عهود فتاه نشأت وترعرعت على السرير الأبيض طريحة الفراش ولكن !! لم يعرف اليأس لها طريق، ولم يعرقل طموحها أي عائق، وبالإبداع والعزيمة هزمت الإعاقة وحوَّلتها إلى طاقة خلاقة للإنجاز ، لتثبت للجميع أن الإعاقة طاقة وإرادة وأن الإبداع والعطاء ليسا حكراً على الأصحاء ، فاستطاعت أن تحقق جزءً كبيراً من طموها بعد أن تمكنت من إكمال المرحلة الثانوية ، وتحلم بالحلم الأكبر وهو الالتحاق بالجامعة .
وروت عهود تفاصيل كفاحها باختصار عندما ذكرت بأنها فتاه مقعده منذ الولادة و ملازمه للسرير الأبيض في مستشفى الملك فهد العام بالمدينة منذ سنوات بسبب حاجتها الماسة للتنفس الصناعي وبإستمرار .
وأضافت هذا لم يمنعني من طلب العلم والإستمتاع بالقراءة حيث انني كنت اشعر بالفراغ والعزلة قبل الدراسة ولكن ولله الحمد بعد الدارسة شعرت بأن لي قيمه وهدف وأحببت الحياه وتقبلت نفسي وألهمني خالقي ويسر لي الاسباب ودعم أسرتي والأصدقاء الطيبين .
وتقدمت عهود بالشكر الجزيل لإدارة مستشفى الملك فهد العام بالمدينة والطواقم الطبية والفنية على حسن تعاملهم معها وتقديم كافة الخدمات المميزة لها ، وأثنت على دور أسرتها و أصدقائها الذين لم يدخروا اي سبيل ولا جهداً لإسعادها ، وأن شعورها وفرحتها لا يكمن وصفها عندما وجدت الجميع يحتفل بها ويقف الى جانبها ويشد على إزرها .
وطالبت وزارة التعليم بتهيئة الفرصة والسماح لها بمواصلة مشوارها الدراسي وطموحها من خلال الإلتحاق بإحدى الجامعات عن طريق نظام التعليم عن بعد ، وأن لا تقف أنظمة الجامعات في وجه هدفها وطموحها .
وفي بادرة طيبة قامت اسرة واصدقاء عهود وعدد من الجمعيات الخيرية والتطوعية في المدينة المنورة بتكريمها والاحتفاء بها , بدعم من ادارة مستشفى الملك فهد العام بالمدينة والخدمة الاجتماعية بالمستشفى مقدمين لها الهدايا والدعم المعنوي.