقى معالي الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء المستشار بالديوان الملكي ، الورقة الأولى للندوة بعنوان التأصيل الشرعي لمصارف البر ، بين فيها أن مقاصد الجمعيات الخيرية هي مقاصد للتعاون والتعاطف والتكافل ، وإن من أكبر المقاصد أن تبذل الجمعيات من ما لديها بنحو 50% في سبيل التدريب والتعليم والتأهيل لمستفيديها لرفع مستواهم العلمي والمهني ، لافتاً إلى أن هناك الكثير من أعمال الخير والصدقة غير بناء المساجد ، وعمل الخير له أبواب عديدة توازي بناء المساجد ، كأجهزة غسيل الكلى وما شابهها لخدمة المرضى ، فمن الأفضل تنويع أعمال الخير بما يفيد حسب الحاجة ، بالإضافة إلى العمل الخيري في المجال التعليمي كدعم البحوث العلمية ، لافتاً إلى أن التوازن الخيري له مستند شرعي ، وأن الوفر في بعض الجمعيات لا يجوز أن يبقى ، فلابد من صرفه إلى جهات محتاجة.
عقب ذلك ألقى الشيخ الدكتور عبدالرحمن اللويحق عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الورقة الثانية للندوة بعنوان (مصارف البر البديلة في المملكة) ، دعا من خلالها الجمعيات الخيرية إلى أهمية إيجاد برنامجاً للمصارف ، وأن الإنفاق من أعظم القربات إلى الله ، مستعرضاً أولويات الإنفاق في العمل الخيري ، حيث أن العمل الخيري يمثل قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل بكل أشكاله لما يلعبه من دور مهم وإيجابي في تطوير المجتمعات وتنميتها من خلال الجمعيات الخيرية ، مبيناً أن الإنفاق المالي يكون من الربح لا من أصل المال فهو الأفضل لما يساهم به أصحابه في تأمين معاني التكافل والتآخي والتنمية بين أفراد المجتمع.
بعد ذلك أتيحت المداخلات للحضور ، الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة القصيم ، لدعمه اللامحدود لجميع برامج ومناشط القطاع الخيري بالمنطقة ، مؤكدين أن رعاية سموه تدل على مدى حرصه ودعمه للأعمال الخيرية ، وهي دلالة واضحة لمدى اهتمامه ـ حفظه الله ـ بالعمل الخيري الذي هو امتداداً للرعاية الدائمة والاهتمام من القيادة الرشيدة ـ أيدها الله ـ لهذا القطاع الخيري.
بعد ذلك كرم سمو أمير منطقة القصيم المشاركين بالندوة .